الثلاثاء , يونيو 10 2025

أمرنا عجيب نحن معشر الحضارم .. دعوة للتفاهم والبناء ..!!

 

أمرنا عجيب نحن معشر الحضارم .. دعوة للتفاهم والبناء ..!!

 

▪️مقال للأستاذ/ علي عبدالقادر بارجاء
3 أغسطس 2021 م

كل أبناء حضرموت وبالأخص إخوتنا بمهاجر إقاماتهم حول العالم ، أصبحنا كلنا نتندر على حالنا الذي وصلنا إليه ، حيث لا نرى فيه شيء يستحق الإعجاب أو التفاخر به ، بقدر ما وصل فيه حالنا اليوم من اليأس والإحباط والتندر معه صرنا نتنابز ونتناحر وتشتت فيه أمرنا وشملنا.

أي حالٍ هذا الذي صرنا فيه ، صَغُر معه حالنا وانحدرت معه شُهرَتنا التي كنا نعتز بها ونتباهى بها لإدراكنا أن لن يرتقي إليه حال أي من سكان اليمن شماله ولا جنوبه ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا لدرجة أننا قد أصبحنا ندرك ونشعر بعلو كعب مقامنا الذي لن يقدر عليه غيرنا.

مؤسف أننا اليوم نرى ونلمس هفوات قد عشعشت بأدمغتنا من التمحذق والشعور بالعظمة حتى صرنا نرى أنفسنا أننا الأعلون ، والبقية لمستوانا لم ولن يرتقون ، هنا فقد رأى بعضاً من عقلائنا أننا بشعور العظمة التي نتمدح أنفسنا به أنه مضيعة للوقت ، هلاك للطموح ، وتوقُفْ عند الخذلان ، وأن طموحنا اليوم قد توقفَ حيث صنع أهلنا وأجدادنا من مجد صرنا به نكتفي ونقف عند زمانه وحينه .

أهلنا وأجدادنا فعلوا ما صرنا نعجز حتى للحفاظ على فعلهم ومجدهم ، فعلوا لنا تاريخاً ومجداً ببساطتهم وجم تواضعهم ، لا بالغرور والتعالي الذي يمارسه الجيل الحالي المتغني فقط بتاريخ أجيال حضرمية سابقة .

هناك منا من يصرُّ وبسبق إصرار على المضُي بسلوك الخطأ في الوقت الخطأ ، هناك منا من لا يرى إلا نفسه ومحذقة الفهم الخاطئ فيطلق عنان السب والشتائم والتقليل في حق الآخرين ، بما يترجم حالة الغرور والتكبر لأمر لم يبلغه الجيل الحالي الذي لا يرى في هذا الزمن إلا ذاته ولا يقيم وزناً لغيره من المجتمعات التي حوله وبدأت تتلمس طريق الصواب وصارت تبدع في خدمة مواطنيها بكل هدوء وثبات فصار لها ما تمنت ولو أنها في بدايات مشوارها ، في الحين الذي بقينا نحن الحضارم نلوكُ بين أنيابنا ما فعله سابقونا من حضارات ومجد وكأننا نقول لأنفسنا يجب ان نكتفي بما وصل إليه أهلنا الحضارم من مجدٍ.

والله لن نفعل شيئا إذا بقينا نستهلك كلاماً مستهلكا ولا نضيف عليه مما يتوجب علينا إضافته وفعله ، ولكن ربما نصل لمبتغانا إذا تركنا جلد ذواتنا ووقفنا مع بعضنا وتلاحم شتاتنا ، وتكللت مساعينا في التقريب فيما بيننا بدلآ من السباب وتبادل أقبح عبارات الشتائم بيننا البين ، صار الوقت يحتم علينا أن نترفع عن كل ما يجرح أيٌ منا نحن الحضارم ، فهنا هو الدواء النافع والشافي لجراحنا التي استمرينا ردحا من الزمن لا نجيد غير إغاضة بعضنا ونقلل من مكانة وذات بعضنا.

لننظر لجوارنا وما يعتمل لديهم من الحصول على مواردهم ، وتحريك طاقاتهم ، وما يجري لديهم من برامج وورش عمل في كافة مناحي البنية التحتية من توسع في الخدمات والمنشآت ، حدث ذلك لديهم في وقت قصير والسبب تفرغ الجميع للبناء ، مجتمع وسلطات محلية للعمل ليمضوا بمحافظاتهم لما يأملوا الوصول اليه ، بينما نحن تفرغنا وبقوة لإثارة عوامل التفرق بين أفراد مجتمعنا ، تفرغنا للمشادات والمناكفات والتقليل من جهود المخلصين لا لشيء إلا لكي لا تظهر محاسن ونوايا المخلصين فلابد من تقصيص أجنحة جهودهم والتقليل منها ، صرنا نحن الحضارم أدوات ومعاول لإثارة حلقات صراع جديد بعيدة عن البحث عن وسائل تتواصل معها علاقاتنا فيما بيننا لخدمة المجتمع ، صرنا نمضي بعنفوان في شق العصا بين قيادات السلطة المحلية ، ونبش الجراح التي من خلالها سيعمل هؤلاء النباشون لإظهار أعماق الصوب حتى يندمل ويتعمق لكي لا يتعافى ، ويسعون لإثارة الفتن بين السلطات التنفيذية بحضرموت كافة وبالذات بين السلطة الحضرمية بساحلها وواديها وصحرائها وهضابها حتى وصل حال النكد ليتنازع المجتمع في إطار حلقات أضيق بين المديريات وكذا بين المناطق وصولا للجانب الطبقي المقيت.

ألا نعلم أننا كلما اقتربنا من بعض ، ورفعنا من سقف تفاهمنا ، وعززنا روح الأخوة وتبادلنا كلمات النصح ومضينا بالكلمة السواء بين أجيالنا الحاضرة من شيبات وكهول وشباب وسيدات حضرموت ، أننا سنصل لمبتغانا ..؟
ألا نعلم أننا سنتقدم خطوات وخطوات للرقي والتفرغ لبناء حضرموت ، وكذا التفرغ للبناء وجلب كافة حقوقنا طال الزمن أو قصر ، عندما تتوحد كلمتنا.. كما فعل غيرنا ..؟
ألا نعلم أننا بشتاتنا وتفرقنا سنمزق ما تبقى بالنسيج المجتمعي وسنصبح في حال من الصعب لملمة أمورنا .. ؟

كل ما نتطلع إليه اليوم سيتحقق عاجلآ .. كلما عجلنا وسارعنا في السير بالطريق الصحيح .. والوقت لا يزال به من المتسع لنخطو خطوات نحو أن يكون لحضرموت وأهلنا الشأن العظيم لإكتمال ما حققه وبناه أهلنا وأجدانا منذ أزمنة قديمة ، وما علينا سوى مراجعة ذاتنا والبحث عن وسائل تمكننا من الجلوس والتشاور والتحاور معاً.

المجتمع الحضرمي يتألف من بوتقة عمل مجتمعي ، من خلالها ستَمر حضرموت للمستقبل ، وما على الحضارم إلا الضغط على كل مكوناتهم بضرورة خلق الأجواء المناسبة والتقارب والتحاور في الشأن الحضرمي والمتمثلة في :

1 – قيادة السلطة المحلية وفي مقدمتها محافظ حضرموت .. ووكيل المحافظ لشئون مديريات الوادي والصحراء .. والوكلاء والوكلاء المساعدين ومدراء عموم المديريات والمؤسسات والنخب والخبراء.
2 – مؤتمر حضرموت الجامع.
3 – مرجعية قبائل حضرموت الوادي والصحراء.
4 – حلف قبائل حضرموت.
5 – بقيةالمكونات الحضرمية صغيرها وكبيرها لابد أن تكبر حضرموت بمقل عيون أهلها.

فهـل لنــا أن نتعـض .. وأن نستفيـق مـن غفلتنـا ….؟؟؟

 

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *