الإثنين , يونيو 23 2025

عرقلة التعليم .. من المستفيد ؟!

عرقلة التعليم .. من المستفيد ؟!

بالرغم من أن الطلاب يمرون هذه الأيام باختبارات شهرية ممثلة بالاختبار الشهري الأول للفصل الدراسي الأول ..

إلا أن الجميع رأى أن هناك عرقلة تحدث للتعليم من خلال قيام بعض الطلاب بإيقاف العملية التعليمية وإخراج الطلاب الآخرين من صفوفهم كل ذلك بحجة المطالبة بالحقوق .. وهو مطلب لا غبار عليه ..

فالكل ينبغي عليه المطالبة بحقوقه المشروعة التي كفلتها له القوانين والتشريعات .. لكن السؤال المطروح لماذا يُستهدف التعليم بالدرجة الأولى خلال المطالبة بالحقوق ؟ .. ومن المستفيد من عرقلته ؟!

ينتابنا الشك في أحيانٍ كثيرة أن ثمة أيدٍ خفية تتعمد المساس بتعليم أجيالنا .. فالكل يعلم أن التعليم هو أساس التنمية .. والجيل المتعلم هو أس الحضارة وسبب نهضة الشعوب ..

وبدون العلم تصير حياتنا عبارة عن غابة من الهمجية والجهل .. ويصبح الشباب مجموعة صعاليك من صعاليك المجتمع ضرهم أكثر من نفعهم .. ويبدو أن هناك أصابع ملعونة تريد أن يصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري.

إن استهداف قطاع التعليم لن يحل أية مشكلة من المشاكل التي يعانيها الشعب ..

فليعلم الطلاب وأولياء الأمور أن المتضرر الأول والأخير هم أبناؤهم بالدرجة الأولى .. قد يفرح الطالب عن سذاجة بالخروج مبكراً أو يسعد بتخلصه من تبعات يوم دراسي ممل مليء بالحر والضيق والمعاناة ..

لكن إن استمرّ الحال على ما هو عليه بحيث يصير الأمر ديدناً مستمراً فلا شك أنه سيؤثر عليهم وعلى تحصيلهم الدراسي عاجلاً .. وسيؤثر كذلك على مسيرتهم التعليمية القادمة.

عند التركيز برويّة وتمعن فإننا سنستنتج أنه من خلال إيقاعات متناسقة مع كل احتجاج وتظاهر .. سنصل إلى نتيجة مفادها أن إيقاف التعليم وحرفه عن مساره في مناطق ومديريات محافظة حضرموت عامة وغيل باوزير على وجه الخصوص قد صارت عملية ممنهجة يرمي إليها من لايريد الخير لأبنائنا ..

ونحن نركز مجدداً على هذه النقطة بالذات حتى لا نتشتت عن الهدف الأسمى وهو أن نحرص على تعليم أبنائنا مهما كانت السلبيات وأوجه القصور التي يصطبغ بها تعليمنا الحكومي ..

يجب أن نرتقي إلى مستوى المسئولية ولا نترك أية ثغرات قاتلة قد ينفذ منها ( قليلين الخير ) ممن يحاولون استغلال التعليم وتسخيره لخدمة أجنداتهم وأهدافهم التي أقل ما يقال عنها أنها أجندات وأهداف خبيثة وذات أثر ضار طويل المدى يطال بضرره أبناءنا في المقام الأول.

ورسالتنا لكل مكون سياسي أعمى البصر والبصيرة أن يعلم أن عمليات التحريض واستغلال الطلاب لمآربه الخاصة وإعاقة التعليم أمر ينطوي على خطور بالغة لن نستشعر آثارها الآن ولكن مستقبلاً .. فإذا ترك الطلاب مقاعد الدراسة وهاموا في الشوارع والطرقات وتطاولوا على معلميهم وإداراتهم وكسّروا ورموا بالحجارة مؤسساتهم التربوية والتعليمية.. هل نقول أنكم عندئذٍ قد حققتم أهدافكم ووصلتم إلى مبتغاكم ؟! ..

هل تعبئة الطلاب التعبئة الخاطئة وتصييرهم إلى قطيع هائج يدمر ويكسر ويحرق ويجرح الآخرين بسوء الأخلاق والأفعال شيء يرضيكم ؟!..

وفي الختام نحث المكونات المجتمعية وأئمة المساجد والخطباء والإعلاميين والعقلاء وأصحاب المنابر الحرة والنزيهة أن يدينوا هذه التصرفات الرعناء ويستنكروا بشدة تلكم الأخلاقيات الدخيلة على مجتمعنا المحافظ والمحب للعلم والثقافة ..

ويعملوا جاهدين على نشر الوعي بين كافة طبقات المجتمع طلاباً وآباء وأولياء أمور وأهالي ويعززوا مفاهيم الحرص على طلب العلم والاجتهاد في تحصيله .. لأن العلم هو المخرج الآمن ـ بعد توفيق الله تعالى وإعانته ـ مما يعانيه الشعب من أوجاع وآلام، وهو المرتكز الأساسي لنهضتنا ورقينا حاضراً ومستقبلاً.

✍🏻أحمد باحمادي

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

الثقب الأسود يستنزف خزينة حضرموت.

الثقب الأسود يستنزف خزينة حضرموت. في العام ٢٠١٦ م تولى الجنرال احمد سعيد بن بريك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *