الأربعاء , يونيو 11 2025

إلى طلاب العلم والدعاة في حضرموت أليس فيكم العز بن عبد السلام أو أحمد بن تيمية!؟

 

إلى طلاب العلم والدعاة في حضرموت أليس فيكم العز بن عبد السلام أو أحمد بن تيمية!؟

 

في بداية المقال أسأل الله أن يكتب أجر كل من سخّر وقته لطلب العلم ابتغاء وجه الله وتعلم دينه وكل من جعل وقته للدعوة إلى الله وأعبّر عن اعتزازي بهم مثل غيري من المجتمع فهم ورثة الأنبياء وصمام أمان الدين لمعرفتهم به وإن غياب العلماء يعني تسلط الجهلاء والافتراء على دين الله بغير علم.

عندما حلت كارثة غزو المغول للعالم الإسلامي تباينت حالة البلاد الإسلامية بحسب واقعها الداخلي ففي بغداد وصلت حالة الناس لأدنى درجات الخضوع والهوان لعدة أسباب منها تمييع وإضعاف العقيدة القتالية أمام العدو القادم، وصناعة المكائد من بعض رجال القصر، ووجود الخونة في الدولة العباسية، وكان على رأس الخونة ابن العلقمي الرافضي الذي أهانه المغول ومات في ذلة وهوان بسبب خيانته لأمته وبلاده.
غاب العلماء عن القيادة المجتمعية فبلغ الذل في الناس إلى درجة أن يأتي المغولي ويطلب من الإنسان في بغداد الانتظار حتى يذبحه فينتظر دوره ليذبح، وهذا دليل على نشأة جيل مغيب من الواقع وعدم وجود قادة وعلماء يتقدمون الصف يحركونهم ضد الخطر، والنتيجة كانت مقتل مليون وثمان مئة ألف مسلم بدون مقاومة؛ لأن هناك خبثاء تصدروا المشهد وجيلاً خنع وخضع ورضي بفسقهم وكانت كارثة من أعظم الكوارث في تاريخنا.
وأما الخائن ابن العلقمي فلم يجد عند المغول إلا الاحتقار فمات غما وذلة وأما الخليقة المغيب عن زمانه فقتله المغول ركلاً ورفساً.

*بينما في مصر كانت هناك قصة عظيمة في التاريخ الإسلامي وأبطال كتبوا التاريخ بدمائهم*

أما رجالها فلم يكونوا من أعرق الناس أنسابا ولا أكرمهم حالا بل كانوا عبيدًا يشتريهم السلاطين الأيوبيون من صغرهم ويقومون بتدريبهم تدريبات عسكرية شاقة وتعزيز الشجاعة والولاء لديهم ويملكون عقيدةً قتالية وإباءً وصمودًا.

*لكن المحرك الحقيقي الذي أدَّى دورًا في تغيير الأحداث هم العلماء وعلى رأسهم العز بن عبد السلام رحمه الله الذي فك المماليك التابعين لأيوبيي مصر أسره من إخوتهم الأيوبيين في الشام بعد موقفه البطولي في عدم قبوله بالخضوع للصليبيين من سلطان الشام وقتها، ومع ذلك لم يجامل المماليك فمع أنه أفتى بانتقال السلطة للملك قطز المملوك سابقا بحكم أنه رجل قوي يستطيع أن يجمع الرجال لقتال المغول لكن رفض فرض ضريبة على الشعب في قتال المغول إلا بعد إنفاق قادة العسكر المماليك أموالهم في ذلك وقام بتحريك الرجال في مواجهة الصليبيين والمغول وشارك في البطولات هذي بنفسه حتى قضى الله انتصار المماليك ورجال مصر ومن معهم من أهل الشام وغيرهم على أكبر القوى العالمية وقتها وهم المغول ثم الصليبيون.*

وكذلك في تاريخنا بعد أكثر من ٤٠ سنة من معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون أعلن عدد كبير من المغول إسلامهم وكان بعضهم صادقا في ذلك استسلاما لعظمة هذا الدين مع ضعف أهله بينما بعضهم يراه تكتيكا سياسيا للسيطرة على المسلمين وحكمهم تحت شعار ادعاء الإسلام وقاموا بارتكاب الجرائم والاغتصابات وقتل المسلمين واستحلال نسائهم!

*لم يَرْضَ أحمد بن تيمية أن يصمت عن هؤلاء الدجاجلة والمنافقين فواجههم مواجهة علنية وقال لقائدهم غازان جدك على كفره خير منك ورفض أن يأكل من طعامهم وبعد نقضهم للعهد قام بدعوة الناس لجهادهم وأفتى بذلك بعد أن حاول الكثير تمييع العقيدة القتالية في مواجهتهم تحت دعوى أنهم يظهرون الإسلام وأفتى بجهادهم تحت إمرة المماليك وجاهد رحمه الله بنفسه واستبسل وبشّرهم بالانتصار لصدق قضيتهم وكانت معركة شقحب في الشام التي انتصر بها المسلمين على المغول المنافقين.*

يتكرر التاريخ فالصفويون الآن يعودون من جديد، ويقومون بتفجير المساجد والمنازل ويهمزون بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ويدعون كذبا وزورا قتال أمريكا واليهود، ولا نرى لهم عدوًّا غير اليمنيين ويدّعون أن طريق القدس عبر قتل أطفال ونساء مأرب وإطلاق الصواريخ على المدنيين بينما يحمي حليفهم إسرائيل في لبنان الذي لا تتوقف وفودهم إليه وكذلك حليفهم الآخر الطاغية بشار يحمي الجولان لهم.

*هذا النفاق والإجرام يحتاج علماء ودعاة صادقين من اليمن كافة يجمعون الناس على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويرصون صفوف الرجال في مواجهة الميليشيات الرافضية ويعززون العقيدة القتالية عند الجنود في الجبهات بزيارتهم وأن ما يقومون به هو جهاد لنصرة دينهم ورد البغي عن أمتهم والحديث عن خطر القرامطة الجدد*

عليهم أن يتفقدوا الجنود ويطالبوا بحقوقهم وإنكار فساد من يأخذ رواتب الجنود، وأن يحرصوا على نشر هذا المفهوم حتى لا يكثر الخونة والمرتزقة الذين يعملون لصالح الحوثي في معسكرات خصومه، وأما علماء حضرموت ودعاتهم فدورهم تحذير مجتمع حضرموت من السلبية وانتظار الميليشيا المجرمة حتى ترتكب المجازر فيهم بل عليهم تحذير الناس من خطرهم وتحريك الرجال الشجعان لحماية بلادهم وإسناد إخوانهم وزيارة الجنود التابعين للمنطقة العسكرية الأولى والمنطقة العسكرية الثانية وتعزيز مفهوم الجهاد لديهم.

ما لم يتحركوا الآن فجهودهم مستقبلا _إذا سيطر الحوثي على حضرموت_ ليس لها قيمة عندما يفرض الطعن بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في المدارس وينشر القرامطة الجدد العبادة لغير الله من تقديس الضالين منهم وعندما يجبرون أبناءهم على القتال في الجبهات الإجرامية لنشر الضلال والفساد.

*إن العلم يطلب لنشره ونفع الناس به لا أن ينحصر أهله في مجالسهم العلمية وينعزلوا عن قضايا أمتهم بل عليهم أن يتصدروها في حماية دينهم وعقيدتهم وأعراضهم ودمائهم وأموالهم*

*نأمل أن يذكر التاريخ قادة من علمائنا ودعاتنا يكون لهم دور عظيم في جمع الناس ضد القرامطة الجدد وكف أذاهم وشرهم عن بلادنا وجمع صفوفنا حتى لا يستباح ديننا وأهله*

▪️مقال للأستاذ/ عبدالإله بن سعيد بن عيلي

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *