تسويق الأوهام … لم ولن يخلق الواقع الحضرمي المنشود !!!
مقال للأستاذ: م. لطفي بن سعدون.
المكلا : ٢٧ أكتوبر ٢٠٢١م.
عندما تشكّل حلف قبائل حضرموت في عام ٢٠١٣م كانت له مبرراته الموضوعية والذاتية، كضرورة حتمية تهيأت لها حضرموت، بعد فترة مخاض صعب ومعاناة وآلام وتحديات وانتفاضات مختلفة، رفضا لحالات الإذلال والإلحاق وفرض التبعية، وطمس الهوية والثقافة والتاريخ الحضرمي، والتي تجرعها الحضارمة منذ سقوط إستقلالهم في٦٧م وحتى عام النهوض الحضرمي العارم في ٢٠١٣م.
ولذلك كان ذلك الزخم الجماهيري والعنفوان والاندفاع، وفرض الإرادة الحضرمية الحرة المستقلة على أرض حضرموت، وفي وجدان وعقول وفكر كل الحضارمة، و لتبدأ مرحلة جديدة في التاريخ الحضرمي المستقل، الذي يبحث عن كينونته المتفردة دون تبعية للعواصم الاخرى.
ولقد كانت أسمى تجليات هذا الغليان الثوري الحضرمي، هي إنطلاقة الهبة الحضرمية في ديسمبر ٢٠١٣م، من قبل كل الحضارمة وفي عموم الجغرافيا الحضرمية ومهاجرهم.
تلك هي الظروف الموضوعية والذاتية الناضجة التي هيأت لقيام حلف قبائل حضرموت، وبالرغم من المؤامرات التي حيكت ضده من مراكز الهيمنة والنفوذ اليمنية، وأدت للأسف الى شق صفوفه، إلى أن السياق العام للنهوض الحضرمي لم يتوقف، واستمر في اندفاعه. وأفرز هذا النهوض، تشكيل قوات النخبة الحضرمية بشكل خاص من شباب الحلف وتشكيلاته الشبه عسكرية ، ومن كل أبناء حضرموت بشكل عام ، والتي كان لها شرف تحرير المكلا وساحل حضرموت من عصابات القاعدة الإرهابية والداعمين الخفيين لها.
وهذا التحرير شكّل أساسا متينا لبناء السلطة المحلية الحضرمية، الأمر الذي هيأ الظروف الموضوعية والذاتية لقيام مؤتمر حضرموت الجامع كمكون حضرمي سياسي جماهيري مستقل، بالرغم من بعض النواقص والعثرات التي رافقت تأسيسه ومسيرته.
ومثلما تعرّض حلف حضرموت من قوى اليمننة وأتباعهم ، للدسائس والهجمات المتكررة بهدف تفتيته ومحو وجوده، فإننا اليوم يؤسفنا أيضا أن نشهد الكثير من المؤامرات ضد هذا المكون السياسي الحضرمي المستقل، من عدة اتجاهات، وحتى من رفاق الدرب وبعض مؤسسيه ، تنفيذا لإملاءات جهات خارجية تريد جر حضرموت لتبعيتها الجنوبية.
ومنذ تشكيل كتلة حلف وجامع حضرموت من إجل حضرموت والجنوب ،كان واضحا ان الهدف من إنشائه هو تفتيت الكيانين الحضرميين المستقلين، بدعاوي ديماغوجية وتحت شعارات فضفاضة ووهمية وتحركات عشوائية، غير مرتبطة بجدلية الواقع ومتطلباته وظروفه الموضوعية والذاتية، وهذه المرة كان المحرك لذلك، ليس قوى النفوذ والهيمنة اليمنية التقليدية فقط، ولكن للأسف الشديد، كان يشاركهم بأكثر شراسة، بعضا من رفاق الدرب، الذين خاض الحضارمة إلى جوارهم صراع وجودي مشترك، ضد الهيمنة والتسلط والاحتلال اليمني، وكانت صيحات أبطال التحرير المقاومين له تتردد وتتداخل أصداؤها معا في جبال حضرموت والضالع وعدن وأبين.
ومهما كانت المبررات، فإن محاولة تفتيت وإلغاء هذه المكونات الحضرمية المستقلة، هو أيضا يصب في خانة استهداف النخبة والأمن والسلطة الحضرمية، وليس ببعيد عنا ماجرى للنخبة الشبوانية من تفتيت، بسبب السياسات الهوجاء والغير عقلانية، ومحاولة إبعادها عن حاضنتها الشعبية والقبلية الشبوانية، وفرض تبعيتها لأجندات غير شبوانية، الأمر الذي أدى الى تهيئة الظروف من قبل أعداء شبوة، للانقضاض عليها وتفتيتها ، بعد أن أبعدت من حاضنتها الشعبية، وانتزعت جذورها من الأرض الشبوانية.
ونحن نخشى على النخبة والأمن والسلطة الحضرمية أن يجري لها ماجرى للنخبة الشبوانية لاسمح الله ، إن نجحت هذه الدسائس، فااللعب بالنار دائما يبدأ صغيرا، ثم يصبح حرائقا تلتهم الأخضر واليابس وتقضي على كل المكاسب ، وعلى رأسها النخبة الحضرمية صمام أمان حضرموت ورمز قوتها وكبريائها وعنفوانها.
وليعلم الجميع والقاصي والداني ، بأن الحضارمة لن يقبلوا بديلا عن نخبتهم الحضرمية، ومنها قوة حماية الشركات، التي يجري إستهدافها وتشويه سمعتها والتحرش بها، فالنخبة الحضرمية هي مصدر أمنهم وعزتهم وقوتهم وهي القوة الضاربة الوحيدة، في حماية أرضهم وانفسهم وثرواتهم ، وعلى رأسها ثروات حقول نفط بترومسيلة وبقية حقول النفط في كالفالي والخشعة وفي كل حضرموت.
فهل سيرعوي مشعلي النيران ضد حضرموت، ويعودوا لجادة الصواب ،قبل فوات الأوان ؟؟؟ أم سيحترقوا بلهيبها، التي لن تبقي ولن تذر !!!