الأربعاء , مايو 21 2025

لنكن عمالقة مستقلين…لا أقزاما تابعين!!!

 

 

لنكن عمالقة مستقلين…لا أقزاما تابعين!!!

▪️مقال بقلم : م. لطفي بن سعدون.
الأحقاف: ٦ نوفمبر ٢٠٢١م.

لم يعد مقبولا ولا مستساغا في حضرموت، تقبّل أي مكونات سياسية جديدة، ترفع اليافطات البرّاقة الهلامية الخدّاعة باسم المطالب الحضرمية المشروعة، في الوقت الذي تتواجد فيه المكونات السياسية الحضرمية المستقلة، المعبّرة بحق عن طموحات الحضارمة ومطالبهم المشروعة واستحقاقاتهم السياسية ، وعلى رأسها استقلال قرارهم السياسي وعدم تبعيته لاية عواصم أخرى، فحضرموت هي أرض العمالقة المستقلين ، لا الأقزام التابعين!!!

وإن أية محاولات لتجديد الخطاب السياسي الحضرمي ، يجب ان لا يخرج عن تطوير آليات عمل، وتحسين أداء المكونات السياسية القائمة، وتعزيز وحدتها وتمثيلها لكل مكونات الشعب الحضرمي، وما عدا ذلك من توجهات وتحركات، خاصة إذا ارتبطت بالتبعية لغير حضرموت، فإنها لا تعدو عن كونها حراثة في البحر، ومضيعة للوقت والجهد والمال، وتفتيتا لقوة حضرموت، وخدمة لأجندات معادية لاستقلال القرار الحضرمي ونديته مع الآخرين.

وإنّ استغلال معاناة الناس وظروفهم الحياتية الصعبة والكارثية، وشحنهم بالأحلام والأوهام الغير واقعية ودغدغة العواطف، والعمل على حشد الناس بمكر وخديعة وديماغوجية، ماهي إلا وسيلة رخيصة ومبتذلة ومكروهة من الجميع، لتحميل مكوناتهم السياسية القائمة، تبعات الأزمات الظالمة العابرة للحدود، وليسهل لهم تفتيتها وإبعادها عن الساحة ، ويمكنهم من الصعود على أكتاف البسطاء ، وتحقيق مآربهم السياسية والشخصية .

وحتما فإن كل تلك المؤامرات والخديعة والخيانات، سينكشف أمرها سريعا وسترتد الجماهير، التي شحنوها كذبا وخداعا ، لتكون تسونامي مدمرا، ووبالا عليهم وعلى مموليهم ، بعد أن تتكشف لهم الحقائق ،وحينها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

لقد ابتليت حضرموت في الفترة الأخيرة، بالذين يدّعون زورا وبهتانا بفهم الحقائق ومعرفة احتياجات الناس، ودغدغة عواطفهم بالأوهام، والمهرولين بعشوائية واستعجال وبدون تخطيط، لاستقطاب البسطاء، المتعطشين للخروج من أزماتهم المفروضة عليهم، والذين بشحنون البسطاء بأحلام واهية يتم التسويق والترويج لها، ولكنهم في حقيقة الأمر، يسعون من وراء ذلك لتحقيق هدف سياسي تدميري خفي أملاه عليهم الممول، وهو ليس له ارتباط بأحلام وتطلعات وحقوق الحضارمة.

ويتضح ذلك جليا، عندما نرى أن مفتاح القيادة لهؤلاء الأدعياء ، قد وُضع بين يدي المتطفلين على السياسة والتاريخ، وأصحاب القلوب والعقول الشتى، الذين لا يجمعهم إلا المصالح الشخصية وحب الزعامة، والحسد والغيرة من الزعامات الحالية.

وللأسف فإنّ هذا هو ديدن الذين عجزوا عن تسلق سلم الحياة بسلاسة وواقعية، فاختاروا السبيل الأسهل والخالي من العقبات، واستسلموا للتبعية، مقابل تمويلهم بما يريدوا، للصرف على تحركاتهم العبثية لتجميع الغوغاء، ولملئ جيوبهم الخالية الوفاض وللوصول الى مراتب الزعامة والوجاهة والغنى بأقصر الطرق.

وإنّ إتباع نهج التضليل الإعلامي وخلق عدو وهمي لتضليل البسطاء، التي يتبعها هؤلاء ليل نهار، ما هي إلا سياسة تآمرية يهودية ماكرة، اجترحها امبراطور الإعلام اليهودي مردوخ ، الذي يمتلك أهم شركات الإعلام في العالم، ويستقي العالم من هذه الوسائل أخبارهم ويعيدون بثها أو نشرها، وهي تستند الى ان التأثير على الرأي العام، يأتي من خلال الفهم العميق لنفسية المتلقي ولحاجاته ومطالبه الحياتية، ومن ثم يتم التلاعب بالعقول والقناعات والوعي، من خلال خلق أوهام ومعلومات مغلوطة وتقديم ما يروق للعامة والغوغاء، وخلق عدو وهمي لتشتيت انتباه الناس عن القضية الأساسية، وتصوير الخصوم المعنيين، بأنهم خونة وعملاء وفاسدين ونهابين وعاجزين ، وسيسلموا للعدو المقدسات، والحقوق والثروات والمصالح الوطنية، ومن ثم توجيه البسطاء ضد الكيانات والقيادات، التي تسعى لخدمتهم، بعد أن يتم مسخهم إعلاميا في أذهانهم وإقناعهم، بأنهم هم الأعداء الحقيقيون.

وللأسف فإن هذه القيادات، التي تقود التحركات الحالية لحرف المسار الحضرمي المستقل، المعمّد بدماء الآف الشهداء والمعوقين وبدموع وآلام ملايين الحضارمة داخل الوطن وفي مهاجرهم، وتعمل جاهدة لجر الحضارمة مرة ثانية لمستنقع التبعية النتن، لا تعدو عن كونها مثل الرجل العربي المريض، المنافق والوقح والمتناقض، والمتجرد من كل الأخلاق والتعاليم الإسلامية، والضبابي في كل شيء، فهو مسلم ملتزم ويسرق، وشيوعي ويصلي أمام الناس، وإسلامي متشدد ويقتل الأبرياء، وعلماني ويفرض على نسائه الحجاب والنقاب، ومحافظ ولديه عشيقة عندما يسافر الى دولة أجنبية.

فهيهات هيهات…. أن ينجح مسعاهم التآمري ، لتحويل العمالقة المستقلين الى أقزام تابعين !!!

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حضرموت…هوية لا تُهدى ولا تستعار ولا تؤخذ بالتبني

حضرموت…هوية لا تُهدى ولا تستعار ولا تؤخذ بالتبني ما نراه اليوم من محاولات خبيثة لتغيير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *