منابر مساجدنا مختطفة

 

 

 

منابر مساجدنا مختطفة

 

مقال للأستاذ/ عبدالحكيم الجابري

حتى اليوم لايزال خطباء الجمعة في مساجدنا يعيشون في مجتمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولم يتمكنوا بعد من العيش معنا في هذا العصر، وان اقترب أحدهم من عصرنا فإنه يحدثنا عن لمس الدُبر هل ينقض الوضوء أم لا..

مواضيع خطب الجمعة لكثير من هؤلاء تُحدث المسلمين عن حياة مجتمع قبل 1400 سنه، بينما هم فاقدين للبصر والبصيرة وفاقدين لكل احساس بما يكابده المسلمون في مجتمعهم من قتل وجوع وغياب الخدمات، ومن مظالم وانتهاكات لو حضر عليها أصغر صحابي وجميعهم كبار رضي الله عنهم لأشهر سيفه في وجوه هؤلاء الخطباء الذين تخلوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأشهره ثانية في وجوهنا نحن لاننا نستمع لأمثال هؤلاء.

منابر المساجد يا خطباء هي مكان لدعوة الناس للفضيلة وتحذيرهم من الوقوع في الرذائل، وهل هناك ما هو أرذل من قتل الأنفس والفساد واحتكار السلع وتجويع الناس واستغلال حاجتهم لإجبارهم على ممارسة الفواحش والسرقات وغيرها من جرائم مالية وادارية وأخلاقية؟!

منابر المساجد يا خطباء هي الوسيلة للتعبير عن آلام وآمال المسلمين، وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم لمواجهة البغاة والظالمين وانتزاع الحقوق.

منابر المساجد يا هؤلاء هي ملك للمسلمين، ولم توجد لأن تعبروا أنتم عن انطباعاتكم الشخصية، أو لاستعراض ما تحفظونه من قصص التراث، فعليكم إعادة الحق لأهله من خلال إعطاء المنابر وظيفتها التي وجدت من أجلها.