الدرع الواقي لحضرموت
مقال للأستاذ/ محمد محفوظ بن سميدع
شكّلت قوات النخبة الحضرمية نقطة مضيئة في تاريخ حضرموت العسكري الحديث، هذه القوة التي أخدت على عاتقها تحرير ساحل حضرموت من قوى الإرهاب الظلامية تنظيم القاعدة، وسطّرت ملاحم عسكرية خلال معركة تحرير ساحل حضرموت برغم خبرتها القليلة وعدم خوضها تجارب سابقة إلا أنها أثبتت أن للحضارم باع وتاريخ عسكري كبير، وأثبت رجال النخبة الحضرمية شجاعتهم وكفائتهم واستيعابهم السريع لفنون القتال والتكتيكات العسكرية، كل ذلك بفضل للقيادات العسكرية الحضرمية المخضرمة التي أشرفت على التدريب والتأهيل، ومن ثم قادت هذه القوات في أشرف المعارك الوطنية وبلوغ النصر المؤزر.
لقد أدى القادة والضباط أدوارهم بشكل انضباطي ووطني كبير، وذلك من خلال العديد من المعارك التي خاضتها النخبة الحضرمية في مطاردة فلول الإرهاب في كل المناطق والوديان والهضاب في حضرموت، وفرضت هيبة الدولة وأمّنت الأرض والإنسان، وكان أبناء حضرموت خير عون وداعم في الحضر والبدو كيف لا وهم أبناؤهم وإخوانهم وكان ذلك الدعم من أهم عوامل النصر .
لقد عانت حضرموت خلال النصف قرن من التهميش والإهمال خاصة في المجال العسكري تم تهميش أبرز قياداتها العسكرية وسرّح العديد منهم وضيّق على المجندين الحضارم وإنهاء جيش البادية الحضرمي، ذلك الجيش القوي المنظم الذي تم تمزيقه عن قصد من قبل تلك الزمرة الحاكمة آنذاك، وجاءت النخبة الحضرمية امتداد لذلك الجيش ولتعيد لحضرموت هيبتها العسكرية وأثبت أبناؤنا الجنود أنهم أحفاد وأولاد أولئك الرجال الأشاوس الذين سطّروا التاريخ العسكري الحضرمي.
لقد كانت معركة تحرير ساحل حضرموت ملحمة وطنية عسكرية خلال ساعات استطاع رجال النخبة الحضرمية من حسمها أثبتوا خلالها شجاعتهم واستيعابهم لكل ما تلقوه خلال التدريبات وحسن تعاملهم مع أنواع الأسلحة المختلفة وكانت معركة أشاد بها العديد من الخبراء العسكريين محليا ودوليا.
واليوم تنتشر قوات النخبة الحضرمية في أغلب مناطق حضرموت برغم صعوبة تضاريسها، وديان وهضاب مسجلين تاريخ جديد لأبناء حضرموت، كما يتمتعون بالأخلاق الحسنة وحسن التعامل مما أدى إلى التفاف الناس حولهم ودعمهم .
كل ذلك لن يتم إلا بوجود قيادة عسكرية مجربه تمرست على الضبط والربط العسكري وحسن الاختيار .
واليوم علينا الحفاظ على هذه القوة العسكرية ودعمها في جميع النواحي العسكرية والسياسية والإعلامية والشعبية فهي تمثل صمام أمان لحضرموت ودرعها الواقي في كل الأوقات والحفاظ عليها من الانتمائات الحزبية وجعلها لحضرموت *وحضرموت فوق كل شيء* خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها والأخطار التي تحدق بحضرموت مع اقتراب جحافل مليشيات الحوثي التي وصلت إلى تخوم شبوة ومأرب .
وقد شاهدنا الزيارات التي قام بها اللواء فرج سالمين البحسني لمديريات دوعن والضليعة وتفقد القوات المرابطة هناك وحثهم على رفع الجاهزية القتالية واستشعار الخطر .
كما على قيادتنا العسكرية متمثلة في اللواء فرج سالمين البحسني إيجاد حلول عملية سريعة وصرف مرتبات منتسبي قوات النخبة الحضرمية.
حفظ الله حضرموت وشعبها