الأحد , يونيو 8 2025

ماذا يعني الثلاثين من نوفمبر للحضارم ؟!!

ماذا يعني الثلاثين من نوفمبر للحضارم ؟!!

 

استطلاع أجراه /محمد محفوظ بن سميدع

في الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٨م انسحبت بريطانيا من جنوب اليمن وسلمت السلطة للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني بموجب اتفاق جنيف الذي نص على ضم حضرموت لجنوب اليمن دون الرجوع الى ابناء حضرموت وبهذا الاتفاق المشبوه تنصلت بريطانيا من وعدها بإعطاء حضرموت استقلالها في بداية العام ١٩٦٨م وضربت عرض الحائط بتوصية للجنة تصفيت الاستعمار التابعة للأمم المتحدة التي أوصت في تقريرها بحق أبناء حضرموت في تقرير مصيرهم عبر استفتاء رسمي.

واليوم وبعد مرور ٥٤ عاما على ذلك اليوم المشئوم الذي ضمت فيه حضرموت قسراً لجنوب اليمن نستطلع آراء بعض النشطاء من أبناء حضرموت في يوم الثلاثين من نوفمبر وماذا يعني لهم .
حيث قال العقيد ملهي السيباني:
وذلك شرف لي..
ال٣٠ من نوفمبر لا يعنينا أصلا.. لكون لم يغادر حضرموت جندي بريطاني
لكنها كانت كذبة وانطلت على الحضارم من ١٩٦٧م حتى اليوم؟

أما الأستاذ ماجد الكثيري الذي قال:
سقوط حكم وتاريخ سياسي يحمل هوية حضرمية مستقلة وظهور حكم مغتصب وظالم وتاريخ أسود.

وأكد الأستاذ سلطان التميمي أمين عام مرجعية الوادي والصحراء: بأن هذا اليوم يوم نكبة حضرموت يوم أسود في تاريخ حضرموت الحديث .

أما الناشط السياسي والإعلامي الاستاد صالح باسويد قال عن يوم الثلاثين من نوفمبر :
٣٠ من نوفمبر، هو حفل تدشين وتسليم عدن وكذلك، الإعانة على احتلال حضرموت بين المستعمر البريطاني والجبهة القومية لجنوب اليمن.
بموجب صفقة تتخلى فيها الجبهه القومية عن المطالبة بحقوق مدينة عدن ودولة حضرموت عن فترة الاستعمار.

وأكد الناشط حسن سالم باراس:
٣٠ نوفمبر هو يوم اسود بنسبه لحضرموت لأنها ضمت قسرا للجنوب وهي منذ مطلع التاريخ وهي دولة ولا توجد وثائق تدل على أننا ننتمي لهذا الجنوب كما يروّج بعض التابعين ولو كنا مستقلين من ذلك الوقت كنا ننافس دول الجوار، بل أنا متأكد أننا بنتفوق عليهم، ولكن أنا أرى أننا نمر بفرصة ذهبية لواستغليناها في ظل ضعف الدولة وأتمنى أن تتحقق لنا ما نصبوا إليه.

وتحدث الكاتب الصحفي الأستاذ محمد سعيد باحاج قائلا:
٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ يوم أسود في تاريخ حضرموت.. حيث سلبت السيادة الحضرمية.. وضمت قصرا مع جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التعيسة.. و توقفت ساعة التنمية في حضرموت وشُرّد شعبها الى دول الجوار.. وكانت أكبر نكبة في تاريخ حضرموت التليد.

بينما قال الشيخ سعود الشنيني:
يوم الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧م هو يوم أسود في تاريخ حضرموت .. هو يوم جر حضرموت ولف الحبل حول عنقها وإدخالها عنوة إلى زريبة الجنوب اليمني العفنة تحت شعار بالحديد والنار دون أخذ رأي أبنائها في أي استفتاء بضمها لما كان يسمى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفيما بعد الديموقراطية الشعبية والتي لم تكن تركيبتها لا ديموقراطية ولا شعبية بل تركّبت على صراعات ومجازر دموية بين فصيلين بمسميات واهية يطلقها الفصيل المتربع على الحكم فوق الآلاف من جثث الفصيل الآخر ،
دمروا خلال دورات حكمهم المحافظات التي حكموها بالحديد والنار ومن ضمنها حضرموت التي أخذت النصيب الأكبر في التنكيل والظلم الذي لحق بها وبأهلها إبتداءً بتدمير جيشها وأمنها وتصفية خيرة قياداتها العليا وتسريح من تبقى منهم إلى خارج المؤسسة العسكرية ونهب ممتلكات الحضارم من شركات ومؤسسات تجارية ومالية وحتى أصغر ما يمتلكونه من بيوت ومزارع ودكاكين صغيرة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار في 2 متر، ولم يتوقف حقدهم على حضرموت عند هذا الحد بل تعداه إلى تصفية كبار قياداتها وشخصياتها العسكرية والمدنية وعلمائها وتجّارها، وسحل البعض منهم في شوارع المدن حتى تقطعت أجسادهم إلى أشلاء وهذه الجرائم جميعها موثقة ومدونة في سجلات التاريخ الحضرمي وهي لن تسقط بالتقادم، ولازالت حضرموت إلى هذه اللحظة تعاني تبعات ذلك الثلاثين من نوفمبر المشؤوم وغيره من التواريخ المشؤومة.
وفي واقع الأمر أن كل تلك التواريخ بمسمياتها الثورية المزيفة اكتوبر ونوفمبر وغيرها قد سقطت الآن وتلاشت ولم يعد لها وجود إلا في أذهان الذين لازالوا يتباكون على وهم قد مضى ولن يعود.
وللأسف لم يأخذ بعض حضارمنا العبرة من ذلك الماضي  ولازالوا يقدسون تلك المسميات الواهية التي لم توصلهم إلى المستقبل الذي كانوا يتغنون به بل أوصلتهم إلى ماهو أسوأ منه ولازالت عقولهم متسمرة لم تتزحزح عن ما تأدلجت عليه بعكس الشعوب التي كانت تقود وتتزعم نفس النهج الثوري التي لم تبكي عليه عندما سقط بل تركته ووحدت كل طاقاتها وذهبت إلى المستقبل ..
ونحن بسبب تلك العقول المأدلجة على ذلك النهج لن تقوم لنا قائمة في حضرموت وسنظل نمشي إلى الحضيض وإلى الهاوية التي توقفت وتمترست عندها تلك العقول .

الناشط السياسي محمد الديني من كندا يقول:
يوم ال ٣٠ من نوفمبر هو يوم إلغاء الهوية الحضرمية من قبل الجبهة القومية وضم حضرموت قصرا الى اليمن الجنوبي… في عشية هذا اليوم المشؤوم بتنا حضارمة الهوية واصبحنا يمنيين جنوبيين بين عشية وضحاها… وإذا صمتنا ولم نقاوم مرتزقة الامارات سنغدو جنوبيين عربيين.

وأكد الكاتب والإعلامي الأستاذ مصبح الغرابي :
ذكرى الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧م ذكرى الإستقلال من الأحتلال البريطاني وبالنسبة لنا نحن الحضارمة ذكرى جرجرة حضرموت وضمها إلي الجنوب اليمني عنوة، من خلال تآمر بعض الرفاق ومن ذلكم التاريخ ونحن نتجرع الويلات والحروب والإنتقامات والأحقاد بين شرذمة وزمرة، أمور لا دخل لنا فيها بتاتاً، غاب صوتنا، وضاع إختيارنا وتم التآمر على ثرواتنا إلى اليوم، لم نستفيد من مقدراتنا ولا إمكانياتنا، بسبب سياسةالرفاق الخاطئة، والمتسبب في معاناتنا للأسف الشديد، هم شرذمة من أبنائنا الثوار، واليوم بدأ الأسف على من تسبب في معاناتنا وضمنا بالقوة إلى الجنوب اليمني بعد مارأى صنيع فعله وصبيانية تفكيره، ومن ذلك الجنوب اليمني تم ضمنا إلي اليمن الموحد دولة الوحدة اليمنية، تم في تهميش من قام بتهميشنا جزاءً وفاقاً وإقصاء الكل، ودخلنا وإياهم، في دائرة لا ندري ما المخرج منها إلى اليوم، هذه الدولة الموحدة بين شطري اليمن جاء من ينقلب عليها ويريد ضمنا وإلحاقنا بالمجهول، وهكذا لا ندري ما النهاية ولا أين المخرج من ذلكم الظلام الدامس، تعود علينا تلك الذكرى المشؤمة لتنكي فينا الجراح وفي الجوار من أبنائنا من يحاول إعادة الكرّة ولم يستفيد من دروس الماضي وعبر التاريخ، قال أمير الشعراء أحمد شوقي في ذلك
إقرأوا التاريخَ إذ فيه العبر *** ضاع قومٌ ليس يدرون الخبرْ
وما أكثر من لا يدرون الخبر هم حقيقة قنابلنا الموقوتة.

الناشط السياسي مخلص بانقيطة يقول :
وهم الثلاثون من نوفمبر ..
حقيقة لا أدري هل أبكي أم أضحك على حال المحتفلين بوهم الاستقلال في ٣٠ نوفمبر من كل عام ؟؟؟
عن أي استقلال يتحدثون ويحتفلون ؟
ستون عام من الحروب والكروب ، من الويلات والشتات، ستون عام من محاولات طمس الهوية الحضرمية، ستون عام لم تشهد حضرموت أي تقدم ، فلا حرية ولا تنمية .
إن العقل والمنطق يقولان أن من ينجز ويتقدم ويسمو هو من يحق له الاحتفال ، لكن ما هو واقعاً لنا أن كل عام ونحن نتأخر أكثر مما قبل، ودماء تسيل أكثر مما قبل ، وشتات يضاف على ما قبل ، فهل هذا يستحق الاحتفال ؟؟؟!!!
إن ماهو حاصل اليوم للحضارم ووطنهم حضرموت إنما هو نتيجة قبول البعض منّا بفكر الصوت الواحد والحزب الواحد ، فكر المناطقية ، فكر القطيع ، فكر إن لم تكن معي فأنت ضدي . الفكر الذي يسهل على من يعتنقه إراقة الدماء ونهب الثروات وسلب الحقوق وإمتهان الكرامة وتقييد الحريات ، بينما يصعب عليه التشييد والبناء والتمدن والتحضر .
الثلاثون من نوفمبر ١٩٦٧م بكل الأحداث التي سبقته ورافقته ثم تلته إلى يومنا هذا لا يمكن أن يكون يوم إستقلال ، إنما هو مؤامرة لا زالت نتائجها القاسية علينا حاضرة إلى يومنا هذا ، وسوف تستمر مالم نكسر قيودها وأغلالها سعياً نحو إستقلال حقيقي يحفظ لنا كرامتنا ويهدينا سبيل التقدم والرخاء .

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *