هل ستحقق هبّة حضرموت الثانية أهدافها ؟!!
رغم اختلافي مع تسمية ما يجري في حضرموت اليوم بالهبّة الثانية لسبب بسيط هو أنّ الداعي والممول لها هذه المرة هو المجلس الانتقالي عبر ممثليه في كتلة حلف وجامع حضرموت من أجل الجنوب إلا إنني سأتماشى مع هذه التسمية وأتساءل هل ستحقق هذه الهبة أهدافها وما هي اهدافها اصلا ؟!!
قامت الهبّة الأولى دون أهداف واضحة وقد تساءلت شخصيا في أحد الاجتماعات التحضيرية للهبّة الأولى ما الذي نريد تحقيقه من خلال هبتنا؟!
فلم أتلقّى أي إجابة شافية فوضحت تساؤلي بشكل أكثر وقلت : هل نريد السيطرة على أرضنا بما فيها من ثروات وإدارتها بلجان أهلية أم سيستمر التعامل مع السلطة القائمة دون تدخل شعبي؟!
فكان الجواب أن السلطة على الأرض ستبقى كما هي بتسلسلها المعروف مدنيا وعسكريا، وانتهت الهبّة الأولى بمجرد وصول منظميها إلى ما يريدون بأجنداتهم الشخصية ولم تستفد حضرموت وأهلها شيئا من ذلك التحرك الشعبي حينها.
الهبّة الثانية تختلف كما قلت كونها منظمة من قبل المجلس الانتقالي وكتلته المعروفة مستغلين حالة الغليان الشعبي بسبب الأوضاع المزرية التي نعيشها والفساد الظاهر على سطح الارض في مختلف المجالات ورغبة بعض الحضارم بالظهور على الساحة والحصول على موطئ قدم ولكن إلى أين ستتجه هذه الهبّة وما الذي تريد تحقيقه ؟
هل سيتم إسقاط حضرموت وتسليمها للمجلس الانتقالي وبالتالي تغيير الإدارة الفاسدة للثروات وإبعاد الناهبين السابقين عنها؟
هل سيستلم أبناء حضرموت ممثلين بمقادمتهم ومشائخهم السلطة على الارض ويتم إبعاد السلطة الحالية؟
لا أعتقد إنّ شيئا من ذلك سوف يحدث إذا نظرنا لموازين القوى على الأرض، فعلى ماذا إذاً سيتفاوض رجال الهبة؟ سيقول أحدهم على إيقاف نهب الثروات وتسخيرها للحضارم ولكن كيف؟ فحضرموت لا تزال في إطار جمهورية قائمة ( شكليا ) وليس لها من ثرواتها إلا ما يقره الدستور والقانون .
قد تكون هناك أجندة إقليمية في إعادة توزيع السلطة على الأرض وأن ما يحدث هو مجرد تغليف وتغطية لما سيحدث بغطاء شعبي لا أكثر وأنّ هناك وجوها ستختفي وتظهر أخرى دون تغيير حقيقي في تحسن معيشة الناس وتجنب المجاعة التي حلت بنا .
لا أتمنى أن يتقلص حماس المشاركين سريعا ولكن حتما سيصلون إلى التساؤلات السابقة حول ماذا يريدون تحقيقه بالضبط خصوصا إذا زادت معاناة المواطن من هذه الهبّة وأنّ الثروة سيتم التحفظ عليها فقط ليعود الناهبون والفاسدون للتصرف بها في وقت لاحق إذا لم نصل إلى تغييرات حقيقية تتبع هذا الحماس في توقيف النهب والفساد.
أسأل الله التوفيق لكل من يعمل من أجل حضرموت وعزتها وكرامتها وتحسين الوضع المعيشي للناس والله من وراء القصد .
كتبه : طالب عمر بن شملان.