السبت , يونيو 7 2025

الهبّة الحضرمية إلى أين..؟!!

 

 

الهبّة الحضرمية إلى أين.. ؟!!

بقلم: إ.سالم باوزير.
المكلا ؛ ٧يناير ٢٠٢٢م.

لاشك أن هذا التجمع من مختلف شرائح المجتمع الحضرمي القبلي والمدني تحول جديد يغير القناعة بضعف واستكانة الحضارم ، تلك الصفة التي كان يروج لها من تسلط على بلاد حضرموت وحرم أهلها من حقوقهم السياسية وأستأثر بثرواتهم بعيدا عن أصحاب الأرض الحضرمية.

لكن إلى أين يتجه هذا الحراك المجتمعي؟
هل إلى وعود من السلطة المحلية والحكومة لن تتحقق كما هي العادة مع كل حراك سابق ؟! .

كل الأحتجاجات والمضاهرات التي خرجت وفشلت كان يقودها شباب متحمس تضرر منها المجتمع أكثر من تضرر السلطة ، بل أنها في أحيان كثيرة تستغل من قوى متربصة لا يهمها مصلحة البلاد والعباد ! .

لكن هذه الهبّة وراءها رجال حضرموت ورموزها القبلية والمدنية ، نعم وراءها أهل العقد والحل من النخب والأعيان ، وعنوانها حقوق حضرموت المشروعة …
فلا يمكن للسلطة والحكومة تهميش مطالبها أو التأثير على من يقف معها .

يكفي الشيخ صالح بن حريز شرفا أنه من أمسك بخطام هذه الهبّة ليعيدها لحضيرة حضرموت بعد أن كادت تتبع من يريدها لغير أهلها !!.

اليوم ومن أجل أن يستفيد الحضارم من هبتهم لابد من دعمها وتوجيهها وأدارتها برجال من ذوي الهمم العالية والحماس لحقوقهم والمخلصين لقضيتهم من أهل الخبرة والاختصاص .

فلا يكفي أن نعتمد على فورة حماس الناس ثم ننتظر أن تتحقق مطالبنا، فهذه الفورة ستضمحل وجذوة الحماس ستنطفي مع مرور الوقت !.

الشيخ صالح بن حريز قام بدوره المشرّف وعليه الآن يقتنع أن حمل حضرموت أكبر من قدرة فرد أو مجموعة، لذلك لابد من وقوف أخوانه معه وتحملهم المسؤلية والواجب الذي عليهم في حمل وأدارة هذه الأمانة الثقيلة !.

وأقترح خارطة طريق لأدارة هذه الهبّة حتى تستمر وتتكيف مع الظروف المستجدة حتى تتحقق مطالب المجتمع الحضرمي ، وأجملها في النقاط التالية :
● يجب إعلان أن هذه الهبة خالصة من أبناء حضرموت ومن أجلها فقط ، لذلك فهي ليست تابعة لأي تكتل أو كيان آخر .

● تكوين مجلس من متطوعين يتحمل أدارة هذه الهبة ويتابع مطالبها ويعلن باستمرار لجمهور المجتمع الحضرمي الخطوات المتخذة والنتائج المتحققة وييبقى على تواصل مع القواعد الشعبية القبلية والمدنية ويتبنى مطالبها المستقبيلية وينسق حراكها الشعبي حسب الحاجة ومستجدات الأوضاع.
وأعضاء هذا المجلس يجب أختيارهم بالتوافق من رجال المجتمع الحضرمي ذوي التأثير في محيطهم من الفاعلين والمتحمسين لخدمة مجتمعهم من العلماء المناصب ومقادمة القبائل ورؤساء النقابات والكيانات المجتمعية والعلمية والنخب الذين أثبتوا ولاؤهم للقضية الحضرمية .
بعد تكوين المجلس يوضع له ميثاق شرف وأهداف محددة وأستراتيجية عمل وينتخب له رئيس ، وتكون هناك إجتماعات دورية أو حسب الحاجة والظروف المستجدة .

● هذه الهبّة عنوانها حقوق حضرموت لذلك لابد من الأهتمام بإيصال صوت حضرموت على كل المستويات المحلية والأقليمية والدولية، ومعلوم أن هناك قوى تحاول كتم الصوت الحضرمي أو تشوية قضيته لمصالح خاصة أو خدمة لمشاريع لا تضمر الخير لحضرموت وأهلها لذلك لابد من الحذر وفضحها وإيصال المعلومات الصحيحة إعلاميا وبكل وسيلة ممكنة.

● هذه الهبّة ليس الهدف منها سحب البساط من كيانات حضرمية قائمة لخدمة المجتمع الحضرمي مثل(الجامع – الحلف – المرجعية .. وغيرها ) بل هي داعمة لكل من يسير في مصالح حضرموت لذلك لابد من أن تكون العلاقة بينها وبين تلك الكيانات علاقة تكاملية وليست تنافسية ، لذلك لابد من مد حبال التواصل معها ودعمها والتشاور معها للأستفادة من الخبرات والتنسيق معها في الحراك الجماهيري وهناك الكثير من مجالات التعاون من أجل التكامل لخدمة حضرموت .

● يجب أن تكون هذه الهبة بداية لكل حراك جماهيري يحتاج إليه المجتمع الحضرمي ، لذلك يجب الأعتناء ببناء هيكلة لكيان مؤثر على تواصل مع قواعد المجتمع الجماهيرية.

● يجب أن يكون نهج هذه الهبة ( السلمية ) وكل حراك يجب أن يكون تحت السيطرة ، لذلك لابد من عمل لجان مع كل حراك جماهيري للحفاظ على أمن وسلمية الجمهور وأكتشاف الأيدي العابثة …

● في حال الأضطرار للتصعيد بمايصادم السلطة ومتنفذين الحكومة فيجب أن يسبق ذلك حملة دعائية قوية ومؤثرة تشرح مظلمة المجتمع وتعري سلوك السلطة وتوصل رسالتها للقوى والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الشعوب ، وتعطى السلطة مهلة معلنة وواضحة قبل الأقدام على العمل ، بهذه الطريقة سوفى متتعرى السلطة وتنكشف وسيجد الجمهور لهم ظهير يناصرهم على أخذ حقوقهم.

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *