
الحضارم .. يرفضون تكرار سيناريو عدن !!
لبيب باجري
الخميس 13 يناير 2022م
بين حين وآخر تبرز لنا أصوات تنادي وتدعو للتجنيد خارج المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع، وتظهر الأصوات المرتدة لتؤيد هذا الخطوات التي يرفضها الحضارم الخُلّص جملة وتفصيلا ، كون هذه الخطوة أثبتت فشلها على المدى البعيد والقريب، وما حصل في عدن ليس عنا ببعيد..
رسالتي نابعة من قلب مخلص ومحب لحضرموت وأهلها مع ثقتي التامة أنها ستؤلم من لا يريدها وسيتهمونني بالأخونة والعمالة والإرتزاق وغيرها من الألفاظ التي دأب عليها من عاش على مبدأ *” يا إما أن تكن معنا أو فأنت ضدنا “* ، ولكن بالعودة إلى صوت العقل والمنطق والحكمة الحضرمية ، نجد أن هذه الخطوة وهذا السيناريو فشل في عدن وغيرها من المحافظات وأصبح ولاء من تجندوا وتملشنوا خارج إطار المؤسستين العسكرية والأمنية تابع لقياداتهم وزعمائهم ، وأصبحت كل فرقة تهاجم الاخرى وتبع رأي قائدها أبو فلان الفلاني وأبو فلان العلاني ، فسادت الفوضى وعمليات التخريب والسلب والنهب والاغتيالات حتى غابت الدولة ومؤسساتها ، فأصبحوا يتمنون ما كان بالأمس من أمن وأمان واستقرار.. ومن هذا المنطلق لا يمكن أن نجد حضرمي الهوى والهوية يتمنى أن يستبدل أمنه بخوف ، كما قال المولى عز وجل في كتابه الكريم: (وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) ، فالعاقل الحضرمي اللبيب لا يرضى ولن يرضى بأن يتكرر سيناريو عدن في حضرموت ، فيصبح حينها كل فريق وكل طائفة تحمل سلاحها على الأخرى ، وتصبح الدماء الحضرمية مراقة في شوارع حضرموت الطاهرة للأسف ، وحتى لا يحصل هذا الأمر لا سمح الله أطالب من كل الحضارم الشرفاء وقف هذه الخطوات التي لا تخدم حضرموت ولا تخدم أهلها ، كما أطالب رئاسة الجمهورية والسلطات المحلية بمحافظة حضرموت إيقاف أي دعوات تجنيد خارج المؤسستين العسكرية والأمنية للحفاظ على أمن واستقرار حضرموت ومؤسسات الدولة التي تخدم كافة المواطنين دون استثناء..
فهل يدرك الحضارم ما يعتمل في الخفاء من سيناريو؟!!
وهل يدرك من لم يطبقوا نموذج دولة في مناطقهم خطورة الزج بمناطق آمنة مطمئنة في صراع لا يحمد عقباه ؟!!
فهل من معتبر!!!