الإثنين , يونيو 9 2025

هل خذلنا ابن حريز، أم خذلناه؟

 

هل خذلنا ابن حريز، أم خذلناه؟

منذ خروج الشيخ صالح بن حريز من السجن والناس في حيرة من أمرهم بين مترقب و متفائل بعودة زخم الهبة من جديد وإحياء الأمل في قلوب الناس، وبين متشائم قد قرأ التحيات على الهبة، وصلّى صلاة الغائب على حقوق الشعب. فقد ارتفعت الأسعار والمحروقات المدعومة شبه معدومة وحلّقت أسعار المواد الغذائية في العلالي والكهرباء حدّث ولا حرج .

ولايزال الشعب متصنماً أمام شاشات التلفاز وفي مواقع التواصل الاجتماعي على أمل عودة ابن حريز لساحات النضال، وذلك لما لمسوه من صدق القول وسلامة النية وحبه لحضرموت مما أحيى فيهم انتماءهم لأرضهم من جديد.

لا شك في أن الشيخ صالح بن حريز قائد بالفطرة، ولكن صمته المريب تركني في ظلمة الحيرة، ووسواس الشكوك. مما دفعني للرجوع إلى خطاباته والاستماع لها بكل دقة، لأصل أخيراً -حسب ما أعتقد- إلى سر هذا الصمت !!

منذ انطلاقة الهبة وابن حريز يضع كل تعويله وثقته في الشعب الحضرمي، مخاطباً إياه في ثنايا حديثه بأنه لن يقف إلا إذا طلب الشعب منه ذلك، أو تخلى عنه، فراهن على صمودهم معه ولم يلتفت لمغريات الأحزاب السياسية.

فالسؤال الآن… ماذا قدّم الحضارم للهبة؟ وماذا قدّموا لابن حريز ورفاقه؟ أنا لا أتحدث عن الذين تظاهروا نصرةً لإخوانهم والذين لايتجاوزون الـ ١٠٠٠ فرد، أنا أتحدث عن جميع شرائح المجتمع الحضرمي من علماء وأئمة مساجد ومحامين ومختلف المثقفين وشرائح المجتمع ، إضافةً إلى أبناء حضرموت جميعاً،
فهل كنا عند كلمتنا وعهدنا للهبة الحضرمية وهل قلنا كلمة حق في هذا الرجل الذي قام و ضحّى من أجل حضرموت وحقوقها ؟!!

ومن العجيب أنه بعد خروج ابن حريز من الاعتقال وبسبب ظهوره في خطابٍ وحيد مع المحافظ، تخلّى عنه كثير وكتبوا عنه التأويلات وكالوا له الاتهامات متناسين ماقدمه للهبة !

لذلك نقول لكم أن ابن حريز ليس المهدي المنتظر ليأتي بحقوقكم بنصرٍ إلهي، فالحقوق تريد تضحيات بالجهد والوقت والمال، وحان وقت الأفعال فقد أصابتنا “الحموضة” من ترديد الشعارات والأقوال. فالقرار الآن بيد الحضارم، فلا حقوق بلا تعب.

هل انتم مستعدين للتضحية من ﻻجل حقوقكم وتوقفون وقفت رجل واحد خلف ابن حريز لانتزاع حقوقكم ، أم تريدونه وهو القلة القليلة الذي وقفوا معه وضحوا من أجل حضرموت أن ينتزعون حقوقكم !!!! ؟

أم أننا سنستمر في سياسة اللعب على الحبلين، فإن انتصر ابن حريز ورفاقه طبلنا لهم، وإن اعتقلوا تخلينا عنهم.

وأخيراً أقول:
عذراً أبا مسفر .. كفيت ووفيت وكلامك واضح منذ البداية. وكسبت قلوب واحترام جميع الحضارم حتى أعداءك، لكن للأسف أن النفوس غلبت القلوب. وحتى الأحزاب الذي تتغنى بحب حضرموت لو كانوا فعلا همهم حضرموت كان من الأولى أن يدعموك. ولكننا دائما نعادي من يهدد مصالحنا ويطغى على شعبيتنا.

واخيرا : اقول لأبناء حضرموت

القائد موجود ومنتظر لكم ، لكن هذه المرة بالأفعال لا بالأقوال !!!

أخوكم
عبدالله باظفر

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *