الإثنين , يونيو 9 2025

حضرموت عبر الزمن .. ( 3 )

حضرموت عبر الزمن .. ( 3 )

 

*✍🏻أحمد باحمادي..*

تكلمنا عن النهضة الحضرمية وما اتصفت به ( حضرموت ) من نشاط تجاري مزدهر منذ القِدَم .. وهي نهضة كانت قائمة على كافة الصعد وفي عدّة مجالات ..

كالزراعة والصناعة والهندسة المعمارية والتجارية والملاحة البحرية والفنون والآداب وغيرها.

ولما كان الحال على تلك الصورة المزدهرة وثبات اسم ( حضرموت ) وتفرّدها التاريخي منقطع النظير .. حدا ذلك الأمر إلى نشوء حالة من البحث والتنقيب من قبل الرحالة العرب والأجانب وسعيهم إلى معرفة واستجلاء كُنْه هذه المنطقة العجيبة ..

وفي هذا الإطار يحدثنا د. عبدالله سعيد باحاج في كتابه [ حضرموت في المؤلفات العربية والأجنبية ] عن هذه الفترة من تاريخ حضرموت بالقول : ( اندفع كثير من الرحالة العرب والأجانب إلى معرفة أوضاعها الجغرافية العامة وأحوال سكانها .. واستجلاء الغموض في تاريخها الطويل ..

مما جعلها في نظر البعض من هؤلاء الرحالة من المناطق المعلومة والمجهولة في آن واحد ..

فهي معروفة بتحدث التاريخ عنها وما ذكرته الكتب المقدسة بشأنها كالتوراة والقرآن الكريم وما شهدته من حوادث سجلتها هذه الكتب المقدسة ..

وكذلك ما نقل بعض أبنائها من المهاجرين إلى خارجها عن أحوالهم ..

ولكنها أيضا مجهولة لما نكبت به في مراحل تاريخية معينة من اضطرابات سياسية وفوضى أمنية وفتن داخلية قضت على الأخضر واليابس ..

جعلت ارتياد هذه المنطقة مسألة محفوفة بالمخاطر والمهالك وأسدلت عليها بذلك أستارا كثيفة من النسيان فحجبت الآخرين عن التعرف إليها .

وحتى لا يذهب الظن بعيداً بالقارئ أو المطّلع ويشطح به الخيال بأن هذه المنطقة أصبحت منطقة صراعات واقتتال فإن المؤلف يعقب بعد ذلك بالقول : ( وهي على أية حال فترات من الظلمة لم تكن طويلة وإنما كانت فترات قصيرة تعقبها إطلالة ممتدة من النور ).

ومع إطلالة النور الممتدة يختم الدكتور باحاج بحثه الماتع بكلمات جميلة ينبغي لنا أن نتمعنها ونستلهم منها العبر .. خاصة ونحن نخوض مخاضات طريق الانعتاق من ربقة التبعية والارتهان ..

فيقول ـ حفظه الله ـ : ( ولا تزال حضرموت وإلى اليوم – وكغيرها من المناطق العربية – تجتذب اهتمام العديد من الباحثين ومرتادي الآفاق والأجواء بحثا عن اكتشاف جديد يثري المعرفة الجغرافية عنها وعما حولها ..

خصوصا مع ما تشهده أراضيها وكغيرها من مناطق الجمهورية اليمنية من انفتاح على العالم الخارجي .. ومع انتقال المعلومات من مكان لأخر في سهولة ويسر مما سيرفع الرصيد المتراكم من المعرفة الجغرافية عن حضرموت أرضاً وإنساناً ).

وبهذه الأسطر القليلة وتلك الحلقات التي تناولنا و سقناها خلالها معلومات قيمة عن قبس من قبسات تاريخ ( حضرموت ) العظيم ضمّنه الدكتور عبدالله سعيد باحاج في بحثه الرائع [ حضرموت في المؤلفات العربية والأجنبية ].

سائلين الله السداد والرشد .. والمزيد من التوفيق والإعانة حتى يتغير حال ( حضرموت ) إلى الأفضل والأحسن .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وإلى لقاء متجدد يشتمل على معلومات جديدة من مصادر أخرى إن شاء الله.

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *