أهمية حضرموت تتجسد في التعامل معها شريكا محوريا وطرفا يتصرف بندية كاملة أمام الآخرين
عبدالحكيم الجابري:
أهمية حضرموت وتأثيرها في الأحداث ومجرياتها، لا يحتاج لمن يكتشفه اليوم أو يعبّر عنه إعلاميا، فالتاريخ شاهد على دور الإنسان الحضرمي على مستوى الجغرافيا العالمية، فطالما كان الحضارمة أصحاب حضور فاعل ومؤثر في كثير من بقاع الأرض، وتأثيرهم وفاعليتهم لم تتوقف عند إقناع ملايين البشر في شرق آسيا وغيرها باعتناق الاسلام، وذلك لما رأوه من حضارية وإنسانية في سلوك الانسان الحضرمي، ولايزال دورهم مشهود في إحلال السلام والتنمية في كثير من البلدان، بمعنى ان الحضرمي كائن متميز بعطائه وتأثيره الإيجابي حيث ما حلّ ووطأت قدماه.
ولهذا نقول إننا لسنا بحاجة لأن يكرر علينا الآخرون بأن حضرموت مهمة، فنحن نعلم تماما أهميتنا في الماضي والحاضر، بل إننا مؤمنون كل الايمان، إننا سنكون أكثر أهمية في المستقبل باذن الله، لما نمتلك من همم وعقول، ومن نوايا صادقة وحسنة تجاه أنفسنا وللآخرين. ولكن ما نحن بحاجة إليه اليوم، هو أن يترجم من يقرون بأهمية حضرموت اعترافاتهم هذه على أرض الواقع، وأن يتعاملوا مع حضرموت وفقا وحجمها الجغرافي والسكاني والاقتصادي والحضاري، بأن يستجيبوا لإرادة أهلها في تقرير مصيرهم، وأن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة مستقبل المنطقة، من خلال وجودهم في جميع مؤسسات ودوائر صناعة القرار في نظام الحكم، ضمن شراكة حقيقية في توزيع السلطة والثروة وفق المكانة والأهمية لكل منطقة، لا أن تكون حضرموت الرقم المكمل أو الجوهرة التي يتصارع الآخرون للفوز بها، ولا البقرة التي يسعى الجائعون للحصول على حليبها، بينما أهلها يعانون من الحاجة والعوز، ويكابدون الجوع والبؤس.
في وقت نطالب فيه الآخربن أن يدركوا بأن حضرموت غادرت تلك المربعات، التي كانت فيها خانعة ضعيفة ومستضعفة، فإن على أهل حضرموت أن يشدوا لحمتهم، ويقووا صفوفهم، وأن لا يسمحوا لصغائر الأمور ان تفرقهم او تشتت كلمتهم، وعلينا جميعا أن نتحد تحت مظلة حضرموت، وتحت شعار واحد فقط “حضرموت أولا وثانيا وأبدا”.