من روتين ( الواتساب ) .. إلى جمال الأدب ..!!
مع زحمة رسائل ( الواتساب ) واكتظاظ مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الأفكار .. من الغث إلى السمين .. ومن الرزانة إلى السخافة ..
يستبدّ بي الحنين والشوق ويطيب لي بين حين وآخر مطالعة شيء من الأدب .. فأجد في ذلك بغيتي ومستراحي .. وأكسر شيئاً من روتين الاعتياد على القراءة المختلطة..
تلك القراءة التي استمرأناها يوم أن تعلقنا بالجوالات وأدمنّا رسائل القروبات التي تنقلنا من حال إلى حال ومن قفزة إلى أخرى إلى أن تلقي بنا في عالم من التشتت والضياع.
ربما من هم مثلي ـ ولا شك أنهم كثير ـ يشعرون بهذا العطب الذي يصيب نفوسنا .. حتى أنه يودي في أحيان كثيرة بنا إلى تعطيل قدراتنا وتثبيط عزائمنا عن الكتابة وبث شيء من مشاعر النفس من كثرة ما نقرأ من أفكار مشتتة ..
فتجدنا ساعة نتأثر بأخبار سريعة وعاجلة .. ثم نقرأ مقالة ننبهر بكاتبها ونتمنى أن نكتب مثله أو قريباً منه .. أو نستمع إلى مواعظ مفزعة .. تليها تعليقات متداخلة .. ثم إذا بنا نقرأ نكتة ممجوجة يتبعها موقف مبكي ثم فيديو عن كارثة تهز القلوب والأفئدة .. وهكذا دواليك يتقاذفنا خليط من أمواج المشاعر المتفرقة.
لقد خشيت على نفسي ـ ومن باب المحبة أن أخشى عليكم أنتم أيضاً ـ أن يصيبنا نوع من المرض الشعوري لا أدري ما هو بالضبط .. هل هو نوع من البلادة أو جمود الفكر ..
لذا فالحل لنا أن نرحل بين الفينة والفينة إلى شاطئ الأدب برماله الذهبية .. نفترش أرضه الندية ونملأ رئتينا بعبق نسيمها النقي .. ونتخلص مما علق بنا من أوضار الفراغ الروحي والتشتت في غمرة ما نطالعه من أشياء واشياء تصرفنا عن جمال الأدب وروعته.
لذا فاسمحوا لي بين آن وآن أن أطرق أبصاركم بموضوع أدبي أختاره بنفسي من مكتبتنا العربية الزاخرة حتى نكسر الملل ونكون في مأمن من هجران أدبنا العالي الذي من دونه تذوي أحاسيسنا وتموت مشاعرنا.
*أحمد باحمادي..*