الثلاثاء , أغسطس 5 2025

فلنكن مع المواطن المطحون ، ومع الصياد الباحث عن لقمة عيشه!!!

فلنكن مع المواطن المطحون ، ومع الصياد الباحث عن لقمة عيشه!!!

بقلم : م. لطفي بن سعدون.
المكلا : 16 مارس 2023م.

شهدت حضرموت الأيام الماضية ، تصاعد التراشقات الإعلامية بين أنصار الصيادين، وأنصار المستهلكين المؤيدين لقرارات السلطة المحلية والمركزية لخفض أسعار الأسماك. وهي ظاهرة حضرمية صحية، تبرز النموذج الحضرمي الحكيم لادارة الخلافات والتباينات المجتمعية، وللوصول الى حلول وسطية ترضي طرفي النزاع على مبدأ لا غالب ولا مغلوب ولا ضرر ولا ضرار.

ولكن مما يؤسف له إننا رأينا هذه التباينات والتراشقات الإعلامية بين الطرفين، قد أخذت في معظمها أسلوب الحدة والتخوين، والإتهامات الباطلة من كل طرف على الآخر ،وهو أمر مرفوض ويؤدي الى تصدعات مجتمعية وفتنة وتناحر قد لاتحمد عقباها.

فقد رأينا نخب الصيادين تصب جام غضبها على قرارات المحافظ ووزير الزراعة والأسماك ، وتصفهم باقذع أنواع الصفات لحرمانهم من المكاسب الكبيرة، التي كانوا يتحصلونها قبل قرار منع تصدير الأسماك، دون مراعاة لمشاعر المواطنين الجياع الذين انهكهم الجوع والفاقة ، ولم يعد يستطيعوا شراء أسماكهم ، التي تزخر بها بحارهم.

كما نجد بقية النخب في الجهة المقابلة، تصب جام غضبها على الصيادين وترميهم بمختلف التهم والتخوينات ، وتحمّلهم كل معاناة البسطاء في غلاء الأسعار وهبوط العملة والجشع والفساد وكأنهم الجهة الوحيدة المتسببة في ذلك .

برأيي ليست هذه طريقة صحيحة ، لإدارة التباينات والإختلافات داخل النسيج الحضرمي الواحد، الذي يجب ان يكون نموذجا راقيا في ذلك كما كان دائما، وان لا يدعوا للتناحرات السياسية المميتة التي نعيشها ، أن تشمل كل حياتنا فتدمرها تدميرا وتعمق الفتنة والإقتتال فيما بيننا البين ، بدون مبرر وتتعارض مع قيمنا الاسلامية واعرافنا الحضرمية الأصيلة، التي تتميز بالتكافل والتراحم والتكامل بين الجميع ولمصلحة الجميع.

وفي هذا السياق نسجل تقديرنا للمبادرة التي يقودها حكيم حضرموت وقائدها الشيخ بن ماضي، لحلحلة هذه الأزمة وجلوسه مع قيادات الصيادين ، لوضع حلول معقولة ومقبولة لمطالبهم، دون المساس بما تحقق من مكاسب لبسطاء حضرموت، الذين تطحنهم الفاقة والجوع وتدني المرتبات وتفشي البطالة وغلاء الأسعار في كل شيء.

نأمل من نخب كلا الطرفين ان يقاربوا ولا يشتتوا ، ويطفئوا  نار الفتنة ، وان يبحثوا عن كل الحلول ويمعنوا التفكير فيها للوصول الى كل مايخدم الطرفين ، الصياد والمستهلك ، دون إضرار من أي طرف للاخر ، فكلهم مكملين لبعض ويشكلون نسيجا مجتمعيا واحدا لابد وان يعيشوا في تكامل ومحبة ووئام كما كانوا على مر العصور.

ونامل ان يكون مقدم رمضان شهرا للخير والعمل الصالح ، وللتصالح  والتقارب مع الله ، ومع بعضنا البعض كمسلمين وكحضارم يشد بعضنا بعضا.

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

القائد الصادق والامين.. بوابة العبور نحو المشروع الحقيقي

القائد الصادق والامين.. بوابة العبور نحو المشروع الحقيقي كتبه د. فهمي شعبان فراره عميد كلية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *