الجمعة , مايو 23 2025

مالسبيل لسلم وأمن حضرموت ؟!

مالسبيل لسلم وأمن حضرموت ؟!

دعوة الحلف العامة في هضبة حضرموت 4/12 للمعنيين بمطالب وحقوق المجتمع الحضرمي والتي لبّى نداءها عدد لابأس به من مقادمة القبائل وشبابها وبعض ممثلين المجتمع الحضرمي كانت جولة كسبتها حضرموت في محاولة لفرض حقوقها والتعريف بهويتها وقضيتها ،،،
لكنها جولة واحدة غير كافية لتغيير واقع وأنتزاع أعتراف ، والسبب أن القناعة غير كاملة من كافة المكونات والشخصيات ورموز المجتمع الحضرمي القبلي والمدني بقيادة هذا الحراك ، فهناك من لم يشارك منهم وتحفظ على تلك القيادات ، بالرغم تأييدهم لها ؟!.

والسبب أن تلك قيادة الحلف حاولت القفز على دعوات المخلصين وتجاهلت نصائحهم ولم ترغب في استقبال إلا من أيّدها في هذه المغامرة الجريئة ، منفردة بقرار تأثيرة متعدّي بالنفع أو الضرر على كل المجتمع الحضرمي !!!.

وبالرغم من المكسب الذي تحقق إلا أن هذا التفرد بالقرار هو نقطة الضعف الذي يمكن لأعداء القضية الحضرمية الولوج منه وأجهاض ما تحقق وربما لعودة تكبيل حضرموت بالقيود وبقوة أكبر من تلك التي قيدت المجتمع الحضرمي وسلبته حقوقه المشروعة منذ عام 67م !!!.

واليوم نلاحظ هذا الحراك الجنوبي المضاد بقيادة الأنتقالي بدأ يتخذ خطوات جادة وسريعة لتجريد حضرموت من مكاسبها وأسكات مطالب الحلف بالحكم الذاتي لحضرموت !!!.

إن خصوم القضية الحضرمية يمتلكون القدرة والأمكانات والدعم الأقليمي والأعلام المؤثر أضافة لمساندة السلطة المحلية والدولة ويستخدمون أدوات وعناصر محسوبة على حضرموت !!!.
وهم يستفيدون من كل ثغرة في بناء وحدة صف الجبهة الحضرمية ليستثمروها في خدمة أهدافهم !!.
وما قاموا به في الماضي من مليونيات ( كما يزعمون) وما شكلوه من مكونات رديفة للمكونات الحضرمية الأصيلة كلها تستغل ثغرات في خطوات مسيرة الحضارم نحو مطالبهم وحقوقهم المشروعة ،،،
فعلى سبيل المثال :
تلك الدعوة لعزل رئيس الحلف كانت خطوة كان من المفترض أن تأتي من الفاعلين في ذلك الحلف عندما همٍش ذلك الرئيس دورهم وتجاهل المبادئ التي تأسس عليها الحلف لسنوات سبقت هذا اليوم !!!.
بالطبع لا أعني أني اوافق الأنتقالي في هذه الخطوة ، لكني الفت النظر أن أجراء تصحيح أنحراف الحلف حتى لو اقتضى الأمر أجراء عزل رئيسه كان طبيعياً لو أتخذ من مؤسسي الحلف الفاعلين في غير هذا التوقيت ، وهنا وبمساعدة ادوات الأنتقالي من الحضارم أستغلوا هذا الأمر وحاولوا النيل من الحلف وقيادته بقصد أجهاض هذا الحراك الذي قاده الحلف .

على العموم على قيادات الحلف عدم إضاعة الوقت فليس لديهم القدرة على مواجهة خصومهم الذين أستعدوا جيداً ، والذين لم يعد الأنتقالي وحيداً صاحب المصلحة في أنهاء مغامرة الحلف ، فهناك غيره من أحزاب وقوى محليه وخارجية تقاطعت مصالحهم جميعاً لأسكات صوت حضرموت وأعادتها للقيد الذي تحاول التحرر منه !!!.

هناك سبيل واحد لصمود الجبهة الحضرمية في وجه هذا العداء المعلن ، وأيضا مهم لكسب دعم قوي قادر على كبح جماح كل تلك القوى المتربصة ، وهي بوحدة صف الجبهة الحضرمية وباقي مكونات المجتمع المدني والقبلي ،،،

فحتى القوة الداعمة التي تأمل قيادات الحلف والمجتمع الحضرمي مساندتها لهم ( وأقصد المملكة العربية السعودية ) تحتاج من الحضارم لرغبة جادة ووحدة صف متماسكة حتى تبرر وقوفها مع مظلمتهم ومطالبهم المشروعة ، فهي لن تؤيد فصيل يتمرد على دولة معترف بها دولياً ، ولن تقدم مشاريع تنموية لحضرموت بناءً على طلب فصيل مختلف مع السلطة !!!.

يجب أن تعترف قيادة الحلف أن هذا الزخم القبلي الذي تقوده لا يقابله مثله في الحاضرة المدنية الحضرمية ، وخصوصاً في المكلا والساحل الحضرمي ، بدليل أن هذا الحلف لايستطيع أقامة مثل هذا التجمع الذي أقامه في الهضبة في المكلا أو في أي مكان في الساحل الحضرمي !!!.

الوقت يمضي سريعاً ، وعدالة القضية لاتكفي لكسبها إذا كان قرار أهلها مشتت ، لذلك لا سبيل للمحافظة على المكسب الذي حققه الحلف برفع الصوت بالمطالب وأسماع الأقليم وتناقل أخبار حضرموت للصحافة الدولية إلا بوحدة صف مع باقي المكونات والشخصيات ورموز المجتمع المدني والقبلي الحضرمي ، وبكيان واحد يلقى الدعم الأقليمي ومقبول من المجتمع الدولي ،،،

لذلك المبادرة الٱن يجب أن تكون من قيادات الحلف إن كانوا صادقين مع انفسهم ويرغبون خدمة ومصلحة القضية الحضرمية ، وأرى أن الخطوات الواجب عليهم أتخاذها هي :
– الذهاب بأنفسهم لمقرات تلك الكيانات الحضرمية والشخصيات الذين كانوا قد تجاهلوهم ولم ينصتوا لمناشداتهم ، والتحاور معهم ومحاول أقناعهم لحضور أجتماع عام في أي موقع هم يحددونه لتدارس مستقبل حضرموت .
– القبول بتسليم قيادة هذا الحراك ليديره مجلس حضرموت الوطني ، والحلف والجامع من اركانه ، وهو مضلة لكافة المكونات القبلية والمدنية الحضرمية المقبولة محلياً وأقليمياً ، وحتى القوى الدولية الفاعلة في ملف البلاد تقبلت أعلان تأسيسه بأيجابية .

إذا استلم مجلس حضرموت الوطني زمان الأمور سيفرض شراكة حقيقية على السلطة المحلية تصب في مصلحة المجتمع الحضرمي ، بل أنه سيُحترم من قبل الحكومة والرئاسة ، وسيُقنع الأقليم بالدعم السياسي لقضيتها والتنموي من خدمات وغيرها لرخاء المجتمع الحضرمي ، وسيكون وصول حضرموت لأدارة حكمها ذاتياً ممكناً مرحلياً وبسلاسة وبدون صدام مع القوى الأخرى .

لذلك اليوم نحن نأمل ونظّن بالمقدم عمرو خيراً في أن يكون على قدر المسؤولية ، وأن يأخذ من تجربة عفاش عظة وعبرة.
فعفاش بالرغم من تنازله عن الحكم صورياً بتسليم علم البلاد لخلفه إلا أنه بقي فعلياً متحكم في قوة البلاد وذهب بها في طريق حتفه وحتف كل أهل البلاد والعباد !!!.
وعمرو اليوم مقبل على أمور لا طاقة له ولا لحضرموت بها ، وسبيل نجاته ونجات أهله في الطريق الذي شرحناه ، فعسى أن تغلب بصيرته بصره ولا يجعل حماسه وعاطفته تغيب عقله وحكمته ويتجنب ويجنب حضرموت سوء العواقب .
هذا ما نتمناه لمصلحة حضرموت ومستقبل قضيتها وأجيالها ،
وبالله التوفيق .

     ( سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حضرموت…هوية لا تُهدى ولا تستعار ولا تؤخذ بالتبني

حضرموت…هوية لا تُهدى ولا تستعار ولا تؤخذ بالتبني ما نراه اليوم من محاولات خبيثة لتغيير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *