النخبة الحضرمية وحقيقة تأسيسها
صالح عبد الله بن آل عبد الله باسويد
2025/4/22
@SalehBaswaid
نحي شعبنا الحضرمي ونخبتنا الحضرمية بحلول ذكرى تحرير المكلا من فلول الإرهاب، سائلين المولى عز وجل ان يديم على ربوع حضرموت السلم السلام والأمن والأمان.
وفي هذه المناسبة يوجب علينا الحدث أن نتطرق الى تأسيس النخبة الحضرمية، لنعطي كل ذي حق حقه.
فالمتسلقون والأفاكون والمزيفون، والحاقدون، والطارئون، يحاولون تشويه النخبة وتزييف حقائق نشأتها وتأسيسها، والاستئثار بها وهم الكارهون لها ولكل حضرموت.
وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ) سورة آل عمران:188.
وقال ايضاً سبحانه (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ) سورة الأعراف:85
والبخس هو سرقة جهود الآخرين والإنقاص من حقوقهم بالمخادعة والاحتيال. وإنسابها لمن لا علاقة له بها.
وهذا ما نشاهده اليوم سواء بخطابات هذا الصنف المبتذل من الناس او عن طريق إعلامهم الذي دأب على الكذب وتزييف الحقائق. وهذا حالهم منذ القدم، حيث لا يستطيعون العيش الا بتلك الصفات الدنيئة.
النخبة الحضرمية
سألت أخي الدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت يومها في لقاء خاص جمعنا في (فندق الهوليدي إن) بجده، عن الوضع، وكان متحفظاً في ذلك لمنصبه، ولكنه قال لي مطمئناً ستستمع لأخبار جيدة عن حضرموت (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم)
مرت سنوات وتحررت المكلا، وكان يوماً عظيماً رائعاً فرح به الحضارمة، ولكن للأسف لم تكتمل الفرحة حين شاهدنا على المنصة تلك الوجوه النكرة المحسوبة على حضرموت مثل بن بريك وجبران، ولكن هكذا الحضارم يؤمنون بأن في الشر خير، والحمد لله اليوم نشاهد بوادر الخير في ذلك الشر.
مرت سنوات، وتواصلت مع الدكتور عادل، لمعرفة حقيقة ما حصل في موضوع تأسيس النخبة لنبيّنها للناس، كان مترددا لا يريد تقليب المواجع، (كون طموحهم كان أكثر مما هو حاصل الآن في النخبة وفي المكلا وفي عموم حضرموت) ولكن عندما أصريت عليه اعطاني بعض المعلومات التي تساهم في معرفة الحقيقة وتدحض الأكاذيب التي يذيعها البعض من أعداء حضرموت، وعلى العموم هي ليست بسر، فالجميع يعلم ان المتبجحين اليوم لا علاقة لهم اطلاقاً بتأسيس النخبة، بل هم قوم لا يفقهون في إدارة دكان فرعي في أحد ازقة المكلا..!!
بدأت كفكرة، اجتمع عليها ثلة من رجال حضرموت في الرياض بعد أن استلم تنظيم القاعدة الارهابي المكلا عاصمة حضرموت من قبل ضباط في المنطقة الثانية وهم ينتمون لمحافظات يمنية جنوبية بغالبية قواتها من ضباط وجنود، حيث قاموا بتسليم تنظيم القاعدة المعسكرات التي كانت تحت سيطرتهم ورحلوا الى محافظاتهم تاركين مهمتهم الأساسية لحماية المكلا وضواحيها. وكما يقول بعض أهالي المكلا، هم كانوا القاعدة ، فقط غيّروا لباسهم وأطلقوا لحاهم وعيّنوا اميراً حضرميا عليهم ليصبغوا عليها صفة الحضرمة كما هو فعلهم عندما يريدون الإساءة لحضرموت.
كان على رأس تلك الثلّة الحضرمية الكريمة التي كان لها الدور الرئيسي في تأسيس النخبة هو اللواء عبد الرحيم عتيق الذي كان رأس الحربة وهو الأساس بلا منافس اطلاقاً، في تأسيس النخبة حيث كان يومها قائد المنطقة العسكرية الثانية، فعلى كل حضرمي يحب حضرموت ونخبتها أن يكرم هذا الرجل ولو بالدعاء.، كذلك اللواء عبد القادر العمودي أبو نعيم الذي كان يصيغ القرارات بخط يده ، ومحافظ حضرموت أنذاك الدكتور عادل باحميد. وكانوا جميعهم في عاصمة القرار العربي الرياض،
وأيضا ساهم العديد من رجال حضرموت في ذلك منهم خالد بحاح وفهمي محروس ( الذي كان يفترض ان يكون محافظاً او قائداً للأمن في حضرموت لخبرته وخلقه ودينه) وعوض سالمين الجوهي ومحمد سعيد الجريري، طالب بارجاش الذي للأسف لم يراعي العهد الحضرمي وقِبل بتسيّد الجنوبيين في حضرموت وهذا لا يُخفى على احد ( نتمنى ان يعود الى الصواب )، كذلك من المساهمين أبو قيس المحمدي عبد القادر باربيد ، ايضاً المقدم عمرو بن حبريش كرئيس الحلف كان له دور بالدعوة للتجنيد ، أيضا البحسني كان من الضِمن رغم انه كان شبه متقاعد ، وكان يومها يعمل في احدى محطات البنزين التابعة لبن مرضاح ، ( للأسف الشديد نسي كل ذلك ونسي دعوة اهله له، ليكون مشاركاً ، ونسي وأنكر أهل الفضل الذين أبرزوه ) كان الفريق الرئيسي يحاول أن تكون المشاركة بأكبر عدد من الحضارم بالذات العاملين في المجال العسكري ، كما ان هناك آخرين ساهموا ،، لا يسعنا ذكر أسمائهم .
هذه كانت فرصه بفرصتين للحضارم ، منها تحرير المكلا بسواعد أبنائها، حتى لا يَمُنّ احد علينا، وفرصة لبناء جيش حضرمي مستقبلي، حُرمت منه حضرموت طيلة وجودها تحت الحكم اليمني منذ عام 67، بعد تدمير جيش البادية من قبل اليمن الجنوبي.
فقاموا بعرض الفكرة بعد دراستها على الرئيس اليمني عبد ربه منصور، الذي رفض في البداية (وكما نعرف ان منصور كغيره للأسف من الجنوبيين الذين يحملون الضغينة لحضرموت ولا يريدون لها الخروج عن إطار التبعية لجنوبهم.
ومن الأدلة على ذلك فصله سقطرى عن حضرموت وجعلها محافظة مستقلة كما فعل قومه في 67 , عندما ألحقوها بعدن وهي لا تمت لها بصلة، ثم أعيدت لحضرموت في عام 90 ، الأدلة كثيرة وليست موضوعنا،
ولكن إستخدم الحضارم يومها كما يقال الفيتو، فوضعهم في الرياض غير وضعهم في صنعاء وعدن، وقبِل منصور ولكنه اشترط عليهم ان يتم تطعيم النخبة بجنود وضباط من المحافظات الجنوبية وبالذات من أبين،
حينها استشاط الحضارم غضباً، فوقف اللواء عتيق في وجه منصور وقال لن تكون النخبة إلا حضرميه خالصة.
بالفعل تم ذلك ، وتم تسليم الملف للواء عتيق ، وكان دور الدكتور عادل استخراج القرارات الرسمية لشرعنة ألوية النخبة لتكون بذلك ألوية رسمية وليس مليشيات خارجه عن القانون ، كما هو الحال في الجنوب اليمني .
وبالفعل تم استخراج تراخيص انشاء خمسة ألويه منها لواء شبام والأحقاف والريان ودفاع ساحلي ( مرفق صور القرار ) ومن هنا بدأوا بإعداد الخطط اللازمة لذلك ، كما تم التواصل مع حلف قبائل حضرموت ، ليسهم في توجيه الشباب الحضرمي للتسجيل والتجنيد ويكونوا طلائع هذه النخبة فخر حضرموت.
وبالفعل بدأ التسجيل في الخالدية ولكن كانت هناك تدخلات من السلطة ومن الحضارمة الأتباع للأسف ، حيث رفضوا العديد من الشباب الذين يرون لهم توجه حضرمي خالص ، فتدارك القائمين على هذه المهمة وتم تحويل التسجيل في اول معسكر تم إنشائه في وادي نحب ،
كل هذه الجهود التي بذلت ، كانت تجابهها عراقيل من الجهات المعادية لحضرموت ، والتي للأسف هي اليوم الحاكمة الفعلية لساحل حضرموت،
بل وبدأوا في التضييق على القيادات الحضرمية مثل الدكتور عادل الذي فضّل الاستقالة على تنفيذ رغباتهم وكذلك استبدال اللواء عتيق من قيادة المنطقة الثانية .
قاموا بعمل بحث searching ،عن أسماء حضرمية او شبه حضرمية تخدمهم وتنفذ مخططاتهم مثل بن بريك ، ( بطالة مقنعة ) عسكري يعمل في السفارة اليمنية في القاهرة ، وكذلك تعيين البحسني بدلا من اللواء عتيق ،حيث وجدوا فيهم الإخلاص لمخططاتهم في حضرموت ، وقبِل هؤلاء ان يكونوا مماليك لحاكم المكلا الفعلي وللمكونات اليمنية الجنوبية الكارهة لحضرموت ، وبالفعل تم توظيفهم على رأس النخبة الجاهزة يومها من قبل مؤسسيها الفعليين،
وهذا يوضح انه لا علاقة لهؤلاء بتأسيس النخبة اطلاقاً،
بل للأسف الشديد غيّروا توجّه النخبة الحقيقي وافشلوا طموح المؤسسين، وأدخلوا فيما بعد مليشيات يمنية جنوبية للمكلا تحت غطاء إزالة الألغام!!!! وتحت مسمى (لواء بارشيد)، لتكون هذه المليشيات ضامنة لهم في حال رفضت النخبة توجهاتهم، وهذا ما حصل بالفعل في عدة أحداث.
.
تم تحرير المكلا بأبطالها الجنود والضباط والمخلصين من أبنائها، ومن الذين اعرفهم شخصياً العقيد ملهي السيباني الذي حاربه البحسني وقام بسجنه خوفا من الحقيقة،
وايضاً بمساعدة كبيرة من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، التي يكفي ان النخبة الحضرمية قامت فكرتها على أرضها، فالفضل بعد الله في تأسيس النخبة للمملكة، وكما هي عادتها في دعم حضرموت ، وعلينا الوفاء،
بينما هؤلاء المتسلقين كانوا مجرد ارجوزات ومماليك للغير، يحاولون اليوم بكل ما استطاعوا، تجيير النخبة وتأسيسها وانتصاراتها لغير أهلها.
شكراً جزيلاً لك أيها اللواء عبد الرحيم عتيق، شكراً جزيلاً لك دكتور عادل باحميد شكراً على الجهود الجبارة التي قمتم بها في تأسيس نخبتنا الحضرمية، فلو كُنتم باقين على حضرموت، لما كانت اليوم تطئها أقدام الضباع، شكراً لكل من ساهم في بناء النخبة ممن ذكرنا ولم نذكر،
مهما حاول أعداء حضرموت بإعلامهم سيئ السمعة ومرتزقتهم الذين وصفتهم الصحف العالمية بأرخص المرتزقة، مهما حاولوا التدخل في شئون حضرموت وتجيير انتصاراتها ونخبتها لهم، فالتاريخ لا يكتب الا الحقائق.
كل المحطات التي مرت على حضرموت منذ احتلالها من قبل اليمن الجنوبي في عام 67 بمساعدة العاقين من أبنائها والذين للأسف لايزالون في عقوقهم وورثّوا ذلك أبنائهم، ومحاولاتهم الخبيثة المستميتة لطمسها، واخضاعها، لم تفلح ولن تفلح، فها نحن اليوم وبعد حوالي أكثر من خمسون عاماً، وميلاد جيلين من الحضارمة، أصبحنا أكثر قوة وتماسكاً ووعياً ورفضاً لهم وقُرباً إلى الاستقلال بإذن الله تعالى.