“كفى سلبية… آن الأوان أن نصنع التغيير بأنفسنا”
يمرّ مجتمعنا بمرحلة حرجة تتسم بالسلبية والتذمر وقلة الفعل. ننتقد كثيرًا، نشتكي أكثر، لكننا نتحرك أقل. وفي غمرة هذا التيه، ننسى أن التغيير لا يأتي من الخارج، بل يبدأ من داخل كل فرد فينا.
السلبية التي يعيشها كثير من أفراد المجتمع اليوم ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالة تُحاصر الطموح وتطفئ الأمل. حين نعيش في دائرة الشكوى واللوم دون أن نبادر أو نتحرك، فإننا نحكم على أنفسنا بالبقاء في الخلف، بينما تتقدم الشعوب من حولنا بالعمل والإيجابية.
النقد البنّاء مهم، لكن النقد المستمر بلا رؤية ولا بدائل يتحول إلى أداة هدم. لا بأس أن نرى الأخطاء، لكن الأجمل أن نسعى لإصلاحها. لقد تعودنا أن نحمّل المسؤولية للغير، للحكومات، للظروف، للزمن… وننسى أن لكل واحد منا دورًا لا يمكن تجاهله.
إن ما نفكر فيه باستمرار، نمنحه طاقة ليصبح واقعًا. التفاؤل ليس سذاجة، بل هو إيمان بأن الجهد لا يضيع، وأن الظلام لا يدوم. حين نملأ عقولنا بالأمل والعمل، نبدأ في رؤية فرص كانت غائبة عنّا بسبب نظرتنا السوداوية.
التغيير الحقيقي لا يحتاج إلى معجزات ولا قادة خارقين، بل يحتاج إلى أشخاص عاديين يمتلكون إرادة صلبة. كل مشروع عظيم بدأ بفكرة في عقل شخص واحد آمن بها وتحرك لأجلها. فلماذا لا يكون هذا الشخص أحدنا؟ لماذا لا نبدأ بأنفسنا ونكون قدوة لمن حولنا؟
مجتمعنا لا ينقصه الذكاء ولا الإمكانيات، لكنه يحتاج أن يؤمن بذاته من جديد. يحتاج إلى من يشعل شموع الأمل في قلوب اليائسين، ويوقظ الهمم في النفوس الخاملة. آن الأوان أن ننهض، لا بانتظار من يقودنا، بل بأن نمسك زمام المبادرة ونقود أنفسنا نحو مستقبل أفضل.
فلنكن نحن البداية… بداية النهضة.
د. فهمي شعبان فراره
عميد كلية المجتمع سيئون