الإثنين , يونيو 23 2025

اختفاء شباب الغضب في وادي حضرموت يثير التساؤلات

 

اختفاء شباب الغضب في وادي حضرموت يثير التساؤلات

 

في شهر أكتوبر من عام 2015م، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارًا بتعيين الأستاذ عصام حبريش بن عمر الكثيري وكيلاً لمحافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء.

 

تولى الأستاذ عصام حبريش الكثيري قيادة الوادي والصحراء، في وقتٍ كانت مدن الوادي تعاني الأمرّين في الخدمات الأساسية المتدهورة.

إلا أن الوكيل عصام حبريش، وخلال السنوات التسع التي تولّى فيها السلطة في الوادي والصحراء، جعل من مدن الوادي نموذجًا يُحتذى به في شتى المجالات: الكهرباء، الطرق، التعليم، والصحة.

 

فمنذ توليه منصبه، بدأ في وضع الخطط والبرامج التنموية، ولم تقف شُحّة الموارد عائقًا أمامه، بل سعى بقوة للبحث عن مصادر تمويل للمشاريع التنموية التي وضعها نصب عينيه.

فقد شهدت مدن الوادي طفرة في قطاع الطرق وتحسين وتشجير وإنارة الشوارع، واستحداث شوارع جديدة لم تكن موجودة من قبل.

وفي قطاع الصحة، تم بناء مستشفى متكامل بأحدث المواصفات، وترميم المستشفيات الأخرى وتطويرها.

وفي قطاع التعليم، تم تشييد العديد من المدارس بمواصفات عالية.

أما في قطاع الكهرباء، فقد شهدت مدن الوادي تحسنًا ملحوظًا، وكان آخر إنجازات الوكيل حبريش شراء محطة كهرباء غازية بقوة 250 ميجاوات من سلطنة عمان بسعر مناسب لا يتجاوز 25 مليون دولار، مع ضمان صيانة لمدة سنة.

 

وكان هذا المشروع بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”، إذ تدخلت مراكز الفساد في السلطة المحلية بعاصمة حضرموت – المكلا – لإيقاف المشروع، الذي كان سيكشف فساد الهوامير الذين ينهبون خيرات حضرموت، وتمت إقالة الوكيل عصام حبريش الكثيري من منصبه وتعيين الوكيل الجديد المؤتمري “العامري” بدلًا منه.

 

تسع سنوات، جعل فيها الوكيل عصام حبريش الكثيري من الوادي ورشة عمل في جميع القطاعات الخدمية، رغم محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي وضع العراقيل أمامه، تارة بمليونيات “الصرفة”، وتارة أخرى عبر ما يُسمى بـ”شباب الغضب” الذين يتم تمويلهم من قبل الانتقالي الجنوبي، لإيقاف عجلة التنمية بقطع الطرق، وإشعال النيران، والعصيان، وترهيب المواطنين، وتعطيل مصالح الناس، وإغلاق الطرق.

 

الغريب في الأمر أن مناطق الوادي تعيش أوضاعًا معيشية صعبة في ظل تدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، التي باتت تنقطع لساعات طويلة تصل في بعض المناطق إلى أكثر من ثمان ساعات متواصلة، وسط ارتفاع متزايد في أسعار السلع والخدمات، مما زاد من معاناة المواطنين.

 

هذا الواقع المرير الذي تعيشه مدن الوادي، دفع الكثيرين من أبناء حضرموت للتساؤل عن غياب ما يُسمى بـ”شباب الغضب” الانتقالي، الذين كانوا في واجهة المشهد الاحتجاجي خلال الفترات الماضية، لا سيما في عهد الوكيل السابق عصام حبريش الكثيري، حيث كانت التظاهرات وقطع الطرق وحرق الإطارات مشاهد مألوفة آنذاك، بينما الآن يسود صمت لافت.

 

ويثير هذا الغياب المفاجئ تساؤلات حول ما إذا كان الحراك السابق مدفوعًا بأجندات سياسية.

 

محمد محفوظ بن سميدع

 

عن ادارة التحرير

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *