لماذا تقدمت سوريا والسودان…وتأخرت حضرموت؟

بينما يشهد الاقليم تحولات كبرى تقودها المملكة العربية السعودية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برزت نماذج لنجاحات واضحة حققتها دول مثل سوريا والسودان بفضل الدعم السعودي المباشر. وفي المقابل تقف حضرموت اليوم أمام سؤال مؤلم… لماذا لم تصل إلى الهدف الذي طالما تطلعت إليه رغم أنها كانت صاحبة السبق في تلقي دعم سعودي هو الأوضح والأجرأ في تاريخ العمل السياسي الإقليمي؟تمكّنت المملكة من إعادة سوريا إلى الساحة الدولية وجعلها اليوم تحصد اهتماماً ودعماً سياسياً واقتصادياً من مختلف دول العالم. هذا التحول لم يكن ليتحقق لولا الدور الريادي للمملكة التي أعادت ترتيب الملف السوري ووضعته على طاولة القوى الدولية بصيغة تحافظ على وحدة سوريا واستقرارها.وعلى خطى سوريا جاءت الخطوة التاريخية للمملكة في وضع ملف السودان على طاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة سمو ولي العهد الاستثنائية التاريخية إلى البيت الأبيض. هذه الخطوة هي إعلان أن السودان يدخل مرحلة جديدة من الاهتمام الدولي تقوده الرياض ضمن رؤية واقعية تستهدف استقرار السودان وعودة مؤسساته.اليوم بات العالم كله ينظر إلى اليمن بعيون المملكة العربية السعودية فهي القائدة الفعلية للشرق الأوسط وصاحبة التأثير الأكبر في صياغة مستقبل الاقليم وبفضل هذا الثقل السياسي والدبلوماسي أصبحت الرياض المرجع الأساسي في أي نقاش يتعلق بمستقبل اليمن وحضرموت بشكل خاص ما منح القضية الحضرمية فرصة تاريخية لم تتكرر.حضرموت لم تكن بعيدة عن هذا الزخم بل على العكس حظيت بدعم سعودي واضح منذ البداية توج بتأسيس مجلس حضرموت الوطني في الرياض كحامل سياسي لقضية حضرموت في سابقة نادرة في التاريخ السياسي للمملكة أن ترعى كياناً سياسياً من أراضيها. هذا الدعم كان كفيلاً بأن يدفع حضرموت لتحقيق هدفها الطبيعي نحو الاستقلالية والسيادة وإدارة شؤونها بقرار حضرمي خالص.لكن ما حدث كان مختلفاً تماماً.وفي خضم هذا الزخم ظهرت فئة محدودة من الأفراد الذين فقدوا مصالحهم الشخصية بعد تأسيس مجلس حضرموت الوطني فانقلبوا على المشروع الحضرمي الجامع وصاروا يبيعون الوهم للناس تحت شعارات براقة عن “حقوق حضرموت”. افتعلوا أزمات داخل حضرموت لتعطيل أي خطوة جادة محاولين خلط الأوراق وإرباك المشهد خدمة لرغبات شخصية لا تمت بصلة لمصلحة حضرموت ولا لقضيتها.بدلاً من أن تتوحد الجهود خلف مشروع حضرمي جامع استمرت هذه الأطراف وهذه الفئة التي باعت الوهم وتعمدت افتعال الأزمات في وضع مصالحها الشخصية فوق مصلحة حضرموت. انشغلت بالمكاسب والمناصب ودفعت باتجاه تعطيل الإجماع وإيقاف العجلة التي كانت تتحرك بثقة نحو الهدف المنشود لتبقى حضرموت رهينة حسابات ضيقة لا تمت لقضيتها بصلة.وفي الوقت الذي لم يتحجج فيه السوريون بخلفية النظام الجديد ولم يقف السودانيون عند مسألة “الإسلاموية” أو غيرها من الذرائع… اختار بعض معرقلي المشروع الحضرمي استخدام ذات الذريعة المصطنعة لتجميد القضية الحضرمية وإبقاء حضرموت رهينة الحسابات الشخصية.يبقى الأمل معقوداً على أن تدرك القوى الحضرمية أن التاريخ لا يمنح الفرص مرتين وأن اللحظة التي صنعتها الرياض لحضرموت كانت فرصة استثنائية تستحق أن تصان… لا أن تهدر
.ماجد بن طالب الكثيري
صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك