عصفور يعطّل شبكة كهرباء..!
أحيانا لكي يخرج الواحد من واقعه وهمومه التي تحيط به يلجأ للفكاهة وترديد أخبار وقصص يحاول منها تسلية نفسه ونسيان همومه اليومية
من هذه القصص رسالة في( الواتساب) تحكي عن مقارنة بين كهرباء ألمانيا وكهرباء اليمن وكيف يحتفلون الألمان بمرور 32 عاما على عدم انقطاع الكهرباء وعندنا إذا وقف طير على أحد خطوط الكهرباء تعطلت المنظومة برمتها وانقطعت الكهرباء..!
وهذا تشبيه لوضع الكهرباء عندنا في حضرموت وماتعانيه من أعطال وانقطاعات بسبب أدنى خلل
تضرر الناس كثيراً وكثيرا جدا بسبب ذلك والله المستعان
جو حار جدا أخرج الناس عن طورهم ولم يعودوا يتحملوا هذا الوضع، كان الله في عونهم ولا توجد حلول عاجلة للخروج من هذا الوضع
هناك محطة في الشحر تبنى بطاقة 40 ميجاوات وإن شاء الله يتم الانتهاء منها بسرعة، لكن..
المشكلة المنظومة كلها متهالكة وتحتاح تغيير فهي تراكمات سنين وعند زيادة الضغط عليها خصوصا في فصل الصيف لم تعد تتحمل.
لابد من وضع خطة واضحة وشفافة لإصلاح منظومة الكهرباء على المدى البعيد ومعرفة كم ميزانية الكهرباء وكم دخلها وكم خرجها لكي يعرف الخلل أين؟ فالموضوع خطير جدا وأي إهمال فيه سيؤدي إلى مالا يحمد عقباه
ولنعد لألمانيا التي تم مقارنة كهربائها باليمن!
مع أن المقارنة ظالمة جدا ولكن للمعرفة والاطلاع يمكن في يوم من الأيام نحذوا حذوها
ألمانيا تنتج حوالي 650 ألف ميجاوات هذا قبل سنتين تقريبا نصفها ينتج عبر الطاقة المتجددة طاقة الرياح وطاقة شمسية وكذلك السدود والمحطات الكهرومائية والباقي فحم وطاقة نووية وغاز ويسعون للتخلص من الطاقة النووية (للضرر على البيئة) والتركيز على الطاقة المتجددة.
في إحدى المرات الحكومة تدفع للناس أموال لاستهلاك الكهرباء (هل أحد متخيل أو متصور هذا ! ) وذلك بسبب الجو، سطوع للشمس قوي، وهبوب للرياح، أدى لوجود فائض من الكهرباء لديهم..
حيث عند هبوب العواصف والرياح القوية تزيد نسبة الكهرباء لديهم المنتجة من طاقة الرياح فيزيد انتاج الكهرباء لديهم ويحدث فائض
عندنا في اليمن الطاقة المنتجة تقريبا آخر إحصاء قبل بداية الثورة 5000 ميجاوات(والآن الله أعلم يمكن نقصت الكمية) تخيل المقارنة والفرق الهائل..!
في اليمن نعتمد على محطات ومولدات قديمة تعتمد على الديزل والوقود الثقيل، تحتاج صيانة دائمة وأعطال لا تنتهي تؤدي إلى انقطاعات متكررة
أخيرا بدأت بعض المحطات الغازية في الظهور هنا وهناك وهذا تطور ملحوظ لكن التحرك بطيئ جدا لتصليح الوضع القائم
في حضرموت تقريبا يمكن لا نصل حتى (200) ميجاوات مع أن الحاجة كبيرة جدا ولها تأثير في تنمية حضرموت اقتصاديا من صناعة، تجارة، زراعة فالموضوع مهم جدا إن تم التركيز عليه وحله
وضع الكهرباء غريب جدا الكل يعرف المشكلة لكن لا أحد يريد حلها أو يريد حل بطيء والناس لم تعد تتحمل تسمع وعود ولكن لا ترى شيء على أرض الواقع
مصاريف مهولة وإنتاج ضعيف
أين الخلل؟ هل في موظفي الكهرباء؟ هل في الشعب؟ هل الموضوع سياسي بحيث أصبح الموضوع أشبه بالصراع والحلبة شركة الكهرباء الكل يحاول تدمير الآخر عبر إيذاء الشعب
لماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين في حل مشكلة الكهرباء؟، العالم أصبح يعتمد على الطاقة النظيفة ،غاز رياح، شمسية، مياه
سمعنا قبل فترة عن المرايا المقعرة لتوليد الكهرباء بها وهو خبر جيد يدل أن هناك تحرك للحل
لماذا لا يتم الاستعانة بدكاترة الجامعات المختصين في دراسة الكهرباء وطلاب الكهرباء أيضا لإيجاد حلول لمشكلة الكهرباء فهم أهل البلد ويعرفون تفاصيل بلادهم ويمكن يستطيعوا تطبيق فكرة، اقتراح ما لحل مشكلة الكهرباء، مثل عمل مراوح في الهضاب أو المرتفعات لتوليد كهرباء بالرياح أو على ساحل البحر واستغلال مواسم الرياح هناك لإنتاج الكهرباء ،في فصل الصيف طاقة شمسية هائلة لو تمت الاستفادة منها سنستطيع دعم الكهرباء نوعا حتى يتم إصلاح المنظومة القديمة واصلاح طرق النقل والمحولات بالتدريج لكن هل توجد لدينا إرادة إصلاح فعلا..!
توجد لدينا مشكلتين عويصتين جدا وكأنه لا حل لهما أبدا في حضرموت
أولها الانفلات الأمني خصوصا في الوادي منذ سنين عديدة ولم تحل هذه المشكلة
وثانيها الكهرباء ولها سنين تعاني ولا حلول جذرية
وكأنه يوجد طرف يتلذذ بمعاناة الناس بأي طريقة لكي يبقوا في وضع مأزوم لا يتحركوا منه أبدا ولا يتطوروا ولا يبنوا مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة
حضرموت إذا أرادت حل جميع مشاكلها عليها أن تحزم أمرها سياسيا بأي طريقة كانت وأي تأخير في ذلك ستزيد المشاكل وسيصعب حلها حتى يبقى مصيرها مرهونا بيد غيرها أبد الدهر
على حضرموت الاعتماد على أبنائها الأكفاء منهم، الجيل القادم المتسلح بالعلم ادعموهم شجعوهم، إذا أردنا الإصلاح لابد من التغيير وهذه سنة الحياة