لنحتشد غداً إنصافاً لحضرموت..أولاً..
▪️مقال للأستاذ / أحمد بن زيدان
كم ينعشُ الذاكرةَ والوجدانَ الجمعي هذا الحِراكُ المجتمعي الدائر في حضرموت الذي نشهده هذه الأيام وفي كل عام وذكرى، وازدادت وتيرته مع اعتاب احتفال الحضارم بيومهم الوطني بإحياء الذكرى السابعة للهبّة الحضرمية التي سيقام مهرجانها الجماهيري،صبيحة الغد السبت:26/ديسمبر/2020م بمنطقة رأس حويرة.
لتتجدد آمال وطموحات الحضارم، نحو الانعتاق لاستعادة كيانهم المستقل -وبحده الأدنى إقليم حضرموت وبكامل صلاحياته- والممثّل بهويتهم وقضيتهم الأصيلة وخصوصيتهم التي اتصفوا بها ويعرفها الإقليم ودول العالم على مدار التاريخ، بعد أن اختطفها عام 1967م بعض أبنائها الثائرين والمتأثرين بالمد القومي الذي شهدته بعض الدول العربية وقادته مصر، في أوائل خمسينات القرن الماضي..
ورغم الضم و الإلحاق القسري الذي تعرضت له حضرموت وعاشته على مدى ثلاثة وخمسين عاماً لم ولن ينسى أبناؤها قضيتهم الحضرمية المستحقة، بل عبّر عنها شعراء حضرموت المبدعين وترجمته مساعي رجالاتها المخلصين العظام، سراً وعلناً، رغم قساوة محاربتهم وسياسة تشتيتهم وخطة تصفية جيش البادية الحضرمي وبعض رموزها القبلية، إثر عقدهم أكبر تجمع قبلي، لتدارس سقوطها وتواصلت مساعيهم وصحوتهم ممثلةً برجالات العصبة الحضرمية والرؤية والمسار التي استوعبتها واحتوتها، وتغذيتها برؤى المكونات الحضرمية..رؤية ووثيقة مؤتمر حضرموت الجامع الذي أعلن تأسيسه ومخرجاته أواخر ابريل عام 2017م و هو المكوّن المجتمعي الجامع والصادح بلسان الحضارم الذي تبناه ورعاه حلف حضرموت المولود من رحم تراكم تلك المعاناة والتهميش العام..
وحتى لانظل نحتفل بذكرى الهبّة عاماً بعد آخر، دون ثمرة يانعة ومنجز ملموس ينشده كل أبناء حضرموت؛لابد لقادة ونخب ومشايخ حضرموت تقييم التجربة ومستوى تنفيذ المخرجات بندوات علمية متخصصة، بكل المحاور والمفاصل الجوهرية، لتتوّج وتعلن ثمرتها بفعاليات إنعقاد المؤتمر العام القادم لمؤتمر حضرموت الجامع وإرساء مبدأ الشفافية وشراكة وتمثيل الشرائح الاجتماعية ومكونات مجتمع حضرموت والإقرار بالعملية الانتخابية لاختيار الرئاسة والهيئات التنفيذية، حفاظاً على وحدة وموقف الحضارم، تجاه الرياح العاتية التي تحيط بنا من كل الاتجاهات، وصولاً لتحقيق الغايات المشتركة التي تجمعنا وإنجازاً للاستحقاقات والمطالب الآنية والمستقبلية التي ينشدها الجميع..
وأرى أننا لن ننجز ذلك إلا إذا تنازلنا لبعضنا وتجنبنا الإقصاء للآخر و سمونا عن مصالحنا الضيقة بسمو ورفعة مكانة حضرموت العزيزة و الغالية..
وبيت القصيد الذي ينشده كل الحضارم، كما استخلصته، من قراءات نخبة مجتمعنا (تنفيذ دورية الرئاسة وتوسيع القدّي بحلف وجامع حضرموت)، لتسير قافلتها لبر الأمان ونهضتها المأمولة..
والله يوفق و يهدي الجميع لسبيل الرشاد ويحفظ العباد والبلاد..