إنّها الغيرة
مقال للأستاذ: سليمان مطران
نقلا عن موقع أخبار دوعن
ما الذي يحدث في مدينة سيئون وما جاورها ؟
من ذا الذي يحاول حرف أبنائنا وبناتنا عن مسار تربيتهم الإسلامية؟
من هذا القادم إلينا ؟
ليعبث بغرس أجدادنا وآبائنا من تقاليد اجتماعية وأخلاق رفيعة توارثناها أبناء وأحفاد عاضين عليها بالنواجذ..
من أي قرن من قرون الشيطنة ؟
ظهر لنا هذا المسخ ليهدِم في غفلة من ولاة أمرنا في “السلطة” فضائل ما بناه أصحاب الرأي و الفضيلة ومشايخ العلم منذ قرون .
أي فضيلة وأخلاق وسمعة طيبة ستبقى إن لم يتدارك أولياء الأمور، والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ما هو حاصل في بلادنا من:
ضرب للقيم
واستهتار للحشمة
وفساد للأخلاق
ومقتل للورع
وموت للحياء
وتفريط في الأمانة .
إن يكُن الأمر هيّن اليوم فغدا صعب .
وإن تكن اليوم حالات فغدا ظواهر .
وإن تكُن اليوم أفراح في صالات مغلقة و”مستورة”
فأبشروا بها بعد حين رقصات في الشوارع و”هيصة” وزفة في الأسواق والعرسان يتأبطون الأذرع .
أتحدث هنا عن السروات النسائية الليلية للزواجات وعن التغير المُفاجئ في توقيت وجبات الأعراس غير المدروسة نتائجها وعن جلسات”التخزين” الأنثوية .
السروات كان يحميها رجالها من أي أختراق ، كان الأب والأم وكبار السن هم فقط من يتشرفون بالحضور .
لم يكُن للعذارى حضور لأنهن حييّات لهن مقامهن ومكانتهن عند العائلة ، مُصانة من الاهل والأعمام والأخوال .. الجميع له كلمته التي تُحترم .
أما اليوم ترى الأمهات حييّات و عذارى يسابقن النساء في ركوب الباصات وحضور السروات والحفلات وزفة العروسة .
( حتى الطلاق ) صار له حفلة وفرحة وبشة ومؤانسة وكعكة مُزينة “مرحرحة” مكتوب عليها “مبروك على الطلاق” وأخرى تهديها ” مُبارك لك الحرية” لقد أصبح رابط الزواج المقدس قيدا لحرية الزوجة وجب التخلص منه أو كسره .
إلى أين نحن منحدرون ؟!!
أين الغيرة والحمية على أهلنا ونسائنا وبناتنا وحرصنا على قيمنا رسول سلام الحضرمي داخليا وخارجيا .
في أعراس اليوم الأمهات يغادرن مبكرا ويبقين عذارى إلى ما بعد منتصف الليل ومن يحميهِن ؟
شباب يافعين “مراهقين” أما الرجال فقد هزمهم العمر وناموا .
أين الآباء من كل هذا ؟!!
في بعض أعراس اليوم تغيًر موعد “الظلة” إلى المساء بدلا من العصر
أي مهلكة تنتظرنا ؟
صدقوني كثيرة هي الحكايات التي تنذر بضربة أخلاقية قادمة قاصمة لا نفوق بعدها .
إن لم ينظر أهل الشأن في التطور المُخِل للقيم المنظِمة لعاداتنا بالبحث عن حلول “أسلم تسلم” .
وإن لم يقف أولياء الأمور بحزم وحسم وقوة أمام هذا الأمر .
وإن كانت حرية خاصة لا يحق التدخل فيها .. لكنها مضرة بالمجتمع عامة وبسمعته تنتفي معها كل الحريات الخاصة .
والله من وراء القصد .