السبت , يونيو 7 2025

فساد… يجر فساد

 

فساد… يجر فساد

في مشهد يمثل قمة المأساة لا لم تعد قمة بل هاوية سحيقة لم يخرج منها اليمن وصار أمرا مألوفا فساد في كل مكان سواء كان هناك حرب أو سلم…
كان هناك استقرار أو فوضى..
كان هناك حكومة أو عدم وجود حكومة…
لا يوجد خوف من أحد أو وازع ديني أو اخلاقي أو مجتمعي..

فساد البنك المركزي ليس أول الفساد ولا آخره في منظومة متعاقبة منذ سنين
بلد مدمر واقتصاد منهار وشعب يتوسل المعونات من كل حدب وصوب…كان الصغار يأخذون المساعدات ويبيعونها وهذا فساد طبعا لا أحد يشك في فسادهم لكنهم يعتبر فساد صغير… مقارنة بالأكبر فساد البنك المركزي… يستغل الوديعة المعطاة لإعانة الشعب..!!!
إجرام ما بعده إجرام..

يقوم البنك باستثمار الوديعة من أجل مجموعة أشخاص لتحقيق مكاسب على ظهور الشعب المغلوب ووالله هي ليست مكاسب بل جمرات من نار في بطونهم تحرقهم يوم لا ينفع مال ولا بنون..

من أي صنف هؤلاء البشر هل تجري فيهم دماء يمنية أم دماء شيطانية لا همّ لهم إلا مصالحهم الشخصية وعلى حساب معاناة الملايين عاملهم الله بما يستحقون هم ومن خلفهم فأيّما جسد نبت من سحت فالنار أولى به

ناس شهور بلا رواتب..ناس بلا عمل… ناس بلا مأوى… ناس بلا غذاء… ناس تعيش على المعونات إن وجدت ولم يتم سرقتها..واللصوص والفاسدين لا يهمهم أي شيء أبدا… أبدا

بلد كاليمن فيه كل خيرات الدنيا وموقع استراتيجي وشعب مكافح نجح في كل مكان وصنع شيء من لا شيء…إلا في بلده تسلط عليه الخونة واللصوص والسرق منذ سنين ولم ينتهوا بل يتكاثروا ويتوالدوا والفاسد ينجب فاسد في سلسلة لا تنتهي من الفساد

عندنا تدوير الفاسدين على أشده يخرج من دائرة ويعين في أخرى ويظل يفسد هنا وهناك ولا يوجد مبدأ العقاب أبدا في القاموس اليمني فالفساد عشعش وأصبح مرتع للدواب والهوام..
والمضحك والمبكي أنه بعد قيام ثورة الشباب عاد هؤلاء الفاسدين وتبؤوا المناصب وحصلوا على امتيازات وكأنه لم تحصل ثورة أو تغيير… !

اليمن محتاج مثل ما تفعل بعض الدول كيف يتم معاقبة المسؤول الفاسد بحيث يتم دهسه بالقطار أو إعدامه شنقا كي يكون عبرة لغيره من المسؤولين فهذا أقل القليل ممن يستلذون بمعاناة الناس وينهبون اللقمة من أفواههم والله المستعان..

لن تقوم لليمن قائمة أبدا إلا بالقضاء على الفساد فهو أكبر جريمة تحصل في اليمن منذ سنين وليس لها حل
ونتيجته تأخر اليمن سنين ضوئية خلف محيطه الأقليمي والطامة الأكبر جيراننا الأفارقة بدأوا ينهضون من مستنقع الفشل والتدهور وبدأو شق طريق النجاح… ونحن في اليمن نتسابق لنعود للأسوأ والله المستعان..

متى يأخذ الشرفاء دورهم في اليمن ويحكم اليمن القوي الأمين الذي يخاف الله في شعبه متى…؟ نسأل الله أن يعجل بخروجه وظهور كل الشرفاء في اليمن ليمسكوا زمام الأمور… عسى أن يكون ذلك قريبا..

عن عبدالغني بن احمد

شاهد أيضاً

أن تحيا لا أن تعيش

  أن تحيا لا أن تعيش يخيّل لكثير من الناس أن أعظم ما يُبتلى به …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *