
هل نتعظ من أخطاء الماضي القريب ؟!!
▪️مقال/ محمد محفوظ صالح بن سميدع
في العام 1967م قررت بريطانيا تسليم السلطة للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن والتنصل من التزاماتها ووعدها للحضارم بمنحهم الاستقلال في مطلع العام 1968م، وأوعزت لشلة من عملائها في حضرموت أغلبهم كانوا يعملون في المستشارية البريطانية في المكلا وهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد منهم أعضاء في الجبهة القومية للتحرك للمطالبة بتسليم حضرموت لها لغرض ضمها للجنوب اليمني دون الرجوع للشعب الحضرمي صاحب الحق الشرعي ضاربة عرض الحائط بتوصيات لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة التي أوصت بحق أبناء حضرموت في تقرير مصيرهم عبر استفتاء شعبي وأوعزت لجيش البادية الحضرمي بالوقوف مع الجبهة القومية.
هؤلاء الذين أوعزت لهم بريطانيا بالتحرك كانوا خليطا عجيبا استطاعت المخابرات البريطانية في جمعهم وأغلبهم من تربوا في كنف المخابرات البريطانية وتعلموا منها أيدلوجية معينة تتنكر للهوية الوطنية الحضرمية وسممت أفكارهم بل إن بعضهم ليس من الأصول الحضرمية بشيء…
هذه المجموعة قفزت للسلطة وأصبحت تتحكم في أكبر جزء من المنطقة لتذهب بها إلى عدن مباشرة وتصبح حضرموت جزءا من جنوب اليمن ويصبح من كانوا قيادات في حضرموت تابعين لعدن وأجراء، وتم تصفيتهم في نهاية الأمر ولم يتبق من هؤلاء إلا الرفيق علي سالم البيض الذي استطاع أن يتلون كالحرباية معك معك وعليك عليك وإذا لطم في خده الأيمن أدار خده الأيسر ومشى مع القيادة حتى وصل كرسي الرئاسة ونكب الجنوب كله في الأخير .
أما القيادات الحضرمية الأخرى أمثال سعيد العكبري وفيصل العطاس وصالح باقيس وخالد عبدالعزيز وغيرهم فقد أزيحوا في بداية الطريق وتم تهميشهم، وسالم علي الكندي تم تصفيته جسدياً وكل القيادات العسكرية التي تعاونت مع الجبهة القومية فقد سُرّحوا من الخدمة وطوردوا وتم إعدام البعض منهم هكذا كانت نهايتهم بعد أن أدّوا المهمة في تسليم حضرموت.
وقد عُيّن البعض منهم في أول تشكيل وزاري أمثال العكبري وبافقيه وخالد عبدالعزيز وأخرجوا مباشرة من الوزارة إلى بيوتهم ولم يحتفظ البيض بوزارة الدفاع بعد أن أدّى دوره في تصفية جيش البادية الحضرمي وتمت إقالته ولكنه بقي متشعبطا بالقيادة حياة أو موت حتى تم طرده من الحزب بسبب خرقه لقانون الأسرة هكذا هي نهايتهم بل نهاية كل من يخون وطنه مثل..جزاء سنمار،، لم يتبق في السلطة إلا من قال حاضر وتمام وبقي في الدرك الأسفل.
علينا أن نتعظ من تجارب الماضي خاصة اليوم والأعداء تتكالب على حضرموت التي تشكّل حالة خاصة وأن لها مقومات الدولة الحديثة، نصيحتي للذين يسعون لتصدر المشهد الحضرمي وخصوصاً المهرولين إلى الجنوب والشمال اليمني، حضرموت جوهرة بيدكم لا تضيعوها وتلاقوا نفس المصير الذي لقاه من سبقكم، تمسكوا بحضرميتكم الأرض والهوية والإنسان،
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك