
حضرموت ،،، ترفض التبعية المذلة لصنعاء أو لعدن!!!
بقلم: م.لطفي بن سعدون.
المكلا : ٢٦ ديسمبر ٢٠٢١م.
لم يكن مفاجئا لنا أن نسمع في بيان الانتقالي الجنوبي في فقرته (الثالثة)، المطالبة بنقل مقر شركات النفط العاملة في حضرموت الى عدن، بدلا من حضرموت ، كما وجّه بذلك الرئيس هادي حفظه الله، في أعقاب الهبّة الشعبية الحضرمية المباركة في نهاية ٢٠١٣م.
فلقد بينت الأحداث المتلاحقة في حضرموت في الآونة الاخيرة ، حرص الانتقالي المحموم، لتفتيت المكونات الحضرمية المستقلة التي تنادي بندية حضرموت، لكل من صنعاء وعدن والرافضة لأية تبعية مذلة لأي منهما .
ويأتي هذا الأستهداف لهذه المكونات، لإلغاء أي تطلع للحضارمة للحصول على قرارهم السياسي المستقل.
وقد لاحظنا قبل عدة أشهر استغلالهم لضعف اداء المكونات الحضرمية المستقلة ، وابتعادها عن الالتحام بقضايا وهموم ومطالب الشارع الحضرمي، وعدم مأسسة عملها، لتتخذها حجة في ضربها ومحوها من الوجود بالكامل، وأنشأت في سبيل تحقيق هذا الهدف ، مكون كرتوني باسم تكتل حلف وجامع حضرموت من اجل حضرموت والجنوب ، في ظاهره المطالبة بحقوق حضرموت و تصحيح مسار الحلف والجامع ، و في باطنه أنصال مسننة تطعن بحقد دفين ، في كل ما يمس سيادة واستقلال حضرموت، ومصداقا لما نقول، تم قبل فترة ليست ببعيدة مسح شعارات الحلف والجامع من شعارهم ، والإبقاء فقط على شعار الجنوب حسب رغبة الموجه والممول الجنوبي.
ومع الأزمة الطاحنة والجوع، الذي تسببت فيه قوى الفيد والنهب والفساد من القيادات الحاكمة المركزية والمحلية، وبغطاء من التحالف، استغل الانتقالي هذا الوضع المأساوي ليتبنى المطالب المشروعة لحضرموت، ويجيرها لصالح مشاريعه الرامية، لإعادة جر حضرموت للتبعية لعدن كما كان قبل ٩٠م . وعمل بكل ما أوتي من قوة ومن دعم مالي، لجر كثير من القبائل الحضرمية الى إجندته المخادعة، تحت يافطة انتزاع حقوق حضرموت، وبالفعل وفي غياب حضور المكونات الحضرمية المستقلة، على ساحة الفعل الجماهيري، تمكن من إقناع هذه القبائل، المتعطشة لانتزاع حقوقها ومطالبها المشروعة، للتحرك وفق هذه الاجندة التي ظاهرها، جنة أحلام انتزاع الحقوق من محتل غاشم ، وباطنها نار حمراء ترمينا لمحتل آخر اكثر غشامة.
وللأسف لم تتنبه القبائل الحضرمية المنضوية في لجنة لقاء حرو، لهذه الأجندة الخفية للانتقالي، واندفعت بكل قوتها لالتقاط الفرصة السانحة لانتزاع حقوق ومطالب حضرموت المشروعة، وتخليصها من معاناتها وآلامها ، التي تتجرعها يوميا من ناهبي ثروتها ومحتلي أرضها وفساد وخنوع أتباعهم الحضارمة. وفي غمرة نضالهم واندفاعهم لانتزاع حقوقهم لم يعيروا انتباها، لما يحاك ضدهم من دسائس ومؤامرات لجر حضرموت الى التبعية والاحتلال الثاني.
وها نحن اليوم نلاحظ بدء تكشف الحقائق ، وبيان المستور جليا ، في البيان الختامي لفعالية الانتقالي والذي أكد على جر حضرموت للتبعية وربطها بعدن رويدا رويدا.
ولكن هيهات أن تنطلي هذه الخديعة والأجندة الخفية للانتقالي، على كل قبائل وأبناء حضرموت الأخيار ومنهم ثوار الهبّة الحضرمية الثانية، فحضرموت منذ هبّتها الاولى المباركة، قد خلعت عن كاهلها رداء التبعية ، ولن تكون بعد اليوم إلا ندا معادلا لكل من صنعاء وعدن، فلقد جربت حضرموت ويلات وذل التبعية لأكثر من ٥٠ عاما منذ أن ضُمت قسرا إلى عدن في عام ٦٧م، بتواطئ بريطاني مع الجبهة القومية، نكاية بدور حضرموت في نشر الإسلام ومحاربة التنصير في شرق آسيا وشرق افريقيا، ولن تقبل على الإطلاق العودة لهذا الذل والخنوع والعيش في مستنقع الحروب والفوضى والملشنة واللا دولة.
وإننا على ثقة تامة من أن الانتماء الوطني المتجذر لكل قبائل وأبناء حضرموت، في تربة أرضهم وارتباطهم العميق بهويتهم وثقافتهم التاريخية الموغلة في القدم، والمنتشرة في كل أصقاع العالم، سيكون الحافز الأول للتمسك بقرارهم الوطني الحضرمي المستقل ورفض التبعية لأي عواصم إخرى ، كما أن عشمنا كبير في الانتقالي الحضرمي و كل المكونات الجنوبية، وكذا الحزبية المرتبطة شمالا، ان يرفضوا اي تبعية مذلة لصنعاء او لعدن ، لأنّ عقلية وتفكير الضم والإلحاق وإلغاء خصوصية وتميز الآخر ، هي من أوصلت حضرموت إلى هذا الخراب والتدمير واللادولة ، كما دمرت صنعاء وعدن أيضا.
وحذاري حذاري أيها الحضارم الأقحاح،،، فإن المؤمن لا يلدغ
من الجحر مرتين!!!
صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك