
جهات تخطط وتمول أحداث الشغب واستهداف أخلاق وقيم المجتمع الحضرمي
عبدالحكيم الجابري:
حدث مؤسف، بل هو مخز، ذلك الذي شهده ملعب الفقيد بارادم بالمكلا، مساء السبت الماضي، عقب انتهاء مباراة في كرة القدم، بين ناديي تضامن حضرموت وشقيقه شعب حضرموت، تسببت فيه أحداث الشغب جروح واصابات في عشرات الشباب، ولكن الأضرار الأخلاقية والقيمية على المجتمع كانت أكثر فداحة، جراء ظهور عدد من الشباب وسط الجمهور وهم بلباس وشعر نسائي مستعار.
لعل قائلا سيقول لماذ لم تكتب عن ذلك في حينه، وانتظرت حتى مرت عدة أيام من ذلك الحدث لتتحدث عنه الآن، ردي على ذلك وبكل بساطة ووضوح هو، لم أكتب عن ذلك رغم ان الحدث كان مؤلما ومستفزا جدا، وفضلت التريث وعدم التسرع في الحديث عنه، حتى لا أنجر خلف عاطفتي كما فعل كثيرون غيري، عندما تحدثوا عن فضيحة ملعب بارادم، ولأنه كان داخلي احساس قوي، يقول ان ما حدث لم يكن عفويا أو وليد اللحظة، انما هناك من خطط ودبر لحادثتي الشغب وظهور هؤلاء الشباب في هيئة نساء.
لقد تعلمنا من الأحداث التي مرت بنا في السنوات الماضية، ان أحداث الشغب في ملاعب حضرموت، وفي العديد من تجمعاتنا المناسباتية، كان هناك من يقف خلفها ويدبرها ويصرف عليها، وان محاولات الاساءة لمجتمعنا المحافظ، وضرب قيمه وأخلاقه المشهود لها بالسمو والرفعة، لم يكن الا أمرا مخططا له.
في سنوات ماضية، كانت تبرز بين الحين والآخر مظاهر غير أخلاقية، منها مشاركة شباب بلباس وهيئات نسائية في حفلات الأعراس، وهي ما نسميها في حضرموت بالمخادر، الى جانب الرقص المايع وحركات غير رجولية، يقوم بها بعض الشباب المشاركين في تلك الحفلات، وكانت تقابل باستمرار بالاستهجان من مختلف شرائح المجتمع، وتتحول الى قضايا رأي عام، وبعدها تتحرك الأجهزة الأمنية لملاحقة هؤلاء الساقطين أخلاقيا.
في ظل الأوضاع الدقيقة والحرجة التي تمر بها حضرموت، وهي أوضاع عامة في الوطن، ولإدراك من لا يريدون للبلاد الخروج من النفق المظلم، بأن حضرموت هي شوكة الميزان وأيقونة السلام، وان استقرارها يعني استقرار المنطقة كلها، وان غير ذلك يعني استمرار الفوضى والى مزيد من الانهيارات، كل ذلك يثبت ان أحداث السبت الماضري كان أمرا دبر بليل.
لا تفوتنا الاشارة هنا، الى ان اختيار مباراة الشعب والتضامن إاحداث ما حدث، انما هو تأكيد لما ذهبنا اليه، من ان هناك من خطط ورتب ومول، فنادي التضامن من احياء الشرج، ونادي الشعب من أحياء الديس، والمنطقتين تمثلان أكبر تجمعين سكانيين على الاطلاق في عاصمة حضرموت، هذا الخزانان البشريان تعتمد عليهما القوى السياسية، في مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، ومؤتمر حضرموت الجامع وبقية الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة.
الأمر الأكثر سوء في كل ذلك، هو الموقف السلبي للأجهزة المعنية، رغم ما خلفته حادثة ظهور هؤلاء الشباب المتأنثين، من غضب مجتمعي واسع، الا ان أجهزة الأمن لم تحرك ساكن، ولم تبحث عن هؤلاء الحثالات الذين ارادوا الاساءة لمجتمعنا، ليتم ضبطهم والتحقيق معهم لمعرفة من يقفون خلفهم، خاصة وان كثير من جمهور الناديين ذكروا ان هؤلاء الشباب غير معروفين، وانهم لأول مرة يرونهم ما يعني ان هناك من جندهم للقيام بذلك، وأتمنى أن لا ننتظر كثيرا لنسمع عن ضبطهم، ومن ثم التحقيق معهم ومحاسبتهم هم ومن يقف خلفهم.
صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك