الثلاثاء , أبريل 30 2024

قانون وزير المالية الأعمى

 

قانون وزير المالية الأعمى

 

وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةًعَ

لى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

أشد ما يؤلم الإنسان هو الطعن والخذلان من أقرب الناس له، فيكون وقعه أشد إيلاما من أي أحد آخر، خصوصا عندما يكون الإنسان في وقت يعاني فيه ويحتاج المساعدة والوقوف معه

دائما كان الحضارم يطالبوا بتمثيل حضرموت في أي حكومة أو دائرة نظرا لما تقدمه حضرموت لهذه الحكومة من دعم ومن ثروات وإمكانيات..

واستبشر الحضارم كثيرا بوجود وزراء ومسؤولين في مواقع القرار من أهل حضرموت وتفائلوا خيرا بأنهم سيمثلون حضرموت خير تمثيل ويبرزوا مطالب حضرموت أو أقل الأمور منع وقوع الظلم والإجحاف في حق حضرموت وأهلها…

لكن للأسف الشديد كان الولاء لبعضهم ليس لحضرموت أبدا بل كان ولاؤه أكبر لمن عيّنه، أو لحزبه، أو لمن يدعمه، وليس هذا فحسب بل أصبح بعضهم ملكي أكثر من الملك..فقد أصبح أكثر عدائية لحضرموت ويحاول إثبات إخلاصه لمن عيّنه بمحاربة أهله في حضرموت، وتطبيق أنظمته وقوانينه عليها ويغض الطرف عن أي تجاوزات أو خرق للقانون في أي مكان آخر..وكل هذا حتى يبقى في منصبه ويثبت ولاؤه لحزبه أو من عيّنه أو الجهة التي تدعمه..

في السنوات الأخيرة ابتليت اليمن بحرب لا تبقي ولا تذر، ومليشيات مجرمة، واقتصاد منهار ومعاناة لشعب مكلوم لا يمكن تصورها أبدا كان الله في عونهم..

ولكي تكتمل الصورة التعيسة..تم عمل حكومة شكلية محاصصة حزبية، محاباة لطرف ولحزب ولجماعة فأصبحت حكومة مثل حلبة ملاكمة صراع بين وزارت وحتى في الوزرات نفسها بين اتباع الحزب الفلاني والجهة الفلانية وكل واحد يحفر للآخر وطبعا لا يهمهم تعطل العمل أو زيادة شقاء الناس فالمواطن هو من سيتحمل كل ذلك الصراع بمزيد من تدهور حياته ومعاناته..

انهارت العملة وانهار معها كل شيء وتبخرت رواتب الموظفين وأصبحت لا تسد رمقا أو تقيم صلبا، ولم تتدخل الحكومة وبقيت تتفرج على ذلك الانهيار..!!
عندها تحرك الشرفاء في وادي حضرموت وعلى رأسهم وكيل الوادي محاولة منه لعمل شيء وعدم التفرج على معاناة الناس الذي هو مسؤول عليهم حسب سلطته وحاول التخفيف على الناس بمبادرات وحلول وطبعا المشكلة الاقتصادية أكبر من وكيل أو حتى محافظ، ولكنه استشعارا للمسؤولية الملقاة على عاتقه، فأصدر قرارت بدعم السلع الأساسية والمحروقات ووقّف استقطاع الضريبة من رواتب الموظفين الهزيلة..التي تتبخر يوميا مع انهيار الصرف..
هنا استشاط وزير المالية الحضرمي اسما فقط وأرعد وأزبد كيف تخالفون القانون، بوقف الضريبة عن راتب الموظفين كيف؟!! مع أن الوكيل تكفّل بدفع تلك الضريبة للبنك المركزي من حساب السلطة المحلية وطبعا هذا الأمر لفترة مؤقتة بسبب الظروف، لكن القانون… القانون!!

القانون الأعمى … !! أي قانون يتحدث عنه ؟
هل القانون هو لظلم الناس أم لجلب حقوقهم بالعدل؟
أين هذا القانون من وقف انهيار العملة؟
اين هذا القانون بدعم رواتب الموظفين وصرف لهم بدلات بسبب ارتفاع سعر العملة ؟
أين هذا القانون من رواتب المسؤولين بالعملة الصعبة ولا يهمهم انهيار عملة أو ارتفاعها فحقهم ثابت طبعا ؟
أين هذا القانون من تجاوزات لا حصر لها في كل المحافظات المحررة…؟ من عدم توريد أي إيرادات للبنك المركزي..

طبعا هنا القانون أعمى..لكنه فجأة أبصر هذه المخالفة الشنيعة في وادي حضرموت كيف تساعدون الناس ؟!! إن هذه الضريبة ستؤثر على دخل المسؤولين والوزراء كيف سيسافروا في إجازتهم كيف سيوفروا حق التذاكر ومصاريف ترفيههم وأبنائهم..كيف..؟!!

لايهمهم شعب أبدا، عادي عندهم أن يعيش 30 مليون في حالة بؤس، أو يأكلوا من القمامة، أو لا يجدوا حتى لقمة تسد رمقهم، أو حتى يموتوا… !!
المهم أن يعيش بضعة أفراد من المسؤولين والقيادات والوزراء مع عوائلهم أحسن عيشة في الخارج في الفنادق ويعملوا احتفالات وتنتفخ كروشهم ويستمتعوا بالحياة في الخارج…
والموضوع الأخطر هو فشل هؤلاء المسؤولين والوزراء في إدارة البلد وإذا ظهر أي شخص ناجح على طول يبدأوا بمحاربته لأنهم أعداء النجاح وملازمهم الفشل أينما حلوا فطبعا أغلب من تم تعيينهم على سبيل المحاباة والمجاملة وليسوا كفؤا لتلك المناصب… فأكيد سيحاربوا أي ناجح..

هذه الحكومة تحفر قبرها بيدها إن لم تكن فعلا ماتت بهذه التصرفات والقرارت الهوجاء، وعلى المسؤولين والمجتمع والمنظمات والهيئات في حضرموت الرد على مثل هذه القرارات، والوقوف صفا واحدا مع الوكيل والسلطة المحلية في الوادي، فالمتضرر هم الناس أنفسهم إن سكتوا على هذا الظلم الواقع عليهم ، فيكفي خنوعا وذلا…
حضرموت ترفد تلك الحكومة والدولة بأكثر من 80 بالمئة من ميزانيتها وتورد ما عليها للبنك المركزي من مداخيل ضرائب موانئ مطار ومنفذ… لكن ماذا وجدت تلك البقرة الحلوب سكاكين لذبح أبنائها للأسف الشديد… .والطامة الأكبر من ضمن تلك السكاكين..سكين بيد حضارم للأسف الشديد أشد إيلاما من وقع الحسام المهند..

يوما بعد يوم تثبت الأيام أنه بسبب جبن الحضارم وخنوعهم يزداد الدعس عليهم وتهميشهم وأكل حقوقهم..فمتى ينفضوا عنهم عباءة الذل والخنوع متى؟!!
عسى أن يكون ذلك قريبا

عن عبدالغني بن احمد

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *