في ذكرى استشهاد الزعيم القبلي بن حبريش… لا خيار أمام حضرموت إلا رفض التبعية للعواصم الاخرى!!!
مقال بقلم : م.لطفي بن سعدون.
المكلا: ٣ديسمبر ٢٠٢١م.
في الثاني من ديسمبر من كل عام، تمر علينا ذكرى استشهاد أحد القيادات الحضرمية البسيطة، التي غيرت مجرى التاريخ الحضرمي الحديث، ونقلته من واقع الخنوع والاستكانة والإذلال والتبعية، الى واقع الفضاءات الاوسع المتسمة بالشموخ والإباء وامتلاك القوة والاستقلال، والاعتزاز بالهوية الحضرمية والتاريخ التليد لحضرموت.
وهذا العام تمر علينا الذكرى الثامنة، لاستشهاد الزعيم القبلي الحضرمي المقدم سعد بن حبريش ورفاقه ، الذين قضوا في كمين غادر صبيحة يوم ٢ديسمبر ٢٠١٣م ، في مفرق شحوح بالمدخل الغربي لمدينة سيئون من قبل قوات الاحتلال اليمنية المجرمة ، وكان مقتله نذير شؤم لقوات الاحتلال، و إيذانا بانهيار الدولة اليمنية العميقة، وتمزقها شر ممزق ، لأنّ دولة الظلم والتجبر والغطرسة لا تدوم ومصيرها الى زوال.
كان مقتل الشهيد بن حبريش ، الشرارة التي قدحت النار في الهشيم، وأدت لانطلاقة الهبة الشعبية الحضرمية المباركة، لقبائل وأبناء حضرموت قاطبة، بيوم ٢٠ .ديسمبر، والتي أعادت لحضرموت ألقها وعنفوانها وامتلاكها ، لقرارها المستقل، ورفض التبعية والاحتلال.
نعم كان يوما من التاريخ الحضرمي المجيد، لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.
تمر علينا هذه الذكرى ، في هذا العام الكئيب، الذي يتوشح بظلاله السوداء في كل بيوت الحضارمة ، وقد أثخنها الجوع وهبوط العملة وغلاء المعيشة والمشتقات النفطية والمواصلات وتدني المرتبات ونقص الخدمات وتدهور التعليم وتوقف الدراسة الجامعية وانتشار الفساد ونهب المال العام و سرقة ثروات حضرموت، وانعدام الأمن في الوادي وتمزق سلطة القرار بين الساحل والوادي، وللأسف يجري كل ذلك وتحت نظر قيادات السلطة المحلية الحضرمية ونخبتها وأمنها الحضرمي، التي طالما حلمنا بها وشدينا الرحال لبلوغها.
فأين يكمن الخلل؟؟؟
هل هو في هذه الهبة الشعبية الحضرمية، التي يحملها المتشائمون تبعات ما تعيشه حضرموت من أزمات، بالرغم انها، هي التي هيأت للوصول الى السلطة المحلية الحضرمية والجيش والامن الحضرمي، ولكنها لم تحقق للشعب الحضرمي ، تطلعاته في الحياة الكريمة والعدالة والامن ، واستقلال قراره السياسي.
وبالتأكيد فالجواب بالنفي ، لأن الأسباب الرئيسية لأزماتنا التي تطحننا ، هو أستمرار تبعيتنا للعواصم الأخرى، التي لا تفقه في شؤون الحكم والدولة أي شي، ولازالت تعيش في هامش التاريخ وتسيطر عليها عقليات اللادولة والقبيلة والعسكريتاريا والمليشيات الغير منضبطة وفكر الهيمنة والتسلط والفيد.
وأظن أنه قد أصبح لزاما علينا كحضارمة ان نتخلص من قيود التبعية، ونتمسك بقرارنا الحضرمي المستقل الذي فقدناه منذ عام ٦٧م، وفقدنا معه دولة النظام والقانون والعمل المؤسسي ، وعلينا أن نبحث عن القيادات الكفؤة ، التي ستحقق لنا دولة حضرموت المستقلة، بعيدا عن فوضى ومليشيات وقبائل اللادولة، المحيطة بنا من كل مكان.
فهل يتعض الحضارمة من دروس التاريخ؟! ويتخلصوا من تبعيتهم لعواصم اللادولة ، ويتجهوا موحدين لبناء دولتهم المستقلة، المحكومة بالنظام والقانون والعدالة !!! أم انهم يستمروا في غيهم وأزماتهم وتبعيتهم لعواصم الفوضى واللادولة!!!