من أضاع الهوية الحضرمية..؟!
مقال للأستاذ / صالح السباعي
ربما يكون الحضارم من أكثر الفئات المتعلمة في المنطقة.
هناك المئات يحملون مؤهلات عالية في مختلف العلوم الإنسانية في الداخل والخارج!
ولكن ما فائدة هذا الجيش من أصحاب الشهادات وليس لهم تأثير في الأحداث وبلدهم من مُغتصِب إلى مغتصب..تحتاج لسنوات لتصل مستوى الصومال !!
رغم وجود جامعات وقاعات لعقد ندوات ومحاضرات، ورغم ذلك لم نسمع عن عقد ندوة أو محاضرة أو صدر كتاب يلقي الضوء علي تاريخ حضرموت وهويتها القادمة من أعماق التاريخ !
هل هناك حظر يمنع الحضارم من الحديث عن تاريخهم وهويتهم ؟! أم أن هناك ضعف إمكانيات لعقد مثل هذه الندوات !!
وهذا هو الأقرب إلى الواقع ضعف الإمكانيات،
التاجر الحضرمي يملك المليارات وفي عزومة أو زواج أو ليلة حمراء يصرف ملايين، ولكن لو طلبت منه أن يدفع إيجار قاعة في فندق لعقد ندوة أو مساهمة في طباعة كتاب يتحدث عن حضرموت سيبكي ويشكي وفي الأخير سيوعدك ولن يوفي بوعده ! وهناك الكثير من الوقائع أبطالها تجار كبار !
التاجر اليهودي في غابات الامازون يدفع نسبة من أرباح عمله لصالح اسرائيل دون أن يُطلب منه ذلك !!
والشيعي يدفع الخمس !!
والحضرمي يقول فلوسي كلها في البضاعة “ماشي معنا منين !!”
السلطات الحاكمة في حضرموت مستعدة للاحتفال بكل الأعياد والمناسبات الوطنية وتوفير الحماية للمليونيات، لكنها غير مستعدة لحماية ندوة في قاعة يتحدث فيها الحاضرون عن حضرموت وهويتها!
سترفض السلطة بدواعي أمنية وسيفضّل دكاترة الجامعة والسياسين النوم عن الحضور حتى لايتهمون بولائهم لحضرموت، وهذا من المحرّمات، وقد يعطِّل مسيرتهم مع القافلة اليمانية المظفرة !!
أما الجمهور الحضرمي مشغول بأفراحه وأتراحه وتجارته وأخبار “ريال مدريد وبرشلونه”..!
وفي الأخير جمهور مغيّب لا حول ولاقوة له يمشي مع من غلب ! !
ثم يأتي من يقول هناك تجاهل لحضرموت وهويتها !
وهذا أمر واضح وأكيد ولكن السؤال هو من الذي ساهم في هذا التجاهل ؟!
أليس الحضارم هم من قَبِل الضيم وتخلوا عن هويتهم وأرضهم وكرامتهم وساروا مع قافلة التبعية !!
وقديما قالوا من تخلّى عن الهوية سيظل تابعا لن يكسب قضية وطنية!!