الأربعاء , مايو 8 2024

اليمن ما بين 22 مايو و 21

 

اليمن ما بين 22 مايو و 21

▪️ مقال للأستاذ/ محمد محفوظ بن سميدع

إذا كان يوم الحادي والعشرين من مايو 1994م هو يوم إعلان البيض انفصال الجنوب عن الشمال فإن يوم الثاني والعشرين من مايو هو يوم إعادة توحيد شطري اليمن شمالاً وجنوباً ففي هذا اليوم أُعلن عن قيام الجمهورية اليمنية على أنقاض الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..

جاء هذا التوحد بين شطري اليمن بعد مخاض طويل دام سنوات وسنوات في الكويت وليبيا بين رؤساء شطري اليمن إلا أن اللقاء الذي جمع الرئيس الشمالي صالح مع أمين عام الحزب الاشتراكي علي البيض أثناء زيارة الرئيس صالح لمدينة عدن في العام 1989م قد عجّل بوحدة شطري اليمن حيث عرض الرئيس صالح في زيارته تلك على البيض الوحدة بين شطري اليمن بأي صيغة يرغب بها الجنوب فيدرالية أو كونفدرالية إلا أن الرفيق البيض أصرّ على وحدة اندماجية وهو ما حدث يوم الثاني والعشرون من مايو 1990م .

وهذا ما يؤكد أن الجنوب ذهب للوحدة مع الشمال طوعيا في وحدة اندماجية ذابت فيها هوية الدولتين في كيان واحد معترف بها عربيا وإقليميا ودولياً وهي الجمهورية اليمنية.

بعد إعلان قيام الجمهورية اليمنية في عدن انتقلت القيادة السياسية إلى عاصمة اليمن الموحد صنعاء وهناك أقيمت احتفالات في ميدان السبعين، ألقى الرفيق علي سالم البيض نائب رئيس الجمهورية خطاب ناري في الجماهير المحتشدة قال فيه: “توحدنا وحدة إلى الأبد” وكررها ثلاث مرات إلى الأبد.. إلى الأبد.. إلى الأبد.. وأتذكر أنه قال بيت شعر يقول ،، إذا احتربت يوماً وسالت دماؤها تذكرت أواصر القربى فسالت دموعها ،،

إنّ الطرفين ذهبوا إلى الوحدة ليس من دافع وطني أو عربي وقومي وإنما للهروب من الواقع المعاش فالشمال كان يعاني من مشاكل اقتصادية بسبب الفساد وغياب دور الدولة المركزي وهيمنة القبيلة على مصدر القرار، فكانت الوحدة مع الجنوب مخرج لهم .
بينما كان الجنوب على حافة الانهيار بسبب تهاوي النظام في المعسكر الشرقي الذي كان الداعم الحقيقي لهم .

فلم يكن الرفيق علي سالم البيض بالرجل الذي يؤمن إيمان حقيقي بالقومية العربية والوحدة، وإنما كان يخشى من المصير المحتوم الذي ينتظره فقد رأى بعينه أسياده والأصنام التي كان يُقسم بها في أوربا الشرقية وهي تتهاوى الواحد تلو الآخر ويتم تصفيتها في رومانيا نيكولاي تشاتسيسكو وفي ألمانيا هونيكر وغيرهم من الرفاق الذين كانوا قدوة للجنوب وقيادته وهذا المصير دفع بالبيض ورفاقه إلى اختيار الوحدة مع الشمال يعني كالمستجير من الرمضاء بالنار .

وليس صحيح ما يردده البعض من رفاق البيض بأن البيض تصرف بمفرده في الوحدة مع الشمال وهو ما قاله الرفيق سالم صالح والرفيق حيدر العطاس فالقرار كان جماعي والتفويض من اللجنة المركزية الذين فوضوا البيض للتوقيع مع الشمال، ومن المعروف للجميع أن من كان يسيطر على اللجنة المركزية هما من منطقتين فقط إضافة إلى أن القوة العسكرية بيدهم ،،الضالع ،، وأخواتها ولو أرادوا إزحاة البيض لفعلوها، فبعد أحداث يناير 86م وإبعاد أبين وشبوة عن ساحة الصراع أصبحت القوة بيد أصحاب المثلث غير أنهم كانوا راضيين كل الرضا عن ما فعله البيض،
وفي اعتقادي الشخصي أنّ البيض اختار الطريق الأسهل لأن الجنوب كان ينتظره صراع دموي جديد.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

” وادي سر بين هجرة اهاليه وتهدد اراضيه الزراعية “

      ” وادي سر بين هجرة اهاليه وتهدد اراضيه الزراعية “ مدير زراعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *