الجمعة , أبريل 19 2024

مواجهة إقصاء التيار الانتقالي حتمية وواجبة

 

 

مواجهة إقصاء التيار الانتقالي حتمية وواجبة!

التيار الذي يطالب بإعادة الدولة التي كان يطلق عليها اليمن الديموقراطية الشعبية أو الجنوب والتي كانت بؤرة للشيوعية التي سقطت بعد سقوطها في منبعها، ورث من دولته البائدة ثلاثة كوارث تُفشِل أي مشروع سياسي، وهي :
1_ الشعبوية المفرطة ودغدغة العواطف بالشعارات البراقة.
2_ إقصاء المخالف وقمعه.
3_ الانتهازية الرخيصة.

ــ والحقيقة أن الشعبوية المفرطة كانت هي الوسيلة التي بها سيطروا على ما يسمى السلطنات الشرقية والجنوبية من منطلق القومية العربية ثم الاشتراكية الماركسية، وأما ما فعلوه من جرائم أيام دولتهم الهالكة من سحل وقمع ونهب لأموال الناس وأرزاقهم باسم الشراكة وحرب للدين ونشر الإلحاد في البلاد التي نشرت الإسلام فهذا ليس مجال الحديث عنه في مقالي، بل حديثي عن التيارات التي ظهرت بعد الوحدة اليمنية بتطوراتها المختلفة وإقصائيتهم التي اتفقوا عليها جميعا لو أنهم لم يتفقوا على غيرها!

*في ٢٠١١ م حين قامت الثورة ضد عفاش خرجت مسيرة في حضرموت تنادي بشعار يا قبايل يا يهود الاشتراكي با يعود!*

كانت صدمة مجتمعية أشعلت عاصفة من ردود الأفعال تنبئ أن هذا التيار يقوم على إقصائية المخالف وقمعه وتمزيق المجتمع لفئات مؤيدة ومخالفة.

في عام ٢٠١٣ م قتل الشيخ سعد بن حبريش زعيم قبيلة الحموم تقبله الله شهيدا في سيئون على مدخل مدينة سيئون من قبل بعض العسكر الذين استخدموا السلطة العسكرية بشكل سيء، ثارت قبائل حضرموت وكافة الحضارم بخصوص دم الفقيد وأسرته، ووضعوا مطالب حقوقية وسياسية لحضرموت كافة، وقاموا بتوزيع شباب قبائل حضرموت لاستلام نقاط عسكرية في حضرموت، قام التيار المطالب بالجنوب بركوب الموجة ودعا للمطالبة بدولته وكل من يخالف اعتبروه خائنا وعميلا!
هكذا ببساطة.
*كانت أشبه بطعنة في ظهر الحضارم، فهم يرغبون بانتزاع حقوقهم بالكامل، لكن أيضا لم تكن هبتهم الشعبية لأجل أن يحكم من كانوا سبب في تدمير بلادهم.*

*انتهت الهبة الشعبية بانتزاع بعض الحقوق والمطالب وكانت سبب في وصول ابن أخ الفقيد ليكون وكيل أول لحضرموت، بينما التيار المطالب بالجنوب أصبح يهاجم زعماء القبائل ورجالاتها بأنهم خونة!*
*خونة لأنهم لم يجعلوا الجنوب الذي نشر الإلحاد وسحل البشر يحكم!*
هكذا ببساطة ينظرون إليك من منطلق جنوبهم فإن لم تؤيده فأنت خائن!*

حين دخل الحوثي صنعاء في ٢٠١٤ أصبح عدد من الناشطين الإعلاميين _ومنهم عدد كانوا في جنوب لبنان_ في صف تأييد الحوثي، وذكروا أنه سيمنحهم الجنوب، وكنت ممن أرد عليهم بأنه سيغزوهم وأنه مشروع إجرامي، لكن المثير للدهشة أنهم واصلوا ذلك ولا تزال تغريداتهم محفوظة لمن أراد الرجوع إليها، وحين دخل الحوثي عدن مع قوات عفاش في ٢٠١٥ وارتكب الجرائم، كان عدد من الناشطين هؤلاء يتحدثون عن حرب ٩٤ ومظلومية الجنوب، ولا يتحدثون عن الحرب إلا بهمس، ويهاجمون الشمال كشعب أكثر مما يهاجمون الحوثي نفسه وعفاش!
انتهت الحرب بهزيمة الحوثي في عدن بعد قتاله من كافة التوجهات والجماعات من أبناء عدن وكافة مناطق الجنوب، فقاموا بشن حملة لتشويه البقية..

وبعدها لاحظتُ عدداً من الناشطين البارزين المؤيدين للحوثي أصبحوا حَكَمًا على الآخرين ويزايدوا بأن الجنوب انتصر على الحوثي!
*هؤلاء بعد ذلك صاروا ناشطين فعالين في المجلس الانتقالي بعد تكوينه، وهذا المجلس أصبح فيما بعد خير ممثل للكوارث الثلاثة التي توارثوها من دولتهم الهالكة، فأصبح كل من يخالفه خائنا أو عميلا أو اخونجيا*

ومن العجيب أنهم وهم معارضة أهل شراسة على من في السلطة مهما كانت ذات سماحة وإن سيطروا فليس للخصم إلا الإقصاء.

من أعجب مارأيت من انتهازيتهم حديث رئيس المجلس الانتقالي عن ترحيبهم بالتفاوض مع الحوثي في حال سقطت مأرب، وكانت هذي أمنية لهم لكن أسقطها الله بفضله ثم باستبسال أهل مأرب، ونفس هذا الرئيس رحب بالتطبيع مع دولة إسرائيل مقابل أن يتم الاعتراف بهم، بمعنى أن كل محتل أو مجرم إذا اعترف بنا فنعطيه شرعية سياسية، أما نائبه فقد كتب في حسابه بتويتر بترحيبه باليهود الذين خرجوا بإرادتهم من الجنوب وشاركوا في نهب أراضي الإخوة في فلسطين وأن جنوبه يتسع للأديان الأخرى وأنه سيزورهم في تل أبيب!
هكذا ببساطة انتهازية، وفي نفس الوقت هذا الرجل نفسه يقمع رفقاء السلاح ضد الحوثي في عدن بل وقائد معركة عدن نفسه!

مفارقات عجيبة لا تذكرنا إلا بدولتهم الهالكة حين كانت تسحل ابن حضرموت وشبوة وتقتل أهل الدين والعلم وتسجنهم وتعتبر القبيلة سبب من أسباب التخلف في المقابل تستقبل الميليشيات من كوبا وفيتنام والشيوعيين من كل أمم الأرض!

*هذي العقلية الإقصائية مواجهتها حتمية، وعلينا كحضارم أن نواجهها الآن فكريا في كل منبر اجتماعي وإعلامي وفي كل موقع نخبوي أو شعبوي، حتى لا تتكرر مآسي السحل والتشريد والقمع وطمر البيوت لنهب الأموال باسم الاشتراكية ممن نراهم مجرد شباب يخرجون لمظاهرات للتعبير عن مطالبهم.*

*أما من يهرب من المواجهة الحتمية بداعي التسامح الزائد فبشروه بتهجير يجبره عليه من يتسع صدره لهم، أو بوطن يكون فيه مقموعا أو خارج قيد الحياة، وفي التاريخ وواقع عدن عبرة لمن يعتبر!*

بقلم/ عبدالإله بن سعيد بن عيلي

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان   بقلم / أحمد باصهي يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *