الأربعاء , مايو 8 2024

تحسّسوا مَنْ حولكم في هذا الوباء

في هذه الأيام فقدَ كثير من أرباب العمل أعمالهم بسبب هذا الوباء، ومنهم من يعمل بالأجر اليومي ومنهم من يعمل في قطاعات تخلى عنهم أرباب العمل لأن الدخل لا يسمح بإعطاء رواتب لموظفين لا يعملون،
بعضهم اضطر للاستغناء عن من يعمل عنده وبعضهم لم يقدر الخدمات التي قدمها من يعمل لديه سنين فعند أول أزمة جحده ،ولا أعني بها من كان في وضع حرج بل من يستطيع مساعدة موظفيه وتخلى عنهم .

وأيا كان فهذه الأزمة ولو أننا في بدايتها سببت وستسبب أزمة لكثير من الأسر ، فهذه الأسر تحتاج لغذاء وهذا سهل في أول الأشهر من تعطل رب الأسرة لكن كذلك تحتاج لكهرباء وسداد إيجار لمنازلها ، وإذا رتبنا الحاجات المذكورة فالغذاء والكهرباء قد تكون أولوية لأن عدم توفر الغذاء يعني الجوع، وعدم توفر الكهرباء يعني أن تكون في ظل دامس وهذه حالة صعبة لمن يعيش في هذا الحظر ولذلك يجب يكون هناك تكاتف مجتمعي ودعوة للعمل الخيري في هذا الوقت الصعب ، وللعلم نحن نتكلم عن نسبة كبيرة تعطلوا بسبب هذا الوباء ، فكيف بالأسر الفقيرة ومن تعاني من وضع صعب ؟

لذلك إذا أكرمك الله بعمل مستقر ومستوى مالي جيد فمن شكر النعمة أن تقف مع أخيك وقريبك وجارك الذي فقد عمله ولا يملك ما يكفي لأسرته أو يسدد به فاتورة كهرباء منزله.

يقول الله تعالى﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ۝ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾
[البلد: ١١-١٧]

والإطعام في يوم ذي مسغبة يعني في يوم ذا جوع وهذا الوباء هو لكثير من حولنا هو يوم جوع فالله الله في الوقوف معهم ومساندتهم .
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)(رواه الترمذي وصححه الألباني).

وإننا جميعا في أشد الحاجة لرحمة الله بأن يرفع عنا هذا الوباء الذي هلك بسببه أكثر من ١٢٠ ألف حتى الآن وتقترب أعداد المصابين إلى اثنين مليون فهل شعرنا بهؤلاء ؟

هؤلاء والله أعلم إن وقفنا معهم هم بوابة دفع الوباء والبلاء ويكفينا حديث الصادق المصدوق ﷺ (صَنائِعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، والصَّدقةُ خُفيًا تُطفِئُ غضَبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ، وكلُّ مَعروفٍ صَدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرَةِ، وأهْلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المُنكَرِ في الآخِرَةِ)
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
وحين نتأمل نجد أن صدقة السر تطفىء غضب الرب وهي أنسب في هذا الحال الصعب تحفظ كرامة المحتاج وأدعى لإخلاص الباذل.
نسأل الله أن يكشف عنا الوباء ويرحمنا جميعا برحمته.

✍عبدالإله بن سعيد بن عيلي

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

” وادي سر بين هجرة اهاليه وتهدد اراضيه الزراعية “

      ” وادي سر بين هجرة اهاليه وتهدد اراضيه الزراعية “ مدير زراعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *