السبت , أبريل 20 2024

سلوك وأخلاقيات الاحتجاج والتظاهر

 

 

 

سلوك وأخلاقيات الاحتجاج والتظاهر

 

▪️ مقال بقلم/ أ. م. قاسم الجعيدي

غابت معظم مظاهر التعبير عن الرأي بشكل سلمي بل استخدم المتظاهرين أساليب العنف وقطع الطرقات وإحراق الإطارات ووضع براميل القمامة مع ما تحتويه في خط الأسفلت وتكسير أعمدة الإنارة وقطع أعمدة الكاميرات والتعدي على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة..وحين قررت الخروج إلى الشوارع وطرح مطالبها على الملأ والصراخ بصوت عالٍ بعشوائية بل تعرضت لإغلاق محلات المواطنين بالقوة والتهديد الصريح..!! إن كل هذه الممارسات تعد من الاعتداءات التي يعاقب عليها القانون حتى ممارسات غير سليمة من المشاركين الذين لم يختبروا بعد هذا الأسلوب من حق التظاهر بالشكل السلمي والديمقراطي النزيه.

إنّ التظاهر واحد من تلك الأساليب في التعبير عن الرأي حول قضية ما، أو الاحتجاج على وضع قائم في البلد سواء كان سياسياً أم اقتصادياً، أو حتى لشجب ورفض قرارات أو إجراءات معينة وان التعبير السلمي عن المطالب يعتبر سمة من سمات الحياة الديمقراطية التي تعترف بحق الإنسان بالتعبير عن رأيه..

نتجت عن الفوضى عواقب مؤلمة وأدت إلى وصول المتظاهرين إلى مطالبهم عشوائيا، إلا أن الثمن كان باهظاً في مرات عدة، على الرغم من أنّ القوانين والدساتير في مختلف دول العالم ومنها بعض الدول العربية تكفل حق التظاهر السلمي وتضمن حماية المتظاهرين من الاعتداء عليهم من قبل الآخرين سواء كانوا رجال الأمن والشرطة أو ممن يخالفونهم في آرائهم، إلا أنّ هذا لم يحل دون حدوث أعمال عنف وتخريب واستغلال من بعض الفئات لثغرات أدت إلى ما أدت إليه من حوادث مؤسفة سببها المتظاهر نفسه .

إن ممارسة هذا الحق تتطلب وعياً والتزاما أخلاقياً لكي يتمكن الأشخاص من إيصال مطالبهم إلى الحكومة وبالتالي التعبير عن آرائهم بشكل حضاري من دون التعرض أو المساس بحقوق وحريات الآخرين، لا سيما أن هدف أغلب التظاهرات هو إيصال رسالة بمطالب محددة كالقضاء على الفساد وتحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها من أمور تمس الحياة اليومية للمواطن.

انطلاقاً من هنا بات تعميم ثقافة التظاهر أمراً هاما وضرورياً لتجنب أية مشكلات أو اعتداءات سواء على الأفراد أو الممتلكات، فهي تعي أن تمارس حقك وحريتك وتعبر عن مطالبك من دون المساس أو التعرض لحقوق الآخرين أو الاعتداء على المدارس، والطلاب أو تكسير المؤسسات الحكومية والخاصة أو قطع الشوارع وحصر الناس وأسرهم في الطرق والمواصلات ، فطالما كان هدف التظاهر إيصال رسالة إلى الحكومة والسلطات تتضمن مطالب محقة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فلا بدّ من إيصالها بشكل حضاري وسلمي لا يعرض أمن الوطن والمواطنين للخطر.

التظاهر السلمي المسموح به هو الذي يعبّر عن إرادة الشعب وينطق باسمها، ويكون بعيداً عن العنف والتخريب والاعتداء على الأموال العامة والخاصة، ولا يؤدي بالتالي إلى تعطيل مصالح وأعمال الآخرين.

من الضروري في وقتنا الحالي نشر وترسيخ ثقافة التظاهر السلمي بين الجماهير عن طريق السماح للأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني بأن تأخذ دورها في هذا الشأن، وتغيير الصورة التي مازالت عالقة في أذهان البعض بأنّ كل متظاهر له حرية في قطع الطريق َحرق الإطارات والاعتداء على المؤسسات .

إننا بنشر تلك الثقافة نسهم في ضبط وحسن استخدام هذا الحق، فيحرص المتظاهر على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ويعبّر عن رأيه ومطالبه في الزمان والمكان المحددين، وتسهم الدولة بأجهزتها المختلفة من ناحية أخرى في تأمين حماية للمتظاهرين ومنع أي خرق يؤدي إلى العنف أو يؤجج الفتنة ويحرف التظاهرة عن مسارها ويشوه سمعة المتظاهرين.
هي إذاً أخلاقيات يجب أن يتحلى بها الفرد ويعمل من خلالها، ليصل إلى مراده بشكل حضاري سلمي.

أن مايحصل في واقعنا اليمني عموما وحضرموت خصوصا من عشوائية وفوضى وعدوانية في خروج تظاهرات الشوارع والحواري ينافي حضارتنا وهويتنا العربية والإسلامية وديننا الإسلامي.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان   بقلم / أحمد باصهي يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *