الجمعة , مايو 3 2024

موضوع المساحة على تويتر مسودة الدستور

 

 

موضوع المساحة على تويتر
مسودة الدستور

 

▪️ مقال للأستاذ/ سعيد سالم بن عبدات

صراحة رأيت مثالية في الحديث عن الدستور ورقي في الطرح وهناك من هو ملم بكل بند في الدستور بل على استعداد ليناقش مسودة الدستور بند بند أو حرف حرف .

لكن صراحة احسست بمرارة وغضب ولو استمر الواحد بهذي الأطروحات لأصيب بانفصام في الشخصيه ويحتاج إلى علاج نفسي .

لأن ما يطرح بعيد كل البعد عن الواقع الذي يعيشه الناس ويكابدونه ويقاسونه في كل نواحي الحياة، بل أشبه بما يكون أن تلقى رجل في كبد الصحراء في عز الحر تحت الشمس المحرقة وقد أخذ منه العطش والجوع والحر ونشف جسمه وأصبح لا يستطع الحديث من شدة ما يقاسي، وإن تجلس بجانبه وتقوله ماذا لو أتيت لك بكأس ماء بارد قد تكثف من حوله البخار وأصبح يقطر الماء من كل جوانبه، ماذا لو أتيت لك بسفرة فيها ما لذ وطاب وغرفة متنقلة فيها مكيف ودرجة البرودة اقل من ١٨ (درجة مئوية) وبركة سباحه مغلقة وآيس كريم من جميع الأنواع..!!
باختصار هذا هو حال ما يطرح أمس في المساحة وحال الناس في اليمن شتان لا يمكن ان يكون هناك تقارب بين الوهم والواقع الافتراضي والأماني وما يكابده الناس حتى وإن افترضنا ان اليمنيبن توافقوا في الحوار الشامل بكل أطيافهم
مع العلم انني كنت متابع جلسات الحوار الوطني من خلال بعض القنوات في حينها وكنت مندهش بل كنت فخور ودائما اجد أن اليمنيين يقدمون شيء راقي يكاد ان يكون بداية تحول نحو بناء حضارة وهوية حقيقية ووطن ومواطنة متساوية ونظام وقانون وانتماء قوي لايمكن لأحد أن ينتزعه من صدور اليمنيين أو يزحزحه قيد أنملة، كل هذا ارتسم في مخيلتي لحظة الحوار الوطني بل كنت متفائل أو بالأصح أسرفت في التفاؤل.

لكن في الوقع هناك حلقة مفقودة وضائعة لم التفت إليها ولم يكن في بالي أنني أن أجدها الا بعد هذي الأزمات الطاحنة والاختلاف السياسي والدسائس التي يحسن صنعها السياسيون اليمنيون بل يتفننوا في نسجها ونصبها لبعضهم البعض .

كما يقول المثل الحضرمي كل من قام عنكروا له ( اسقطوه)
يعني ضربة رجل من الخلف مع انشغال الحكم تستحق كرت احمر..!!

هكذا هو ما يحدث الآن نتيجة الحوار الوطني الشامل
لكن ما الذي جعل اليمنيون ان يجتمعوا ويتناقشوا ثم يشهدوا العالم كله عليهم بانهم توافقوا وقدموا خارطة طريق اكثر من رائعة بل تكاد تكون متكامله في كل شيء
لازلت أفكر الى هذه اللحظة مالذي جعل اليمنيون يبدون بهذي الرقي وهذا التفاهم وهذي الروح الوطنية الراقية ثم انقلبوا على أتفسهم ودمروا كل شيء بل أتوا على كل ما بنوه خلال ال ٥٠ سنه الماضية وحولوه الركام بل الإنسان اليمني أصبح مجرد ركام ولا يكاد أن يقف على قدميه أو يجمع قواه من هو ما يحدث الذي نال المواطن اليمني في كل النواحي وكل ناحية من حياته أصبحت مهددة وأصبح هو ما يملك مجرد رهينة،
هل لهذا الشعب يستطيع ان يقدم نفسه أمام شعوب العالم أنه صاحب وطن وهوية وانتماء ويستطيع ان يقدم إرادة
بعد كل هذا الكم الهائل من التناقضات..

الذي يراه المواطن العادي بل يراه كل شعوب العالم عبر الفضائيات وعبر كل مواقع التواصل الاجتماعي المتاحة لكل شعوب العالم وفي أي رقعة من الكرة الأرضية توجد به بشر وبكل لغات العالم.

شتات بين الحوار اليمني الشامل ومخرجاته
وبين الواقع اليمني بل يكادان أن يكونا خطين مستقيمين ومتوازيين وفي المفهوم الهندسي أنّ أي خطان مستقيمان متوازيان لا يلتقيان ابدا.
وهذا هو في الحقيقة واقع اليمن الذي يعكس الإنسان اليمني الحقيقي ومخرجات الحوار الوطني مسودة الدستور
فلا أحد يتحدث لنا بمثالية ليست موجودة في الواقع الذي نعيشه بل تفصل نحن وهذي المثالية سنين ضوئية.

وقد قيل في الأمثال الحضرمية
أري المجنون قرصه يعقل

عن سعيد سالم بن عبدات

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *