السبت , أبريل 20 2024

الشرعية تحت أقدامنا إن لم تنصر العبدية!

 

 

الشرعية تحت أقدامنا إن لم تنصر العبدية!

أعتذر في بداية المقال على العنوان الذي قد يراه البعض متهور ومندفع لكن بما أن مفهوم الدولة عند عدد كبير من المثقفين والسياسيين في هذا الزمن مفهوم ساذج وخيالي ويتشبث بالقشور ولا يرى اللب ولا يتوافق مع الحدث الحالي حيث توجد ميليشيا مجرمة تسفك كل دم لا يخضع لها وتفجر كل مسجد يرفضها وبفضل ساسة مغفلين وجبناء تحولت الميليشيا لدولة وتحولت الدولة إلى تنظيمات متفرقة ومتنارعة وغاضبة تتبع تنظيم أو جماعة يؤكدون تبعيتهم لها لكن لا يقرون بسيادة قرارها لأنهم يتهمونها بوجود فشل وخلل ومحسوبية وارتزاق

*وأما قيادة الدولة فمفهوم الدولة عندهم قانون دولي وعضوية في مجلس الأمم المتحدة وسفير في هذا البلد وتلك وشعار وجواز ونشيد وطني بينما من يعرف التاريخ ويعرف الواقع يعرف أن هذي الأمور لا تشكل حتى ٢٠ ٪ من مفهوم الدولة الحقيقي فالدولة الحقيقية هي من تحكم الأرض والدولة الحقيقية هي من تنصر شعبها والدولة الحقيقية هي من تجمعهم على راية واحدة أما القشور التي يتشبثون بها فلم تنفع أشرف غني رئيس أفغانستان السابق الذي في ليلة وضحاها أصبح لاجئ!*

لأن الدولة هي الأرض وأما الاعتراف الخارجي فهو وإن كان مهم لكن لا يشكل أهمية ولا ٢٠ ٪ أمام القوة على الأرض التي تأتي بحلفاء وأصدقاء ومحايدين وو..

*العبدية في مأرب تحاصر من ٤ جهات تحاصرها طائفة خبيثة تجند الأطفال قبل الكبار وتنفق الأموال لتركيع أهلها وترسل الصواريخ ليخضع شجعانها ومع ذلك صمدت هذي الأرض الأبية بينما تساقط جيرانها في بيحان وحريب سريعاً ومع تقديرنا لشرفاء البلدين وتضحياتهم واستبسالهم لكن تسلط الخونة من الألوية المكلفين بحمايتها ومن أهلها وانتشار الخطاب الذي يرجف ويضخم الحوثي ويضعف العقيدة القتالية أمامه جعلها تسقط سريعا وفي هذا الوقت الحالك غابت الدولة عن الحدث المصيري وظهرت في كيكة الاحتفال بالجمهورية والعلم والنشيد ووو في ظاهرة عجيبة تحكي كيف تسقط الدول وتنتهي وكيف هو حال أسباب السقوط في كل زمن وجيل!*

العبدية فيها ٣٥ ألف إنسان من رجال وأطفال ونساء والحوثي لو استطاع أن يجيش الجمادات للقتال معه لفعل بينما الشرعية تقاتله على خجل واستحياء فهي وإن لم تستطع اتخاذ قرار بتحريك الجبهات التي كل واحدة تقاتل لوحدها للأسف وتترك أختها حتى تسقط لتستيقظ الأخرى في وقت متأخر لكنها حتى لا تفعل أقل من ذلك!

*قواتها العسكرية في شبوة تتفرج وتشاهد بصمت كيف يتم حصار إخوتهم وتجويعهم وبينما تستبسل مأرب محافظ وبعض الشرفاء من القادة العسكريين والجنود وقبائل ويتفانى رجالها لإسناد إخوتهم وفك حصارهم تتفرج شبوة محافظ وقيادات عسكرية وقبائل ومكونات لا نراها إلا عند اقتسام الكيكة تظهر وتتناحر على حصة وزير وسفير وربما مسؤول في حكومة الكبار والأطفال واتفاق الرياض شاهد على عبثية الصراع بين مكونات الشرعية والمجلس الانتقالي الشبيه الآخر!*

أما أعجب العجب ما يرسله لي البعض بلغة فيها همس وخجل بأن أهل شبوة لم يأتي لهم أمر بمساندة إخوتهم!

*وهل ينتظر الرجل أمرا أو مشورة من أحد عندما يقتحم عدوه بيت جاره ويجوع أطفاله ونساءه وهل من الدين أو الكرامة أو العروبة أو الشرف أو حتى الجيرة التي بينكم أن تتركوا جاركم لخصمكم الذي سيفجر مسجدكم بعد تفجير مسجد جاركم وسيجبركم على تعليم أطفالكم العقيدة الضالة في المدارس كما فعل بإخوتكم في بيحان*

وكلنا نعرف دور قبيلة مراد الكبير ورجال قبائل مأرب في إسناد بيحان في تحريرها فهل جزاء هؤلاء الشرفاء أن تنتظروا شور أو أمر من أحد للدفاع عن أنفسكم قبل الدفاع عنه وهل انتظر محافظها أمرا حين حاصر بلحاف وهل انتظر خصومه الانتقاليين أمرا حين هجموا على شبوة لإعادة ما سموها دولة الجنوب

*أما الشرعية فلن أوجه لها نداء لكن أقول يجب أن يقول الجميع أن الشرعية تحت أقدامنا إن لم تنصر العبدية*

*يجب أن تحرك كل ألويتها رغما عنها فإن كانت هذي الألوية المتواجدة رجال ثريد وقواطر وأرزاق وليس رجال حرب كما يقول الشاعر*
*خلق الله للرجال حروبا*
*ورجال لقصعة وثريد*

*فيجب أن تحجر عن العبث بالثروات وتمنع من جعل نفط حضرموت وشبوة لمن يقاتلوا من أجل بطونهم لا دينهم وكرامتهم وشرفهم وأرضهم*

وأما أبناء حضرموت الذين صرحوا كثيرا وليل نهار بأن حضرموت تاريخيا مستقلة عن الشمال والجنوب سياسيا في أغلب مراحل التاريخ فطموحكم السياسي هذا لن تحققوه بتفرجكم والمشاهدة بصمت بل برجال تواصل الليل بالنهار وتجند فتيانها قبل رجالها وتصنع عقيدة قتالية ضد ميليشيا إيران وتساند كل من يقاتل الحوثي وتنصره فكل من يقاتل خصمك هو صديقك، وأنتم الغنيمة الكبرى له وأذنابه إن لم تتحركوا بشجاعة لأن شبوة التي خذلت العبدية لا أظنها ستصمد فترة طويلة فهي تنتظر إلى الآن أمر للدفاع عن نفسها كما يهمس بعض القريبين من أصحاب القرار فيها ويبدو أنه سيأتي بعد أن تسقط كما سقطت بيحان وحريب أحد أصحاب نظرية المؤامرة ليقول هناك مؤامرة كونية لكن المؤامرات لا يواجهها الرجال بالهرب بل بالثبات والتوكل على الله والاستعانة به وتنقية الصف والتحذير من الخونة ولنا في العبدية المحاصرة من ٤ جهات مثال مشرف وقبل ذلك معركة الخندق أو الأحزاب التي كانت نصرا عظيما مع وجود مؤامرة كبرى ووجود منافقين ومرجفين ذكرهم الله في كتابه.

*لتكونوا أنتم يا أهل حضرموت في القيادة العسكرية في أرضكم رغما عن كل من لا يقدم لكم العون ويماطلكم ويتجاهلكم وأما الإخوة في المنطقة الأولى فمع أن دورهم في عدم نصرة أهل العبدية وعدم القتال ضد الميليشيا الحوثية لا يسر فممكن القبول بهم كإخوة لكن بشرط أن تكون القيادة حضرمية وأن يكون عدد رجال حضرموت في حمايتها ضعف الإخوة الوافدين إليها من مناطق أخرى لأن الحرب لا يوجد فيها مجاملة ومن لم يذود عن مسقط رأسه لن يذود عن أرض لا ينتمي إليها مع إني أجزم أنه يوجد كثير منهم شرفاء وشجعان لكن يحتاجون من يوجههم ويشعرهم بأنهم جزء من حضرموت لهم ما لأهلها وعليهم ما عليها*

كل من يريد من رجال حضرموت وشبوة أن لا يكون أبناؤه قتلة يجندهم الحوثي لقتل جيرانه الرافضين له من أبناء حضرموت *فعليه أن يقول الشرعية تحت أقدامنا إن لم تنصر العبدية* ويجبر الشرعية على تجنيد أكبر عدد من أبناء حضرموت ولو بالقوة من نفطهم الذي سيتحول غدا لمورد للميليشيا الإجرامية لقتلهم به.

*أخيرا قد أكون مزعج وغثيث وممل عند البعض لكن أن أكون كذلك أحب إلي أن أكون أنانيا وجبانا وخانعا أرى وطني ومستقبل أجيال قادمة يوشك أن ينتهي ولا أصرخ في وجه كل مسؤول أو شيخ دين أو شيخ قبيلة أو عمدة حارة أو تاجر أو مثقف أو إعلامي أو مواطن ومواطنة يمكن كل واحد منهم أن يكون له دور ولو بكلمة*

*وأبشركم سأكون مزعج وممل حتى تسقط أرضي لا قدر الله بيد ميليشيا إيران فإن سقطت أرضي وفعلت ما بوسعي فهذا عذري أمام الله والتاريخ والأجيال والسلام*

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان   بقلم / أحمد باصهي يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *