صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
قال الله ﷻ :﴿ وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾
[البقرة: ١٨٦]
الدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم، ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه.
وهو سلاح قوي يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال صلى الله عليه وسلم: «من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يُعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء» (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
ونحن في شهر الرحمة والغفران والدعوات والإجابات من رب كريم لا يعجزه شيء ولو أعطى كل واحد منا مسألته سبحانه لن ينقص من ملكه شيء كما في الحديث القدسي:
( لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْت كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَته، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ)
في هذه الايام نحن أحوج مانكون للدعاء ليفرج الله علينا مانحن فيه ،فالدنيا تكالبت علينا بهمومها ومشاكلها،ومانعيشه من أزمات وأوبئة .
لنستغل الفرصة ولنتحرى أوقات الإجابة فللصائم دعوة مستجابة عند فطره في الليل أو النهار وأوقات السحر عند تناول وجبة السحور أو عند سجوده، في هذا الشهر الفضيل ونحن مقبلون على ليالي فاضلة ورمضان كل لياليه فاضلة لكن العشر فيه أفضل لأن فيها ليلة القدر، ليلة من حُرم خيرها فقد حُرم.
احرصوا على جوامع الدعاء والدعاء للأبناء بالصلاح والوالدين والدعاء للمسلمين بالفرج لهم .
واحرصوا على الكسب الحلال فله تأثير عجيب في قبول الدعاء وإجابته
ولا نيأس ولا نمل من دعائنا حتى وإن لم تتحقق دعواتنا فنحن موعودون بإحدى ثلاث أن يستجاب لنا أو يدخرها الله لنا يوم القيامة أو يبعد عنا من الشر بمقدار ماندعوه لذا فلنكثر من دعائنا وندعو ربنا بيقين أنه سيستجيب لنا ولا نستعجل فمع كثر الدق سيفُتح الباب
يقول الله تعالى :
﴿ وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾
[غافر: ٦٠]
فالله أقرب إلينا مما تتصورن لكننا نحتاج لليقين
لنكون إلى الله أقرب.
