تظاهرة حضرمية حضارية
كانت عصرية الخميس علامة فارقة في التاريخ الحضرمي الحديث حيث تداعت كافة ألوان الطيف الحضرمي إلى ساحة الشرف في ديس المكلا للتعبير السلمي الرافض للظلم والطغيان السلطوي ومحاولة إسكات أصوات الشرفاء والمخلصين من أبناء حضرموت المطالبين بحقوقهم المشروعة وأطلق سراح الثائر الحضرمي الشيخ صالح بن حريز المري ورفاقه من سجون الطغاة.
لم يكن ذلك الحشد الجماهيري الكبير عصر الخميس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الحضارم فقط بل إنه أرسل رسائل عدة أهمها المطالبة بالإفراج عن الشيخ صالح بن حريز ورفاقه وثانيها للذين يرددون دايما بأنه لا وجود للمطالبين بحضرموت في الشارع وثالثها للذين لا يريدون أن يفهموا أن الحضارم قد شبوا عن الطود ولا يمكن الرجوع الى الوراء .
برغم التهديد والوعيد من قبل السلطة واستخدام العشرات من الأطقم العسكرية ومئات الجنود والضباط في تفريق الاعتصام السلمي وإقامة النقاط العسكرية في مداخل عاصمة حضرموت المكلا إلا أن أبناء حضرموت التواقون للفجر الحرية أثبتوا ليلة أمس أن كل ذلك لن يثنيهم عن انتزاع حقوق حضرموت المسلوبة بل سيزيدهم إصرارا على المضي قدماً والاستمرار في ثورتهم السلمية.
ففي أثناء تواجدي في موقع الحشد شاهدت الشباب وكبار السن وهم يتوافدون من داخل مدينة المكلا وضواحيها على حسابهم الخاص من أجل عزة ورفعة حضرموت لم يتم توفير لهم باصات أو سائل نقل أخرى لم يتم صرف لهم من الفين ريال أو ربع دجاج لم يتلقوا وعود بمنحهم سلة غذائية مثل ما يحدث في المليونيات التي تعودنا عليها في السنوات الماضية من قبل مكونات سياسية هنا أو هناك والتي يتم جلب لها كاميرات طائرة وقنوات فضائية لتضخيم الحشد .
لم تستدعى قوات من هذا أو ذاك لحمايتهم لم نشاهد أعلام عفا عنها الزمان لم تحضر قنوات العهر الإعلامي المعروفة بالفبركه والتزييف .
كان المشهد مهيب وسلمي وحضاري ينم عن وعي الشعب الحضرمي بكل ألوان الطيف الحضرمي بمختلف ميولهم السياسية هدفهم واحد وهو حضرموت فقط.
محمد محفوظ بن سميدع