الجمعة , أبريل 26 2024

كيف جعلوا من خرافة الإلحاد موضة ثقافية؟

 

 

كيف جعلوا من خرافة الإلحاد موضة ثقافية؟

 

من الحقائق التي يتفق عليها كثير من العارفين بالتغيرات الفكرية والثقافية التي تمر بها المجتمعات والأمم بأن أغلبية الناس لا تفكر بمنطقية ولا عقلانية بل إن أكثر الناس باختلاف قومياتهم وأممهم تبحث عند تفكيرها في أمر عن مصلحتها الشخصية من هذا الخيار والتي ليست في المادة فقط بل أهم من ذلك لديها ماذا سيقال عني لو اخترت هذا الخيار أي هل ستسقط المكانة المجتمعية بسبب هذا الخيار؟ والتي يترتب عليها ربما فقدان فرص ووجود مخاطر على الإنسان نفسه لذلك الأغلبية في الحقيقة لا تفكر بصحة الأمر من عدمه بل بأثره عليها أولا وثانيا وثالثا

*السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذا التمهيد*

*ما حال الذي لا يبالي بنظرة الآخرين له ومكاسبه المجتمعية مقارنة بقناعاته وما يراه؟*

*الحقيقة أن هؤلاء سواء كانوا من المصلحين أو من المفسدين هم المحرك الحقيقي للمجتمعات وسبب التأثير عليها في الخير والشر لثباتهم في الحق أو في الباطل*

إذن ببساطة نحن أمام أقلية ذات جرأة وصامدة ولا تبالي بمن يعاديها وتقاتل لفرض قناعاتها وأغلبية تخشى على مصالحها والنتيجة أن الأغلبية تابعة للأقلية سواء كانت مصلحة أو مفسدة.

*هكذا ببساطة ما يحدث حاليا في الترويج لخرافة الإلحاد فالإلحاد من ناحية عقلانية هو الخرافة بعينها فالسماء والأرض والجبال والأنهار والأشجار وقبل ذلك الإنسان الذي كان في يوم ما قطرة أو نطفة من ماء مهين يصبح بشر يأكل ويشرب وينطق ويعقل ويفكر ويبني ويقاتل ويتزوج بعد أن بدأ حياته طفلا ثم وصل لمرحلة الفتوة والقوة ثم يصل لمرحلة الشيخوخة والضعف ثم يموت*

هذي الأطوار التي يمر بها الإنسان والأحوال العجيبة التي خلق بها جسده من نوم ويقظة وأكل وشرب وإخراجهما ولا يستطيع أي إنسان مهما بلغ من علم وقوة أن يخرج على هذا النظام القاهر لجسده ثم ينتهي إلى الموت رغما عنه وهذا الكون العجيب المحكم بدقة وليل يتبع نهار وريح وسحاب وأمم من المخلوقات الأخرى الكبيرة والصغيرة في كل بقاع الأرض في اليابسة والبحار ومنها دواب مسخرة للإنسان تستدعي الإنسان للإيمان بوجود خالق عظيم ثم مع ما أكدته الكتب السابقة عن وجود رب عظيم أرسل رسل ظهرت آياتهم ومعجزاتهم ولا يزال بعضها ظاهر ومحيّر ومعجز للبشرية وآخرها القرآن الذي تحدى به من أنزله أن يؤتى بمثله فعجزت البشرية بكافة معتقداتها أمام هذا التحدي.
ومع ذلك نجد من يزعم عدم وجود خالق وأننا خلقنا هكذا مصادفة وهذا النظام العجيب في أجسادنا والكون جاء عبثا.

الحقيقة إن الإلحاد هو خرافة تعني أن مدّعيه سقط في قاع التفكير البشري وأنه لا يملك أبسط أدوات الاستنباط ولذلك يستخدم الداعون لهذي الخرافة عدة أساليب لتبريرها أو حتى لا يتم التفكير بها فتجدهم يستعرضون شبهات ويضخمونها لعداوة الإسلام والأديان ولو تأملنا في مقارنة بسيطة فالأديان هي إجابات لأسئلة كانت صحيحة أم خاطئة.

*أما خرافة الإلحاد فهي مرحلة من السقوط في أسفل القاع الفكري ومعناها أني فشلت في الوصول لجواب لذلك اخترت لا شيء!*

إذن كل عاقل يعلم أن الإلحاد لا شيء بكل ما تعنيه هذي الكلمة.

*لكن مع أنها خرافة لا يصدقها عقل، استطاع هؤلاء تمريرها بأداة السخرية من الشبهات في الدين بشكل مستمر مع عدم الحديث عن خرافة الإلحاد واعتباره نتيجة لتناقض الدين بل تطور الخطاب أن يصبح الإلحاد نتيجة حتمية يتحدث عنها كل أحمق يبرر بها ضلاله أو ساذج يدّعي أنه مطّلع وكأن الإلحاد يملك أي قيمة عقلانية!*

*لقد استخدموا السخرية اليومية كحل لنشر خرافتهم الهشة وتبريرها لذلك، لا عجب أن تجد بعض الجبناء والمرتزقة ممن تهمهم المصلحة العاجلة حقا بالتلويح بأنه يكاد يلحد أو أنه ألحد فهؤلاء في أغلبيتهم يجارون أقلية تملك سلاح السخرية ويريدون أن يحظوا بشرف أن يكونوا مثقفين وتنويريين لأن من قام بالترويج لخرافة الإلحاد ربطها بذلك فانطلت على الأتباع*

أختم بتساؤلات لا يسمعها عاقل إلا أن يسلم وجهه لمن خلقه من كلام الحق الذي لم يستطع أحد أن يأت بكلام مثل كلامه!

*{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)}*

عبدالإله سعيد بن عيلي الكثيري

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

الإستفادة من مصائب الآخرين

    الإستفادة من مصائب الآخرين   منذ يومين شهدت عاصمة حضرموت المكلا خصوصاً وباقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *