صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
وستبقى خالداً في قلوبنا
سيبقى نبض قلبي حضرميا
في البداية لا يسعني إلا أن أدعو بالرحمة والمغفرة لفارس الكلمة الحضرمية الأخ والصديق الخلوق مصبح عبدالله عوض الغرابي الذي رحل عن دنيانا قبل أيام قليلة بعد رحلة كفاح طويلة قدم فيها الغالي والنفيس من أجل وطنه حضرموت لم يتوان أبداًعن الدفاع عن حضرموت بكل ما يمتلكه، وفي مقدمته قلمه الذي سخره لخدمة قضايا المجتمع الحضرمي، وكان صلباً وجسوراً وصاحب موقف مبدئي وثابت لم يتزحزح عنه يوماً وبرغم محاولات بعض المكونات السياسية المناوئة لحضرموت في استمالة الراحل مصبح الغرابي للعمل معهم ضد حضرموت، أو التوقف عن الكتابة لصالح حضرموت إلا أن الأستاذ مصبح رفض كل تلك الاغراءات التي قدمت له، بل أنه في بعض الأوقات كان يتعرض لبعض التهديدات إلا أنه وقف مثل الطود المنيع رافضاً الخضوع، وقال لي بالحرف الواحد أن حياته فداء لحضرموت.
كان – رحمة الله تعالى عليه- لا يترك مناسبة تمر إلا ويتحدث عن حضرموت واستقلالية قرارها، وكان – رحمه الله- عندما يكتب مقال جديد يرسله لي عبر الواتساب لكي اطّلع عليه قبل نشره، وأتذكر أنه قبل فترة كتب عدة مقالات متتالية عن الأستاذ جمال عبدون مدير إدارة التربية والتعليم بحضرموت، وقلت له ممازحاً: اخي مصبح يبدو لي أنك انقلبت مطبل، فضحك ورد قائلاً: لا ياخي إنما الرجل يعمل وأعماله واضحة من خلال المشاريع الكثيرة التي تنتشر على طول ساحل حضرموت، من حيث المباني المدرسية، كان رحمه الله خلوق ومتواضع ويقبل الرأي والرأي الآخر.
وقد كتب قبل رحيله مقال رائع بعنوان “وسيبقى نبض قلبي حضرميا”، وبدورنا نحن نقول له ستبقى خالداً في قلوب كل أبناء حضرموت بما قدمته طوال حياتك لحضرموت دون انتظار جزاء أو شكورا.
رحل أبوعبدالله بعد أن كسب حب واحترام زملائه في العمل وكل محبيه ومتابعيه وبرحيله خسرت حضرموت واحد من أبنائها الشرفاء والمخلصين رحم الله الأستاذ مصبح رحمة واسعة وأشسكنه فسيح جناته.
محمد محفوظ بن سميدع
