الثلاثاء , أبريل 16 2024

تقارير العلاج في الخارج توضح الوضع الصحي الخطير في حضرموت

 

تقارير العلاج في الخارج توضح الوضع الصحي الخطير في حضرموت

عبدالحكيم الجابري:

زيارة سريعة لمكتب سكرتارية اللجنة الخاصة بمنح تقارير العلاج في الخارج، وموقعها في هيئة مستشفى ابن سينا بالمكلا، تكفي لأن ينصدم المرء بالأعداد المهولة من التقارير، وكذلك الطلبات التي هي قيد الانتظار، فعلا انها أعداد صادمة للمطلع عليها، علما ان هناك أعداد أكبر من الحالات المرضية التي تسافر دون المرور باللجنة، وإجمالا فهي تعطي عدة معاني، منها ان وضعنا الصحي في حضرموت بات مخيفا جدا، ليس بأعداد المرضى فحسب، انما ايضا لتدني مستوى الخدمات لدينا، كما انها تعكس تدني مستوى الثقة عند المرضى وذويهم في تلقي العلاج في الداخل.

على مدى السنوات الماضية كنا نسمع كثير من الكلام عن الاهتمام بالقطاع الصحي في المحافظة، كما شهدت مختلف مدن حضرموت افتتاح عدد من المنشئات الصحية الخاصة، مشافي ومستوصفات ومراكز طبية، الا ان مستوى الخدمات فيها لم تشهد أي تحسن، ما يضطر المرضى اللجوء للعلاج في الخارج، وهو أمر مكلف جدا خاصة وان الأزمة الاقتصادية والمعيشية تطحن غالبية الشعب، وبات أكثر المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، وانهم بالكاد يقدرون على توفير لقمة عيشهم.

مستشفى ابن سينا يمثل حالة لابأس بها مقارنة بغيره من المنشئات الصحية في المحافظة، ورغم ذلك فإن هذه المنشأة لم تصل حتى الآن للمستوى المطلوب، وبما يلبي حاجة المواطنين ويغنيهم عن السفر للخارج، علما ان خدمات مستشفى ابن سينا تشمل عدة محافظات الى جانب حضرموت، الا انه محروم من كثير من الإمكانيات، خاصة الفنية والتقنية،
كأشعة الرنين والأجهزة الطبية المساعدة، وكذلك موازنة مالية كافية ليكون على مستوى هيئة وليس اسما فقط.

الوضع الصحي في حضرموت يحتاج لكثير من الاهتمام، من قبل السلطة المحلية ومن الحكومة، كما أن على الرأسمال الوطني الحضرمي مسؤوليات كبيرة، حيث يتطلب أن يسجل الرأسمال الوطني حضورا قويا وفاعلا، ليس ببناء مزيد من المنشئات الصحية فقط، ولكن أيضا من خلال دعم المنشئات الصحية العامة القائمة، ورفدها بالمعدات والتقنيات الحديثة، والتكفل بتجهيز الأقسام وتأهيل الكوادر الطبية والتمريضية، والمساهمة في استقدام الكفاءات العربية والأجنبية، للعمل في المستشفيات الحكومية، ليستغني المرضى عن السفر اليهم في بلدانهم.

كما ان على السلطة المحلية سرعة انشاء المجلس الطبي، الذي ستكون من مهامه تقييم الأوضاع الطبية والصحية في المحافظة، واتخاذ القرارات المهمة في هذا المجال الحيوي، وكذلك إعادة تنظيم وتأهيل الهياكل واللوائح الادارية الصحية، بما يلبي طموحات وآمال المواطنين في وجود خدمات صحية وطبية توفر عليهم عناء السفر الى الخارج.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان   بقلم / أحمد باصهي يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *