الخميس , أبريل 25 2024

حضرموت عبر الزمن .. ( 4 )

 

حضرموت عبر الزمن .. ( 4 )

 

✍🏻أحمد باحمادي..

في وقفتنا في هذه الحلقة نهديكم بعض إشارات وومضات عن حضرموت الأرض والإنسان ..

وقد جعلناها في عناوين جانبية بسيطة حتى تكون خفيفة على فهم القارئ ووقته ولا تستدعي الملل والسآمة.

● حضرموت .. النصر والتمكين :

ارتبط اسم حضرموت بالنصر والتمكين في الحديث الشهير .. وهي إشارة تتضمن الأمل بالأمن والأمان وإن بعدت مقاصده .. فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعد الصحابة بالنصر والتمكين، ضاربًا لهم المثل من الذين خَلَوْا من قبلهم.

فعندما جاءه خباب رضي الله عنه، وسأله أن يدعو الله لهم كي يخفف عنهم هذا العذاب، أجابه بقوله : ( كانَ الرَّجُلُ فيمَن قبلكم، يُحفرُ له في الأرض، فيُجعلُ فيه،

فيُجاءُ بالمِنشارِ، فيُوضَعُ على رَأسِهِ، فيُشَقُّ باثنتين، وما يصدُّهُ ذلك عن دينه، ويُمشطُ بأمشاط الحديدِ ما دونَ لحمه من عظمٍ أو عَصَبٍ، وما يصدُّهُ ذلك عن دينه،

وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، ولكنَّكم تستعجلون ) .. فهل تستشعرون دفقة الأمل التي يحملها هذا الحديث العظيم .. ؟!!

● عظمة الحضارم :

في عظمة حضرموت وإنسانها يقول أديب الفقهاء علي الطنطاوي في ذكرياته : ( والعجب أن حضرموت، هذه البقعة الصغيرة الفقيرة، قد غزت بأبنائها الشرق كله ..

فما في الملايا ولا في أندونيسيا بلد ليس فيه ناس منهم. وهم تُجّار بارعون وأمناء صادقون ومغامرون شجعان ) ..

ويقول في موضع آخر : ( والحضارمة فينيقيّو العصور الحديثة، يضربون في كل لُجّ ويخوضون كل بحر ويوغلون في البلاد ..

ولا تزال جالياتهم تملأ أندونيسيا والملايا، أي ماليزيا ، ومن بلاد الهند، ولا سيما من كُجُرات على الشاطئ الغربي ).

● أهل الكرامة وقد أكرمهم النبي صلى الله عليه وسلم :

الصحابي الحضرمي وائل بن حجر رضي الله عنه قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنزله وأصعده معه على المنبر وأقطعه القطائع وكتب له عهدًا ..

وقال : ( هذا وائل بن حجر سيد الأقيال جاءكم حبًا لله ولرسوله )، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد بشرَ أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيام، وكان أبوه من ملوك حضرموت.

● المدرسة العلوية والتجديد :

جاء في كتاب [ تجديد الخطاب الإسلامي في إفريقيا ] لحمدي حسن قوله : ( وربما يكون مفيداً الإشارة إلى تقاليد المدرسة العلوية Alwi School المنتسبة إلى حضرموت وجزر القمر، وجهودها الإصلاحية في شرق أفريقيا.

فالفضل يرجع إلى هذه المدرسة الفكرية في طرح مفاهيم جديدة في التعليم الإسلامي في هذه المنطقة خلال القرن التاسع عشر ..

كما أن علماء هذه المدرسة طرحوا رؤى معرفية جديدة بالإضافة إلى رؤيتهم النقدية لبعض ممارسات الطريقة القادرية.

وكان من أبرز علماء هذه المدرسة أحمد بن الصميت (1861-1925) وعبد الله باكثير الكندي (1861-1925) وأحمد بن علي الحسيني (1863-1927) ..

وكان هؤلاء العلماء على اتصال وثيق ومعرفة بكتابات الحركة الإصلاحية في مصر زمن محمد عبده ورشيد رضا.

نلقاكم في معارف ومعلومات أخرى خفيفة ومفيدة عن حضرموت الأرض والإنسان .. فإلى الملتقى.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الإستفادة من مصائب الآخرين

    الإستفادة من مصائب الآخرين   منذ يومين شهدت عاصمة حضرموت المكلا خصوصاً وباقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *