السبت , أبريل 20 2024

مهر الاستقلال،،، بين كيس البصل وكيس الذهب !!!

مهر الاستقلال،،، بين كيس البصل وكيس الذهب !!!

بقلم : م.لطفي بن سعدون.
المكلا : ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢م.

وأنا اتابع الاحتفالات العدمية التي تجري في حضرموت بما يسمونه عيدا للاستقلال، استذكرتني حكاية المرأة التي كان مهرها بكيس من البصل وعودتها لزوجها بكيس من الذهب. ففي الحالة الأولى كانت المرأة رخيصة عند زوجها برخص مهرها فتركها تغرق في النهر، وفي الثانية كانت غالية بغلاء صداق عودتها لزوجها، فحملها على ظهرها لكي لا يمسها النهر بمكروه.

ففي الوقت الذي تعيش فيه حضرموت أسوأ أحوالها وتغوص في اوحال الفقر والجوع وسوء الخدمات، والإذلال والتسلط والإستبداد عليها من الأخرين، والنهب المفضوح لخيراتها وثرواتها ، ومعاملتها كعبدة حقيرة، ليس لها من أمرها شيء، نرى بعض الحضارم الأتباع للجنوب وللشمال يقيمون احتفالاتهم بهذا اليوم، الذي كان شؤما على حضرموت بشكل خاص والجنوب بشكل عام، فهذا اليوم أدخلها في متاهات الصراعات والإقتتال والحروب والأزمات المستمرة في كل مناحي الحياة، فلا نغفو عن احتراب الا ونصحو على الآخر وهكذا دواليك.

وعندما نستذكر حضرموت قبل وقوعها في عبودية ما يدعونه (الإستقلال) ،نصاب بالغثيان والتقيؤ والتحسر والندم على أيامنا الجميلة، التي فقدناها منذ ١٧ سبتمبر ٦٧م، عندما سقط الاستقلال الحضرمي بيد عصابات الهمج التابعين للجنوب وبريطانيا ، وبعدها في ٩٠ م سقطنا في يد عصابات الهمج اليمنيين.

فبعدما كانت حضرموت دولتين مستقلة بعواصمها وسلاطينها وحكوماتها وعلمها وجواز سفرها وجيشها وأمنها وبرلمانها وخزينتها وصحافتها وتعليمها ومواردها ومطاراتها وموانئها ومنافذها الحدودية وهويتها الحضرمية الخالدة، الممتدة بطول التاريخ وعرض الجغرافيا العالمية، أصبحنا منذ ٦٧م صفرا على الشمال، فبدلا من اسم حضرموت أصبحنا المحافظة الخامسة وبدلا من الهوية الحضرمية أصبحنا يمنيين وبدلا من سيادتنا على ارضنا وثرواتنا اصبحنا اتباعا وعبيدا لعدن وبعدها لصنعاء، ولم نعد نملك منها شيئا، وحتى وحدتنا الحضرمية فتتوها بمقولات وجرائم الصراع الطبقي والانتفاضات والتأميمات التدميرية.

فماذا بعد كل هذه المآسي والأزمات والحروب، أن يقول الحضارمة ويختاروا؟؟؟ أنستمر بقبول العبودية والتبعية ؟؟؟ ام نروم الإستقلال وماضينا التليد، الذي يعيد لنا ألقنا وهويتنا وأرضنا وثرواتنا واحترامنا بين شعوب العالم، وأولهم الجنوب والشمال، الذين باعونا لهم رخيصا بكيس بصل، بدلا من كيس ذهب!!!

والحليم تكفيه الإشارة!!!

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان   بقلم / أحمد باصهي يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *