لقاء الرجال

 

لقاء الرجال

 

صورة تاريخية نادرة لاثنين من أبرز الشخصيات الحضرمية العسكرية والسياسية والقبلية في حضرموت في منتصف القرن الماضي جمعا بين الدهاء والشجاعة والتسامح خاضا حرباً ضروس بين قواتهم العسكرية والقبلية انتهت بلقائهم واتفاقهم حفاظاً على حضرموت أرضا وانسان انتهت الحرب والتقوا لقاء الرجال الأبطال جنباً إلى جنب.

أنهم القائد اللواء صالح يسلم بن سميدع قائد القوات القعيطية الحضرمية والمقدم سعيد سالم بانهيم رحمهم الله رحمة الأبرار تلك اللقطة جسدت روح القيم والتسامح جعلوا من حضرموت الام الحاضنة للجميع حافظوا عليها وعلى سلامة ابنائها
تلك الصورة هي الوحيدة التي تم التقاطها للمقدم بانهيم كونه لا يحب التصوير ولكن علاقته المتينة مع القائد صالح بن سميدع جعلت من هذه الصورة الشاهد الوحيد على ذلك العصر .

ومن المعروف عن المقدّم بانيهم أنه لا يحب أيضا ركوب السيارات ولا الذهاب إلى المستشفيات وعندما طلبت منه بريطانيا الحضور إلى عدن رفض ركوب الطائرة وقال إنه سوف يذهب مشيا على الاقدام هذا المعلومة عرفتها من حفيد المقدم بانهيم عندما قابلته بعد صدور كتابي الموسوم ب،،سيرة قائد ،، وتضمن الكتاب صورة للقائد بن سميدع مع المقدم بانهيم وتساءل حفيده كيف عثرت على صورة المقدم بانهيم وقلت له من أرشيف جدي القائد صالح بن سميدع الذي كان على علاقة وثيقة وجيدة ومتينة وتلك العلاقة أسهمت في تثبيت الأمن والاستقرار في ربوع الوطن الحضرمي.

لقد تقاتل الطرفين كل في مجاله القائد صالح بن سميدع قاد جنود لفرض هيبة الدولة وفرض الأمن والاستقرار للجميع.
وقاتل المقدم بانهيم لانتزاع حقوق قبيلته وفي الاخير ربح الطرفان حسن العلاقة والأمن والتقاء الطرفان إلى كلمة سواء وحافظوا على حضرموت وأهلها.

لقد كان هؤلاء الرجال من طينة خاصه طينة الرجال الأبطال الأوفياء والمخلصين التي انجبتهم حضرموت فكانوا لها اوفياء.

لقد ظل الرجلان على علاقة متميزة حتى بعد سقوط السلطنة القعيطية الحضرمية واحتلال حضرموت من قبل اليمن الجنوبي وكان المقدّم بانهيم محافظا على زيارة القائد بن سميدع في بيته في مدينة المكلا كل ما سنحت له الفرصة برغم برغم المضايقات وعيون زوار الفجر التي تراقب الرموز الحضرمية البارزة في ذلك الوقت.

لقد سطّر بن سميدع وبانهيم أسماءهم في سجل الخالدين وغادر هذه الدنيا ولم يخلّفوا مالاً ولا جاه لكن خلّفوا اسماء خالدة في التاريخ الحضرمي والذكرى العطرة الطيبة.
غفر الله لهم ورحمهم رحمة واسعة.

محمد محفوظ بن سميدع