سلسلة تدبّر القرآن

بسم الله نبدأ باكورة سلسلة تدبر وستكون مخصصة لتدبر القرآن كاملا بإذن الله انطلاقا من قوله عليه الصلاة والسلام(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ونرجوا أن ينفع الله به الجميع ويرزقنا تدبر كتابه والعمل به

﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ۝الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ۝الرَّحمنِ الرَّحيمِ۝مالِكِ يَومِ الدّينِ۝إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ۝اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ۝صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّالّينَ﴾
[الفاتحة: ١-٧]

أبدأ مستعينًا بالله على القراءة ﴿الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ﴾ اسمان من أسمائه تعالى مشتقان من الرحمة، دالاّن على كمال الرحمة التي اتصف بها تعالى وسعتها، حيث وسعت كل الأشياء، وشملت كل الأحياء، فكل ما هم فيه من نعم فمن آثار رحمته، وأعظم ما تكون الرحمة وأكملها بالمؤمنين.

الثناء التام لله عزّ وجل في ذاته وصفاته وأفعاله؛ لأنه خالق الخلق كلهم، ومالكهم ومدبر شؤونهم، ومربيهم بنعمه العامة والخاصة.
اسمان له تعالى مشتقان من الرحمة، دالاّن على كمال رحمته بعباده، وأعظم ما تكون رحمته بعباده المؤمنين به.

مالك يوم الحساب والجزاء ، وهو يوم القيامة، حيث يحاسب كل الخلق على أعمالهم، ويجازون عليها، وفي ذلك اليوم ينادي الله تعالى: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: 16] ، فلا يجيب أحد مهما علت مكانته، وعندها يقول تعالى مجيبًا ذاته: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر: 16] .

نخصك وحدك بأنواع العبادة والطاعة، فلا نشرك معك غيرك، ومنك وحدك نطلب العون في كل شؤوننا، فبيدك الخير كله، ولا معين سواك .

أرشدنا ووفقنا إلى سلوك الطريق المستقيم طريق الإسلام الذي لا مَيْلَ فيه، وثبتنا عليه.

طريق الذين أنعمت عليهم من عبادك بهدايتهم؛ كالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا، غير طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود، وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاهتداء إليه كالنصارى.

فوائد الآيات:
1 – افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة؛ ليرشد عباده أن يبدؤوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبًا لعونه وتوفيقه.

2 – سورة الفاتحة هي أعظم سورة في كتاب الله تعالى؛ لأنها تضمنت أنواع التوحيد الواجب له تعالى، وبيان الطريق الموصل إليه.

3 – الحمد الأتم والثناء الأكمل لا يكون إلا لله تعالى؛ لأنه رب الخلق كلهم الذي أوجدهم، وصرف شؤونهم، ورباهم بنعمه.

4 – دلت السورة على أن كمال الإيمان يكون بإخلاص العبادة لله تعالى وطلب العون منه وحده دون سواه.

5 – يجب على المسلم أن يحذر سبيل اليهود المغضوب عليهم والنصارى الضالين.