صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
قطوف مما وقع على حضرموت وأهلها
بقلم/ محمد عمر بن خوار الكثيري (أبو زاهر)
حضرموت ما أن يسمع هذا الإسم يتبادر بذهن المستمع الانطباع، بأنهم أهل تاريخ وحضارة ورقي ودين وعلم وأصالة ونخوة ، لهم الإحترام والمكانة والثقل، لما عرف عنهم في كافة أصقاع الأرض هم من حمل الدين والأخلاق والقدوة الحسنة، نشروا الإسلام وتعاليمه السمحة، عرفوا بالأمانة والمسمعة الطيبة في مناطق الاغتراب وحيث ماحلوا.. وهذا لاغبار عليه.
تعرضت حضرموت منذ عام 67 للضم القسري إلى الجنوب اليمني ، بعد أن رفعت بريطانيا يدها عن الحماية الموقعة عليها بمعاهدات الحماية في الأعوام 1888و1918وتخلت عنها بل سلمتها للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وهذا اسمهم المكتوب في علمهم الذي رفع بعد السيطرة.. في صفقة مشبوهة، تعرض الحضارم إلى الإذلال والتهميش قتل العديد من شيوخهم وقبائلهم وصودرت أملاكهم وبيوتهم واراضيهم الزراعية، تم مصادرة اسطولهم البحري (الزعايم)والذي كان يجوب إلى العديد من البلدان شرقاً وغرباً ..ومنه أنشأت جمعية النقل البحري في عدن، ومن أراضيهم الزراعية قامت التعاونيات الزراعية تحت شعار (كله حقك يافلاح) حتى قوارب الصيد تم مصادرتها وقامت التعاونيات السمكية، وتم التضييق على الملكية الخاصة فهرب العديد من التجار الحضارم إلى الخارج..
إن تلك الممارسات كانت تنفذ من قبل ابنائها ممن تشبعت عقولهم، بالافكار القومية العربية وبعدها بالأفكار الاشتراكية العلمية والتي تم من خلالها تطبيق نماذج فاشلة (تحت شعار نفذ ثم ناقش) ولّدت العديد من الصراعات الحزبية المناطقية القبلية على السلطة ودورات عنف بشكل دوري.
كانت الهيمنة العسكرية والثقل لمناطق المثلث، أما الحضارم تم تفتيت جيشهم (البادية والنظام) ولم يكن لهم ثقل عسكري ضاغط مساهم في صنع القرار، يوجد أفراد استفادهم النظام لصالحه.
إن القيادات الحضرمية المشاركة مع سلطة النظام والحزب الاشتراكي لم تستفيد منهم حضرموت، بل هم توابع لحزبهم وموظفين رغم وصولهم إلى مواقع القرار..!!
واليوم سلاطين الأمس الذين تم الإنقلاب عليهم وتخوينهم والتنكيل بهم هم اليوم قوى وطنية يتم توقيرها والتعامل معها!!!
وهذا يدل على زيف ثورتهم وما قاموا به في حقهم.
وعند ظهور البروستريكا بقيادة (جوربتشوف) عام 89 وتهاوي المنظومة الاشتراكية الذي تبنى الحزب نهجها..تمزقت دولها مما إنعكس على الحزب الحاكم، وكإنقاذ له ولحزبه سلم البيض الجنوب للشمال على أمل السيطرة على الشمال والجنوب في الإنتخابات القادمة والتي تمت في 93، على إعتبار أن فرع الحزب (حوشي)حزب الوحدة الشعبية ( وجودي) حزب الجبهة الوطنية والذين يشكلون نسبة 80%من عضوية الحزب الإشتراكي، أوهموه بأن الانتخابات القادمة محسومة لصالحهم وجاءت نتيجة الانتخابات ليست لصالح تصوراتهم، بعدها حصلت الإعتكافات والمشاكل مع صالح وانتهت بإعلان الإنفصال، تم إجهاضه في حرب 1994 وهزيمة الحزب الإشتركي..
وجاءت الوحدة التي إستبشر الناس بها لم تظهر نموذج أفضل بل هو أسوأ مما يتوقع !!
واليوم حضرموت رفعت صوتها تطالب بحقها بإقامة دولة حضرمية لاشمالية ولاجنوبية، على أرضها التي اغتصبت عام 67 وسلمت للشمال عام 90 وفي ظل سيطرة الحوثي على الشمال والذي تم طرده من الجنوب مع القاعدة من حضرموت.. بمقاومة شعبية والتحالف والنخبة الحضرمية التي حررت حضرموت فهي صمام الأمان والاستقرار لحضرموت وسوف تحل بدلاً عن القوات الغير حضرمية وهذا مطلب للحضارم..
وفي أي تسويات سياسية قادمة تطالب بحق تقرير المصير بموجب القانون الدولي 217 الصادر عن الأمم المتحدة في 10ديسمبر 1960الذي يوكد حق تقرير المصير،ايضا القرار الدولي رقم 2023 الصادر عن الأمم المتحدة في 5 نوفمبر 1965 والذي أكد على حق المحميات الشرقية (حضرموت) في تقرير مصيرها..ولكنه تم التآمر على حضرموت!!! وبموجب هذه القرارات تطالب بحقها المسلوب.. وللأسف نجد أن أعداء حضرموت في إصطفاف عدائي ضد هذه المطالب المشروعة في إستعادة حقها..
تكال الاتهامات الباطلة والملفقة المشوشة للحقائق، وأن من وراء ذلك الإصلاح وعلي محسن والمنطقة العسكرية الأولى.. والشمال!!!والتخوين وبث السموم المناطقية القبلية والعنصرية بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي الحضرمي المتجانس..
حضرموت تطالب بدولة تضم جميع أبنائها دون تمييز لأحد أي كأن فهي الحضن الدافئ للجميع..
وعلى المؤتمر الجامع وحلف قبائل حضرموت ومرجعية الوادي والصحراء أن يكون لهم موقف موحد وميثاق شرف يجمع عليه من أجل مطالب حضرموت والإتفاق على آليات العمل القادم.. والله الموفق.
