الجمعة , أبريل 19 2024

أزمة الغاز .. من وجع إلى وجع !!

 

 

 

أزمة الغاز .. من وجع إلى وجع !!

✍🏻 *أحمد باحمادي..*

مع اقتراب شهر رمضان المبارك تطل علينا الأزمات تباعاً ومنها أزمة الغاز .. إذ تتعالى أصوات الناس في طلب أسطوانات الغاز، ذلك أن أغلبهم يصبر على السكوت شهراً أو شهرين على أكثر تقدير إذا ما امتلك دبتين أو أكثر، أو يتصرف خلالهما إن كان يملك دبة واحدة فقط، فيلجأ إلى السوق السوداء ـ سوّد الله وجه القائمين عليها ـ أو يستلف من جاره أو أقاربه إن ارتضوا أصلاً أن يعيروه خاصتهم.

في آخر كل مرّة يوزّع فيها الغاز على المواطنين يقال أن الأزمة ستنتهي وسيتوفر بعدها ، وأنه لن تكون هناك حاجة للطوابير أو التسجيل، ليتبين أن تلك الأقاويل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً،

فها قد عدنا إلى المربع الأول، وما زالت الأزمة حاضرة بقرنيها كقرني شيطان، وأن شياطين الإنس من أوليائه لا يزالون ينفخون في بالون الوعود الكاذبة ليستغل الأزمة كل تاجر أثيم ليمتصّ مزيداً من دماء الفقراء والمسحوقين، إذا ما علمنا أن دبة الغاز ترقص فرحاً في المطاعم ومحلات الوجبات، فكيف غابت عن المواطن هناك وتوفرت هنا، تلك أحجية تحتاج إلى حل.

باعتقادي أن أزمة الغاز أكبر من أن تُلقى تبعاتها على أحدٍ بعينه، فهي مسئولية عامة يجب على الجميع التضفائر من أجل القضاء عليها، ويا حبذا محاسبة مسببيها .. فؤهلاء باعتقادي ينطبق عليهم حكم الحرابة وقاطعي الطريق ..

بل إنهم أشر من أولئك، لأن قاطعي الطريق يعتدون ليأخذوا ما اغتنموه فإذا اكتفوا هربوا واختفوا عن الأعين زمناً، أما هؤلاء فلا يشبعون من الكسب الحرام، وضحاياهم أمة بأكملها وشعب بقضه وقضيضه لا أشخاصاً معدودين، وهم ماضون في ظلمهم، تفرحهم كل أزمة ويتمنون أن تستمرّ إلى ما لا نهاية.

ومن أجل أن يُكفى الناس مؤونة البحث عن دبة الغاز وانتظارها من دون طائل، والعمل على عدالة التوزيع  ومنع التلاعب تشكلت لجان المتابعة الشعبية، ونحن نأمل أن تؤتي هذه اللجان ثمارها في أقرب وقت ممكن، ليُجلب الغاز للمواطنين ولو تحت لافتة ( الشحنات الإسعافية ) ..

هذه اللافتة التي ملّ الناس منها وتدل على أن واقعنا في حكم المريض الذي شارف على النهاية ليُسعف كلمها استبدّ به المرض، فإذا ما سرى في عروقه قليلٌ من ماء الحياة تُرك مهملاً حتى يشارف على الموت ليُسعف مرة أخرى وهكذا، فلا هم عالجوه واعتنوا به ليُشفى تماماً ، ولا هم تركوه ليواجه الموت ويرتاح بعدها من ضنك هذه الحياة.

أما ملف وكلاء الغاز وأسرار محطات التعبئة وأمور التوريد فهو ملف شائك، ودهاليزه أصعب من أن تحيط بها الكلمات، إذ تكتنفها أسرار غامضة وتلاعبات مجهولة لا يفهمها إلا أهل الاختصاص والمقامرون بأقوات الناس ومن لفّ لفهم من شركائهم والساكتين على فسادهم، المستفيدين من وراء شحنات التهريب إلى وجهات معروفة، والقائمين على إنعاش السوق السوداء..

ليجد المواطن المسكين نفسه في نهاية المطاف في حاجة إلى دبة غاز قد غيّرت مسارها إلى أماكن ودهاليز ومسارب لا يعلم مداها إلا الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان   بقلم / أحمد باصهي يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *