هوية حضرموت !
أثار ( علَمُ حضرموت ) زوبعة كبيرة محليا وإقليميا ودوليا، وانتشر انتشارا كبيرا في المجتمع الحضرمي في الداخل والمهجر. ومع أن (العلَم) لا يعني – بالضرورة – تجسيدًا لدولة، بل يمكن أن يكون علمَ إقليمٍ في الدولة الفدرالية ، إلا ان ظهور علَمٍ لحضرموت أثار قلقًا ومخاوف من طموح حضرموت لإنشاء دولة لها.
هذا التجاوب والرضا الواسع من أبناء حضرموت لظهور ( علَم ) لهم يعكس حقيقة الشعور الدفين لديهم باختلاف هويتهم عن الهويّتين ( الجنوبية ) و ( الشمالية ) ، وأنهم أهل حضارة وعلم وتاريخ لآلاف السنين ، ولم يكونوا ضمن الجنوب العربي قبل الاستقلال ، بل ضُمّوا ” قسرًا” إلى الجنوب اليمني قرابة (23) عاما ، ثم أُلحقوا بالجمهورية اليمنية لأكثر من (30) عاما، في ظل صراع مسلح على السلطة ، وإدراك منهم أن ثقافة اليمنيين ( جنوبا وشمالا ) لا تنتمي لهم، وليست هويتهم الحضرمية … ولذلك أشعل بروزُ علمٍ حضرمي المشاعر المكبوتة ؛ للتعبير على أننا – نحن الحضارم – لا ننتمي لهذه الهويّات المتصارعة، وأن هويّة حضرموت .. غير .
والسؤال :
مادامت حضرموت تمتلك هويّة وتاريخًا وحضارة مختلفة ، أليس من حق أبنائها الاحتفاء بعلَمٍ يُجسّد #هوية_حضرموت ؟
إن ” علَم حضرموت ” تعبيرٌ بأننا مختلفون ، وأنه يجب أن يكون لدينا القرار في خيارات مستقبلنا ، الذي يليق بهذه الهوية والتاريخ العريق .
وبكل وضوح :
لقد أدرك الحضارم أن ” هويّة حضرموت” مختلفة ، وليس من حق أحد إذابتها داخل هويّات أخرى، او الادعاء بتمثيلهم لها, وأن حقَّ تقرير المصير لأبناء حضرموت ..حق قائمٌ ، وتوجّه عادل يتمسك به ابناء حضرموت .
بدر باسلمة
وزير النقل السابق