السبت , مايو 4 2024

حيّ على الحوار

 

 

 

حيّ على الحوار

 

الكاتب/ فائز الصيعري
10 مايو 2023م

استمعت لكلمة الدكتور صالح محسن الحاج رئيس مايسمى الحوار الجنوبي ، والذي تحول بقدرة قادر الى لقاء تشاوري ! .
ولا أدري عن حقيقة القصة التي رواها ، مع ذلك الحضرمي الذي رفض أن يقول لهم صباح النور ..! ، وقال : لانريد أن نتكلم أو نتحاور معكم ، وقال بعد أن أعطاه الحاج الأمان وهو في المكلا ضيفا.!! : نحن الحضارم لايهمنا إلا دولة حضرمية ..

ثم قال له الحاج : ان هذه الدولة التي يدعو لها الانتقالي هي دولة فدرالية ، وقائمة على أقاليم ولكل أقليم استقلالية ، مالية وإدارية وتنمية وتعليم وصحة الخ ، وأنه حتى دولة الحزب الاشتراكي ، كان من يدير فيها المال والاقتصاد هم حضارمة .

ويظن هذا الحاج وبعض الظن إثم أنه بهذه الكليمات ، وما تبعها من تصفيقات وصفقات ، قد أقنع حضرموت بشعبها ، ومكوناتها السياسية والقبلية بمشروعه المزعوم ، بينما لو كلّف نفسه بقراءة مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع فقط ، والذي يمثل الحد الأدنى من تطلعات الحضارم المتوافق عليها ، لأيقن أنه في واد والحضارم في واد آخر .

أما لو أنه اطّلع على مشروع المكونات الحضرمية المطالبة بدولة حضرمية مستقلة ، لعلم أنه يؤذن في مالطا .

فهل يعي الحاج أن حل قضية حضرموت ، لا تكمن في تغيير حضرموت من مسمى محافظة ، حسب التقسيم الإداري لليمن الاشتراكي ، إلى مسمى إقليم على نفس الحدود الجغرافية ؟
مستمرئ بذلك الجريمة التي ارتكبها نظام عدن ، بتقسيم جغرافيا حضرموت التاريخية ، واقتطاع اراضيها وتقطيع أوصالها .

وهل يدرك أن ما أعطي لحضرموت جغرافيا ، في مؤتمر الحوار اليمني -والذي لم تشارك فيه المكونات الحضرمية المستقلة- إقليما ضم كل أراضيها التاريخية ، وهو أكبر مما يمنّينا به اليوم في لقائه التشاوري ؟

عزيزنا الحاج بقدر عدم استطاعتك التحدث باللهجة الحضرمية،  رغم محاولتك لوي لسانك ، بقدر ما لحضرموت من هوية تاريخية مستقلة عنكم ، وعن جنوبكم سواء اليمني أو العربي -فسمه ماتشاء- ، ولذلك فإن قضية حضرموت تكمن في أن هناك شعب حضرمي له هويته الحضرمية التاريخية ، وحدوده الجغرافية ، فلا تنازل اليوم عن الهوية والأرض الحضرمية ، والتي قد سلبت منه عام 67م ، وبنفس الطريقة التي تحاولون تكرارها اليوم ، وآن لها أن تعود .

أما حكاية المال والاقتصاد الذي كان يديرونه حضارم ، فكلنا يعلم أن لا مال ولا اقتصاد لتلك الدولة البائدة ، إلا إن كنت تقصد تأميم الشركات الخاصة والمزارع والبيوت وحتى قوارب الصيد ، ونهب خزينة حضرموت والتي تحوي ملايين الجنيهات الاسترلينية ، فرغم كفاءة من ذكرت من الحضارم إلا أنهم كانوا مجرد أسماء لاحول لها ولاقوة ، فرّ منهم الكثير إلى خارج ذلك السجن الكبير ، فقد كانت السلطة والحكم بيد العسكر والأحابيش يذبح بعضهم بعضا في دورات الدم المتوالية ، طيلة 23 سنة هي عمر تلك الدولة الإشتراكية ، والتي انهارت بمجرد انهيار النظام الاشتراكي في روسيا بمديونية تقدر بأحد عشر مليار دولار  .!

واليوم وبعد أن انقشع غبار التشاور ، عن مجرد هيكلة لمكون المجلس الانتقالي الجنوبي ، ووضع برنامج سياسي له ، فإن ذلك يثبت صواب مقاطعة المكونات الحضرمية له ، والتي سبقت بتشكيل قياداتها ووضع برامجها السياسية ، وتحاورها فيما بينها ، ثم توافقها على مخرجات تمثل حضرموت ومشروعها السياسي في التسوية السياسية القائمة .

والآن ليس أمام المجلس الانتقالي ، بعد أن رتب وضعه الداخلي -إن كان صادقا- إلا القبول بحوار حضرمي-جنوبي سقفه السماء ، تنبثق عنه قيادة مشتركة تسعى لجعل مخرجاته واقعا ملموسا ، وليبتعد عن لغة الضم والالحاق والتي عانينا منها جميعا ، وعليه ألا يستفز الحضارم وألا يختبر صبرهم ، فلا مكان لتزييف الحقائق ، ونشر البوائق ، وهو أعلم الناس بمن يمثل حضرموت اليوم .

فحضرموت لم تعد ذلك القاصر الذي يتحدث الآخرون باسمها ، ولن ترضى “بكلفتت” مكوناتها وابتلاعها ، كما حدث لبعض من ذهبوا الى عدن ، ثم عضّوا أصابع الندم .

فهنا حضرموت ، هنا الجغرافيا والحضارة والإرث التاريخي ، هنا الهوية ، وهنا العمق لأي دولة تريد الوثوب والانطلاق نحو المستقبل ، فإن غيبت فإنها ستمضي دونكم نحو هدفها المنشود.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *